ن ………..والقلم …(( دبي الثقافية ))؟؟ …خسارة !!!
عبد الرحمن بجاش
بسبب الظرف الذي نعيشه , فقد حرمنا من أشياء كثيرة . يتعلق الأمر ليس بالأكل فقط , أو فرص العمل , أو القرف عموما , بل بالزاد الأهم (( القراءة )) , وبمشاهدة الأفلام , وبمشاهدة مباريات كرة القدم , وبرامج شيقة من قنوات جميلة ك(( ناشيونال جيوجرافي )) , هذا إذا أردت المزيد من المعرفة تغرف منها , فتقريبا لي من عام إلى اللحظة , لم أشاهد فيلما , لم احضر ندوة , إذ لم تعد هنا ندوات , ولا محاضرات , ولا مناسبات ثقافية إلا ما يحييها مؤخرا بجهد شخصي الرجل الأجمل محمد القعود , والبيسمنت الذي تزودنا منه سبت الأسبوع الماضي بوجبة دسمة كانت صحونها كلها مملوءة بالنوت الموسيقية , وبيانو أسمعتنا عليه انديرا عطشان بعض ما وهب الله أصابعها من سر أبدعته برغم ألمها !! . تدلف إلى المكتبة فتتذكر (( اليمن الجديد )) لم يعد لها وجود , (( الثقافة )) كانت هنا , ((الثقافة الجديدة)) غادرتنا ولم تعد ,(( الإكليل )) ودارت الأيام , حتى ذلك العدد المتميز منها والذي كرس لصنعاء التاريخية ضاع مني بسبب الإعارة , حيث تمنح هذا أو ذاك أثمن ما معك , فلا يعيده !! ولا يدري أنه يُحرم نفسه مما هو أثمن !! . في المكتبة لا كتب جديدة , ولا مجلات كصباح الخير التي هي الأخرى بسبب السياسة لعنة الله عليها تحولت إلى (( مساء النوووووور)) . بقي لنا(( دبي الثقافية )) و((الدوحة )) , و(( نزوى )) . منذ أن حل علينا العبث , توقفت ((دبي الثقافية ))وكتابها الشهري الثمين , ذات اتصال من صاحبي في دبي , قلت أتمنى عليك أن تقتني شهريا نسخه من المجلة وتؤرشفها عندك حتى إذا حل الفرج أرسل ((ثروتي)) , فلم يكذب خبرا , قال لي الصديق والزميل احمد الاغبري مراسلها المقتدر وقد سألته ذات لقاء : اقرأها عبر النت , بيني وبينكم فلم استطع , فرائحة الورق ثانيه !! , مثل صنعاء اليمن ثانيه !! , ظل صاحبي يطمئنني أنه يحرص على شراء كل عدد وكتابه بالطبع , فصرت فرحا مثل الذي لديه رصيد في البنك , حتى اتصل بي قبل أيام , يقول ضاحكا : صاحبتك أوقفوها , صاحبتي ؟ كررت : صاحبتي , عدت اسأل : من ؟ قال : (( دبي الثقافية )) أوقفت , يا خسارة , هكذا رددناها دائما عند خسارتنا لواحة خضراء في هذا الوطن العربي الكبير , إذ لم ينجح نموذج وأحد , ولا تجربه , هل يعني أن العرب حكموا على أنفسهم بالفشل ؟ أم أننا امة فاشلة جاهلة !! , كيف لمجلة تتوقف ؟ كيف لحرف أن يختفي ؟ كيف لكلمة أن تتوارى ؟ كيف يمكن لنا أن نتحمل ونتقبل ألا نلتقي على الأقل شهريا بالمقالح , بحجازي , بنبيل زكي , بعصفور ب ب ب .. , وتحقيقات من أركان الكون ,كم أحس بالألم يفوق الم محمد غبريس وهو يودع محبوبته بعد أن أودعها الثرى : (( وداعا دبي الثقافية : لم أتوقع أن يأتي يوم تتوقف فيه دبي الثقافية , عن الصدور , وأجد نفسي خارج المؤسسة ..كيف يمكن أن ينتهي الحلم …لقد تركنا بصمة خضراء في المشهد الثقافي العربي وأغنية جميله يتردد صداها في قلبنا وذاكرتنا إلى الأبد )) ..ماذا اقول: أنا سوى (( يا حنقي )) , ولله الأمر من قبل ومن بعد .