المستلزمات الدراسية.. كابوس النصف الثاني

 
> أولياء الأمور: المستلزمات المدرسية للنصف الثاني ازدادت ثقلاً على الأسرة نظراً للوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلد

> تربويون:عمدنا إلى تخفيف الأعباء على الأسرة وتكملة العام الدراسي بالزي الموجود

تحقيق/ رجاء عاطف
الفصل الثاني من كل عام هو استكمال للفصل الدراسي الأول ويتم الاستعداد له وكأنه فصل دراسي جديد من حيث الإعداد والتجهيز للمعلم والمبنى المدرسي وتوفير الكتب للطلاب ،إلا أن البعض يرى أنه فصل جديد حتى من المستلزمات الدراسية وغيرها والتي تعتبر عبئاً مكثفاً على ولي الأمر خاصة ونحن نمر بظروف يصعب فيها توفير المعيشة اليومية ، وجاء في التعميم الصادر من مكتب التربية والتعليم نظراً للظروف الاستثنائية والصعبة التي يعيشها أبناء الوطن.. لينحصر التوجه على طلب الضروري-فقط- من الدفاتر والأقلام وعدم الإصرار على الزي المدرسي الجديد وقبول الزي القديم عند الضرورة وعمل حملات تبرعات من القادرين لتغطية احتياج الطلاب الفقراء من الزي والحقيبة المدرسية .. في هذا الاستطلاع سنتابع أهم المشكلات والأعباء التي تواجه أولياء الأمر والطلاب والمدارس….. إلى التفاصيل:

في الميدان وجدنا تعميماً واضحاً ووجدنا تطبيق البعض ومخالفة البعض الآخر والذي ربما جاء ذلك حسب مزاجية وأهواء بعض المعلمين مستخدمين مبدأ العقاب على الطلاب الذين قد لا و مجرؤواعلى تقديم شكوى لإدارة المدرسة ضد معلمهم..
يقول ولي أمر الطالب محمد شبالة – بالصف السادس بمدارس الغاية : مع بدء أول يوم دراسي أفاجأ أن ابني جاء يطلب أكثر من 6 دفاتر مدرسية ما بين أبو 60 و80 و100 ورقة بناء على طلب مدرسين المواد في المدرسة وأضاف إنه لازال هناك مجال في دفاتره المدرسية التي لم يستغرق الكتابة فيها غير صفحات معدودة إلى جانب طلب الأقلام التي نظل دائما مستمرين في شرائها وهذا بالنسبة لطلبات أول أسبوع دراسي والطلبات الأخرى لازالت في طريقها لتثقل هموم ولي الأمر.
تعاميم لا تطبق
تتفق معه في هذا الرأي أم عصماء جمال بالصف السادس بمدرسة الجرداء بأن المعلمين طلبوا من الطلاب مستلزمات جديدة كالدفاتر والهندسة ومتطلباتها والذين رفضوا قبول الدفاتر الخاصة بالنصف الدراسي الأول وهنا قالت : هناك تعميم منذ بداية العام بضرورة مراعاة ظروف الطلاب وأسرهم خاصة ونحن في ظل الحرب وربما قد لا تستمر الدراسة فأين المعلمون من هذا التعميم؟ ،وبدورها ناشدت المعلمين الذين لا يلتزمون بمثل هذه التعاميم أن يخافوا الله لأن الطالب يستمر بالضغط على أسرته بالطلبات التي قد تكون لها حلول وبدائل عن طريقهم.
وقال محمد البعداني – ولي أمر : نحن سعينا لدفع أبنائنا لمواصلة التعليم في هذه الأجواء والظروف وتحدينا الصعوبات وهناك توجيها من وزارة ومكتب التربية بأنه سيتم مراعاة ظروف الطلاب النفسية والمعنوية والمادية ولكننا في الواقع نجد بعض الأعباء والضغوطات من قبل المعلمين على الطلاب والأسرة والتي لا يسعنا إلا أن نرضخ لهذا الواقع إرضاء لأبنائنا ومن أجل أن لا يشعروا بالفروقات المادية بين الطلاب ونتحمل ذلك على مضض.
كبداية العام الجديد
هناك طلاب يجدون أن الفصل الدراسي الثاني عاماً جديداً حسب ما أشار إليه بعض أولياء الأمور وأنهم لن ينطلقوا إلى المدراس إلا بمستلزمات دراسية جديدة سواء من الزي والحقيبة والحذاء أو من دفاتر وأقلام والذين من شأنه يسبب تأثيراً على نفسيات بعض الطلاب الذين لا توجد لدى أسرهم القدرة على شراء متطلبات أخرى وربما تكون أعباء تفوق طاقتهم بهذا الظرف.
وهذا ما أكدته أم الطالبة سارة عباس : بأن ابنتها رفضت الذهاب إلى المدرسة بحجة أنها لم تشتر المستلزمات الدراسية وتريد قرطاسية ودفاتر جديدة أسوة بزميلاتها في الصف ناهيك عن الزي الخاص بالعام الماضي والذي ترى عندما ترتديه أنه لم يعد يناسب حجمها مما اضطرنا لشراء زي مدرسي جديد والذي نتفاجأ أن أسعاره متفاوتة بين رخيصة ومرتفعة رغم أنه لا يستخدم إلا لمدة أشهر قليلة وربما لن تستطيع لبسه العام القادم وهكذا غيرها من الطلاب والطالبات.
تكملة العام بالموجود
توجهنا لجهات القرار في كيف بدء الاستعداد الدراسي ودورها في التخفيف من هذه الأعباء حيث أوضحت نجوى مالك – مديرة المدرسة الحديثة : أنه تم الاستعداد للفصل الدراسي الثاني واستقبال الطلاب وتسليمهم النتائج الفصل الأول وتم الاجتماع بهيئة التدريس والاتفاق على عدم تحميل الطالب شراء دفاتر واستخدام القديم إذا كان فيه مجال والطلب منهم استرجاع كتب النصف الأول حتى يتسنى توزيع الجزء الثاني وكذلك استقبال أولياء الأمور وحل المشاكل خاصة ما سوف نواجهه من نقص الكتب للجزء الثاني.
وقالت بالنسبة للزي المدرسي والحقائب فقد تم توفيره في النصف الأول وسيكمل الطلاب عامهم به أما بالنسبة للطلاب الذين لا قدرة لهم على الشراء فيتم توفيره لهم بمساعدة مجلس الآباء والأمهات ، وان ما يخفف الأعباء هو تكملة العام الدراسي بما هو موجود وعدم تكلفة الطلاب بشراء مستلزمات جديدة ومن ليس لديه قدرة يتم مساعدتهم قدر الإمكان.
أقوال باسم المعلم
وأشارت نجلاء عاطف – معلمة بمدرسة اللقية : إلى أنه في بداية كل فصل دراسي جديد لا يكلفون الطالب فوق طاقته آخذين بالاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد وانه في بداية الفصل الثاني إذا كانت دفاتر النصف الأول لازالت في النصف يتم إكمال دروس الجزء الثاني فيها ، وقالت: هناك طلاب يتقولون على لسان بعض المعلمين بطلب مستلزمات دراسية جديدة وعند حضور ولي الأمر المتابعين لأبنائهم للمدرسة للاستفسار يتضح أن الطالب هو من يطلب ذلك من تلقاء نفسه لأنه يريد كل شيء جديد كبعض زملائه.
التخفيف والتحفيز
ومن جانبه: أمين نجاد – معلم بمدرسة الشهيد محمد إسماعيل الثانوية ، يرى بضرورة تخفيف الطلبات على الطلاب والاكتفاء بما هو موجود وممكن ،وكما يدعو أولياء الأمور إلى إرسال ومتابعة أبنائهم وتحفيزهم وبدء الفصل الدراسي الثاني حيث وكل المعلمين متواجدون ولا توجد أي مشكلة معتبرا أن دور وسائل الإعلام غائب في التعاون مع المدارس عبر برامج توعية بأهمية العودة للمدرسة وليس هناك أي تفاعل إعلامي حول هذا الحدث التربوي في الوقت الذي يجب أن يشارك فيه الجميع والنقابات المعنية بهذا الأمر ،منوها إلى انه يجب ان تتكاتف جهود الأهالي والطلاب بإعادة الكتاب المدرسي حتى يتمكن المعلم والطلاب من السير بالمنهج وفقا للخطة الدراسية لأن غياب الكتاب يؤثر تأثيراً مباشراً على أداء الرسالة الحقيقية للمعلم.
استقرار التعليم
محمد الشامي – مدير منطقة السبعين التعليمية الثانية ، يقول :هناك استقرار بنسبة كبيرة في المدارس للفصل الدراسي الثاني من حيث المعلم والبيئة المدرسية وتجهيزاتها وأيضاً تسجيل الطلاب النازحين في أقرب المدارس إليهم ، كما تم التغلب على بعض الصعوبات التي كانت تواجهنا في الفصل الدراسي الأول خاصة من المعلمين النازحين الذين أثروا على العملية التعليمية والتربوية وذلك بإعادة توزيع القوى العاملة الفائضة من المدارس ذات الكثافة إلى المدارس المحتاجة ، وأضاف بأنهم يعانون من مشكلة توفير الكتب المدرسية والتي لم يتم تسليمها وأنهم في انتظار ما ستوفره وزارة التربية والتعليم في هذا الفصل وأن العجز الموجود يُغطى من مسترجع الأعوام الماضية وإن كان لا يلبي الغرض.
وقال : نحن متفائلون جداً بأن الفصل الدراسي الثاني سيكون امتداداً للفصل الدراسي الأول ونأمل أن يحقق نجاحاً أكثر من السابق رغم الصعوبات التي نعاني منها جراء قصف العدوان على أمانة العاصمة والمناطق السكنية الموجودة في إطارها المدارس إلا أن ذلك النجاح سيتحقق بتكاتف الجهود المبذولة من وزارة التربية والتعليم وأمانة العاصمة وإدارة المنطقة والمجلس المحلي الذين يسعون جميعا إلى توفير مناخ مستقر لاستقرار وسير العملية التعليمية التربوية.
تعميم وتذكير
وعما إذا كانت المناطق التعليمية تقوم بتوجيه إدارات المدارس بعدم تكثيف متطلبات المستلزمات الدراسية للطلاب أشار مدير المنطقة التعليمية: إلى أنه تم إنزال تعميم من مكتب التربية والتعليم بعدم تكثيفها سواء من حيث الدفاتر وطلبات الزي المدرسي الذي يمكن التجاوز عنه سواء في المدارس الخاصة أو الحكومية وكذلك ما يطلبه مجالس الآباء في بعض المدارس وهناك تسهيلات وسيتم أيضاً التذكير بالتعميم خلال الفصل الدراسي الثاني وكما نعمل على متابعة ذلك للتخفيف من أعباء المشاكل الاقتصادية الموجودة في البلاد ومن الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي تترتب على ذلك سواء للطلاب أو أولياء الأمور.
مضيفاً أن هناك تقارير بأن أغلب المدارس وإن لم تكن الكل ملتزمة بهذا الموضوع ويقدرون ذلك من حيث زيادة الطلاب منوها إلى أن بعض مجالس الآباء هم الذين يقومون بفرض بعض المبالغ المالية لمواجهة تغطية العجز لبعض المدرسين الموجودين داخل المدارس أو توفير بعض الاحتياجات المدرسية.
التكاتف المجتمعي
وفيما إذا كان هناك معلمون يصرون على فرض مستلزمات جديدة وإضافية على الطلاب أكد الشامي : أنه من غير المتوقع أن يطلب المعلم مستلزمات دراسية جديدة وهذا ما تم التوجيه فيه إلى إدارات المدارس بعدم الضغط على الطلاب أو تحميلهم بعض الأعباء ، وانه في حالة المخالفة للتعميم نتخذ إجراءات المساءلة الإدارية الطبيعية ولفت إلى التنبيه الشفوي والتنبيه الكتابي والتي لم تصل أي شكاوى إلى الآن خاصة بهذه الأشياء.
وختم حديثه بأن الوضع الذي تمر به البلاد هو وضع عام وأن التكاتف لا ينحصر في التربية والتعليم بل هو تكاتف مجتمعي والذي يعول عليه بشكل كبير جداً في دعم ورفد المدارس والطلبة المحتاجين سواء من حيث الملبس او الكتب او المأكل وهناك مدارس تقوم بعمل بازارات لصالح الطلاب الأيتام وكثير من الشخصيات يتبنون الآن الطعام في أوقات الراحة وهناك نماذج للمدارس على مستوى المديرية ، إلى جانب أن هناك تعاوناً من مجالس الآباء وأيضاً تذليل الصعوبات من البعض والإحساس بالمسؤولية المشتركة ما بين التربية والتعليم والمجتمع المحلي رغم الظروف الاستثنائية والذي يعاني منها المجتمع المحلي فهناك تكاتف جيد وملموس في كثير من المدارس..

قد يعجبك ايضا