حزن الجوار السعودي بين المغامرة والوقيعة !!

عبدالعزيز البغدادي

الفرق بين الواقعية والوقيعة هو الفرق بين الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان وبين حكام آل سعود في عدوانهم على اليمن الموجه أمريكياً وصهيونياً ، والمقصود هنا بالوقيعة هو ما وقع فيه النظام السعودي من خلال عدوانه من كارثة سياسية وقانونية وأخلاقية هي البديل لما كان يفترض من حسن الجوار الذي لم يكن سيكلفهم كل هذا الإهدار للأخلاق والمبادئ والثروات ومراكمة الحقد لدى شعب اليمن الأعرق والأكرم ليس ادعاءً ولا تفاخراً بل حقيقة ربما يعرفها من قد يوجد من العقلاء في هذا الكيان الجار الذي لم يعرف منه اليمن إلا الإيذاء والعنجهية والتكبر مقابل عطاء أبناء اليمن الذين احتلت السعودية من أراضيهم حوالي نصف الأراضي التي تكونت منها مملكتهم وكان لأبناء اليمن الفضل الأكبر في بنائها قبل أن تتنكر لهم وتستبدلهم بعمال من أصقاع العالم ونحن هنا لا نجاريهم في أخلاق المن والأذى بادعاءات بلا أساس بل نتكلم عن وقائع إيذاء معاشة آخرها هذا العدوان الأوقح عبر تأريخ الإعتداءات في الدنيا !! ،
الفرق بين الواقعية والوقيعة هو الفرق بين أسلوب تفكير الصهاينة وتفكير حكام السعودية !!،
ففي الاعتداء الصهيوني على لبنان عام 2006 م الذي تكشفت من خلاله بعض ملامح التعاضد والتعاون بين الكيانين حيث وصف وزير خارجية السعودية حينها سعود الفيصل الذي ظهر ممتعضا وصف مقاومة حزب الله للكيان الصهيوني الإرهابي المعتدي على لبنان بالعمل المغامر وهاهي المملكة اليوم تفصح عن عمق العلاقة العضوية بين الكيانين بوصفها حزب الله بالمنظمة الإرهابية لأنه يحارب الإرهاب والفساد !!؛
التفريق بين واقعية الكيان الصهيوني التي أحب أن يظهرها في عدوانه على لبنان ؛
فبعد أن صمد أبطال المقاومة اللبنانية (حزب الله ) وداعموه من الشعب اللبناني ودمروا عدداً من الدبابات والمدرعات والآليات الصهيونية وأطلقت على مناطق حساسة من هذا الكيان عدد من الصواريخ وأغرقت بارجتان صهيونيتان واستشهد من اللبنانيين وقتل من الصهاينة أعداد لاتقاس بما حصل من الشهداء والقتلى نتيجة العدوان السعودي الصهيوني على اليمن الذي مضى عليه حتى الآن قرابة العام وآلة القصف والتدمير متواصلة على كل أنحاء اليمن في ظل حصار خانق براً وبحراً ؛
في العدوان الصهيوني على لبنان وبعد مرور33 يوماً أيقن الصهاينة أنه لا يمكن كسر إرادة المقاومة ولذلك أوقفوا عدوانهم دون أن يقال بأن اسرائيل تبحث عن الخروج بماء الوجه لأن المعتدي بلا وجه أصلاً ، اعترف الصهاينة بالهزيمة التي تعني عدم تحقيق هدفهم المعلن وهو تجريد حزب الله من سلاح المقاومة وبدأوا تحقيقات بشأن أسبابها وبذلك أثبت الكيان الصهيوني أن عدوانه واقعة تأريخية يتحمل نتائجها وقد قام بإيقافها قبل أن يفقد تلك القدرة والخروج بماء الوجه عنده هو وقف العدوان الذي وجد أنه وصل إلى طريق مسدود !!! ؛
أما الكيان السعودي الذي استعان في عدوانه على اليمن بأربع عشرة دولة بناءً على خطة أمريكية يحسبونها محكمة مشكلاً تحالفاً للعدوان أطلق عليه ( التحالف العربي والإسلامي) وأعداد كبيرة من مجرمي شركة البلاك ووتر والمرتزقة من أقطار العالم ورغم كل ما خسرته السعودية وحلفاؤها حتى الآن من قتلى وتدمير أعداد مهولة من الدبابات والمصفحات والعربات المدرعة وإغراق وتدمير أكثر من 8 بارجات وتوغل المجاهدين اليمنيين في الأراضي اليمنية المحتلة عام 1934 والفرار الجماعي المخزي للجيش السعودي ومرتزقته من كل الجنسيات وبعد مرور قرابة العام على العدوان البشع بما شمله من قصف عشوائي للأهداف المدنية وتدمير البنى التحتية وقتل الأطفال والنساء وكل المدنيين من مختلف الفئات العمرية وهدم البيوت على ساكنيها ورغم الهزائم الواضحة والمتتالية في كل الجبهات وعلى كل المستويات وعلى الرغم من عدم تحقيق أي من الأهداف المعلنة أو المضمرة من أهداف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد شعب محاصر مفقر أقول رغم كل هذا فإن الوقيعة الأمريكية تأمر السعودية بأن تستمر في عدوانها وتبحث لها عن انتصارات وهمية للخروج كما يقولون بماء الوجه دون أن تدري أي وجه وأي ماء ؟!!؛
ببساطة لأن هذا النظام لا يوجد من يحاسبه لا عن الجنود والضباط الذين يبعث بهم إلى المحرقة دون أن يسأل عن مصيرهم بل ويعمل على التشويش على كل المعلومات بشان أعداد الهالكين والجرحى والأسرى، أماالأموال من عائدات النفط التي كانت ولازالت شركات النفط الأمريكية والغربية تمتص غالبية احتياطياته بالإضافة إلى العائدات الأخرى ؛
الكيان الصهيوني يدرس الوقائع لخدمة أجندته وتنفيذ مخططاته بدقة ، يسير من أجل هدف عدواني واضح ويحسب للإمكانيات حساب ولا يجرؤ على إخفاء حجم قتلاه أو مصابيه وحين ينهزم يعترف بالهزيمة ويحاسب قادتهم !!،
أما حكام السعودية فإنهم يملكون الأرض ومن عليها ولهذا لا غرابة أن يستمر العدوان كل هذه المدة ويرتكب كل هذه الجرائم لأنهم حسب اعتقادهم وممارستهم يحكمون أتباعاً لا يوجد لهم جنسية بل تابعية !!!.

قد يعجبك ايضا