لحظة يازمن.. عناوين قصيرة
محمد المساح
بطل تراجيدي
لماذا أشعر وكأنني بطل تراجيدي ؟ ما زالت اللعبة في أولها .
ويبدو كأن كل شيء على ما يرام ، الأغنية في يدي ، ولكن ثمة رائحة غريبة في الجو .
إنها الرائحة نفسها التي تفوح في المشهد الأول في التراجيديات اليونانية رائحة رمادية هي مزيج من رائحة الباروت ورائحة الكبريت ، تلك التراجيديات التي تخاطب النظارة قائلة:-
كل شيء حالياً على ما يرام ، ولكن لا تتسرعوا في الحكم ، سوف ترون بعد قليل كيف تنقلب حياة رأساً على عقب! وكيف تسيل الدماء على الأرض ، وكيف يمتلئ الجو بالخيانات .. كيف ستتداخل المعاني .. شاهدوا تمثيليتنالترو كم أنها ستدهشكم..!
” مينيه سوبوت”
دون إكراه
الخوف من السلطة الخوف من الأوضاع جد النا ضجة ، ومن الوسائل جد المستقيمة ، الخوف من الإفصاح عن الذات الخوف من الرقص إن الكوارث المتتابعة قد ترتبت على تراكم جميع هذه السيئات ، والآن يجب الخروج من الليل وذلك هو الشيء الأصعب ، فمثلما تعتاد العيون على الظلمة ، يعتاد الذهن على الجهل ، يعتاد العقل على تقديس عبادة الأوثان يعتاد الإنسان الحر على الكوابح التي يصوغها سادته تحت الاسم اللطيف ” الانضباط المقبول دون إكراه .
” جورج حنين”
لا تشبه صورتها
إن الشيء يصبح حقيقة واقعة – بالنسبة لأولئك الذين يتابعونه من مكان آخر على هيئة أخبار عندما يتم تصويره .
ولكن الكارثة كتجربة حية لا تشبه في الغالب صورتها .
فالهجوم على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001م ” كما يدعون” وصف بأنه غير واقعي ” وفوق الواقعي ” – سريالي – يشبه فيلماً سينمائياً كما ورد في شهادات أولئك الذين نجوا من البرجين أو كانوا يراقبون عن كثب .
وبعد أربعة عقود من أفلام الكوارث ذات الموازنات الضخمة التي أنتجتها هوليود يبدو أن وصف الناجين من الكارثة للأمر بأنه ” بدأ مثل فيلم سينمائي ، حل محل الكيفية التي اعتادوا بها وصف ما مروا به من ذهول قصير المدى: ” بدأ الأمر مثل الحلم .
مصاحب للموت
منذ اختراع الكاميرا في عام 1839م ظل التصوير مصاحباً للموت ، الآن الصورة التي تنتجها تلك الآلة هي حرفيا أثر لشيء استحضر أمام العدسة .
كانت الصورة أعظم من أية لوحة كتذكار للماضي الذي تلاشى والإنسان العزيز الذي رحل والإمساك بالموت لحظة حدوثه كان مسألة أخرى .
كان مدى آلة التصوير محدوداً طالما أنه يحتاج إلى التقدير والتحديد والتثبيت ، ولكن بمجرد تحول آلة التصوير من القوائم الحاملة لها ، وجعلها محمولة على اليدين ومجهزة بأداة تحديد المسافات وعدسات متنوعة تسمح بعمليات غير مسبوقة من الملاحظة المقربة من موقع بعيد مناسب اكتسبت عملية التقاط الصور فورية ومرجعية أكبر أي تقرير لغوي عند نقل رعب الموت الجماعي.
” سوزان سونتاج ” الالتفات إلى ألم الآخرين”