د. أحمد صالح النهمي
كبِّرْ على القوم سبعاً أيها البطلُ
وابصقْ على كل ما قالوا وما فعلوا
كبِّرْ على كل من باعوا كرامتهم
وما استحوا حين باعوها ولا خجلوا
من أسلموا الأرضَ للغازين واستلموا
أثمانهــم ، وإلى أبوابهم رحلوا
كأنهم لم يشبُّوا في ملاعبِها
ولا ارتووا من شواطئها ولا نَهـــَـلوا
كأنهم لم يكونوا قط أخوتنا
ولم نصلْ فيهم القربى ولا وصلوا
خانوا السعيدةَ، حادوا عن مبادئها
أغراهُمُ النَّفْطُ واستهواهم العَسَلُ
تقاسموا نشوةَ الأنخابِ منْ دمِنَا
ومن دماءِ بنينا، أولمــــــــــوا ، ثملوا
الخائنون مرايا الشعب تفضحهم
تُذِلُّهُمْ حيثما حَلُّوا أو ارْتَحَلوا
كبِّرْ ولا ترتجي من جمعِهِمْ رَجُلاً
فلا وربُّكَ ما فيــــــهِمْ ولا رَجُلُ
كبِّرْ على جوقة البعران إنهم
أرخوا السراويل حتى استنوق الجمل
ساقوا إلى عرشِ أوباما صلاتهمُ
يؤمُّهُمْ هُبَلٌ يلهو به هُبَلُ
كم أجرموا في حماها كم طغوا وبغوا
وكم أغاروا وكم عاثوا وكم قتلوا
ما راقبـــــــوا الله في طفلٍ ولا امرأةٍ
ولا مُسـِــــــــنٍ في المحرابِ يبتهلُ
لكنهم بعد عامٍ مرَّ، ما حصدوا
غير الهزيمةِ، لا حزمٌ ولا أملُ
ولعنة الله ما زالت تحاصرهم
في أرضِ بلقيس ، والأملاكُ والرسلُ
كبِّرْ فجيشك ما زالت كتائبه
كالنار في وجه أهل البغي تشتعل
ما زال يطوي من الإبرامز معطفه
يقدُّ من جلدِها نعلاً وينتعلُ
يفر قدامه جيش الرياض كما
تفر من أسدها الغزلان والحملُ
كبر فإنَّ رجالَ اللهِ ما وصلتْ
نارُ الصواريخِ إلا قبلها وصلوا
إن يزحف الغزو صدوه، وإن زحفوا
فلا يصدُّهُمُ حِلفٌ ولا دولُ
في كل يوم لهم نصرٌ وملحمةٌ
في كل يوم لهم علمٌ لهم عملُ
كم أدهشوا الكونَ، كم أعيوا مدارسَهُ
وكم جرت فيهم الآراء والجدلُ
كَبِّرْ فصنعاء أقوى من مكائدهم
وصوتُ عطانَ في النيرانِ يرتجلُ
صنعاء لن يبلغَ الغازونَ ما زعموا
فَلْتَطْمَئِنِّي ، وإن قالوا فما فعلوا
لو يدخلُ الفيلُ من سَمِّ الخياطِ على
مرأىً من الناسِ يا صنعاءُ ما دخلوا
كبِّرْ فصعدةُ فوق القصفِ صامدةٌ
ما طالها قط لا خَوْفٌ ولا وَجَلُ
في جبهة الغيم ما زالتْ مسافرةً
كأنَّ ساحاتِها المريخُ أو زحل
ولم تزلْ تتحدَّى ألفَ عاصفةٍ
ولم تزلْ بِشظايا النَّصرِ تَكْتحلُ
من قوةِ اللهِ في الميدان قوتُها
وحبلُها بحبالِ الآلِ مُتَّصِلُ
كبر فلولاك ما اهتزت ممالكهم
ويعرف القوم في لقياك ما جهلوا
ولم تعد نخبة الغازي مصندقةً
يلفها الخزي والبطلان والفشلُ
ولم تنكس من أعلامها دول
ولم تعربد في إفلاسها دول
كبر فأنتَ سماوات ٌ معطرة
عطر الخلودِ، ونحنُ الطينُ والوحلُ
وأنتَ وحدَكَ حيٌّ خالدٌ أبداً
ونحنُ دونكَ موتى أيها البطلُ