عواصم / وكالات
يعقد ممثلو الدول الـ28 اليوم عمل مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، تزامناً مع انقسام غير مسبوق داخل الاتحاد الأوروبي حول مصير 1.25 مليون طالب لجوء جاؤوا هربا من أزمات الشرق الأوسط خاصة في سوريا والعراق.
وتهدف القمة إلى وقف تدفق اللاجئين جذريا كما ستبحث مساعدة من تركيا واليونان لتسوية أزمة الهجرة وغلق الطريق الشمالي الذي يمر عبر البلقان نهائيا.
وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يأمل أن تتمكن القمة مع تركيا وهي الثانية من نوعها خلال أربعة أشهر من الاتفاق على خطوة البداية من أجل وضع نهاية للوصول الفوضوي للاجئين إلى اليونان، ووقف عبورهم للبلقان في اتجاه ألمانيا.
وأبدى زعماء الاتحاد الأوروبي تفاؤلا حذرا قبيل القمة بأن أنقرة أصبحت مستعدة أخيرا للتحرك من أجل تقييد عبور المهاجرين إلى أوروبا بشكل غير قانوني.
وكان دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، قد قال الأسبوع الماضي إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أبلغه بأن بلاده مستعدة لاستعادة كل المهاجرين الذين أوقفوا في المياه التركية.
كما صرح رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، الذي يشارك في القمة انها ستبحث مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، معبرا عن أمله في التوصل إلى قرار فاصل.
وكان أكثر من مليون شخص قد دخلوا الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية بواسطة قوارب، تعبر البحر من تركيا إلى اليونان.
وستترافق موافقة الاتحاد الأوروبي على إغلاق مقدونيا والنمسا ودول أخرى تقع على الطريق إلى الشمال من اليونان حدودها في الآونة الأخيرة مع تجديد الالتزام باستئناف خطط متوقفة بإعادة توزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي الـ28.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأنه من المتوقع أيضا أن يطلع الزعماء داود أوغلو على مخاوفهم المتعلقة بحقوق الإنسان بعد أن فرضت الحكومة التركية وصايتها على صحيفة معارضة.
لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي سيحرصون على ألا يثيروا حفيظة أنقرة مع تزايد آمال التوصل لحل للأزمة.
وقالت مصادر دبلوماسية إن زعماء الاتحاد الأوروبي سيؤكدون أيضا لرئيس الوزراء اليوناني أليكس تسيبراس المساعدة في إيواء آلاف تقطعت بهم السبل الآن في اليونان، وكانوا يأملون أن يحذوا حذو مليون شخص وجدوا ملجأ لهم في ألمانيا العام الماضي.
وتحادث رئيس الوزراء التركي في استباق للقمة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الهولندي مارك روت رئيس الدورة الحالية للاتحاد، حول أزمة اللاجئين، كما استهدفت المحادثات تقريب وجهات النظر المتباعدة بين الجانبين التركي والأوروبي بشأن كيفية معالجة مشكلة اللاجئين.
وكان داود أوغلو أكد قبل مغادرته اسطنبول أن بلاده قامت بـ”خطوات مهمة” في إطار احترام الجزء المتعلق بها من “خطة العمل” التي توصلت إليها مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي بهدف الحد من تدفق اللاجئين الذين يغادرون السواحل التركية بالآلاف متوجهين إلى الجزر اليونانية.
وإلى ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه سيوسع عملياته في بحر إيجة بهدف منع تهريب اللاجئين إلى أوروبا، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إرسال ثلاث بوارج عسكرية للمشاركة في عمليات الناتو، علما بأن فرنسا اتخذت خطوة مماثلة السبت الماضي.
وأعلن الناتو أمس الأول أن قوة بحرية جديدة حصلت على موافقة للعمل في المياه التركية واليونانية. وهذا سيكسب قوة لاتفاق مع تركيا تستقبل بمقتضاه مرة أخرى المهاجرين الذين يضبطون في مياهها وأيضا الذين يصلون إلى الجزر اليونانية لكنهم غير مؤهلين لطلب حق اللجوء.
وكان خفر السواحل التركي قد انتشل جثث 25 لاجئا، وأنقذ 15 آخرين بعد غرق زورقين للاجئين كانوا يحاولون التسلل إلى الجزر اليونانية، قبالة سواحل منطقة “ديديم” التابعة لمدينة أيدن (جنوب غربي تركيا).