بروكسل/ أ. ف. ب.
توقع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك حصول “توافق اوروبي” بشأن ازمة المهاجرين، بعدما طلب مساعدة تركيا للحد من التدفق الهائل لهؤلاء المهاجرين الساعين الى الوصول الى اوروبا بأي ثمن.
وذكر توسك في رسالة الدعوة الى المشاركة في القمة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا المتوقعة الاثنين في بروكسل “للمرة الاولى منذ بدء ازمة المهاجرين بإمكاني ان أرى بوادر توافق اوروبي. انه توافق على استراتيجية شاملة، في حال تم تنفيذها بشكل دقيق، يمكن ان تساعد على استيعاب التدفق، والعمل على حل الازمة”.
وقال توسك في هذا الاطار انه “متفائل بحذر”. والتقى توسك في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لحثه على بذل المزيد لإبطاء حركة الهجرة من تركيا باتجاه اوروبا.
كما التقى توسك في بلغراد رئيس الحكومة الصربية الكسندر فوشيتس. وأكدت السلطات الصربية في بيان حول هذا اللقاء انه “تم التشديد على ضرورة حصول تغيير في السياسة الاوروبية ازاء المهاجرين”. وانهى توسك جولة بدأها في فيينا، شملت البلدان التي يمر فيها المهاجرون، وزار بالفعل سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا واليونان وصربيا وتركيا.
وأضاف توسك في رسالته “ان الدول الواقعة على طريق البلقان الغربي، وبينها الدول غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، مستعدة جميعها، ومصممة على العودة إلى التطبيق الشامل للقرارات المشتركة ومنها اتفاقية شنغن”.
وفي رسالته هذه تطرق توسك الى “خريطة الطريق” التي نشرتها قبل ساعات المفوضية الاوروبية بشأن العودة الى “العمل الطبيعي” داخل فضاء شنغن، وانهاء كل عمليات التدقيق التي اقيمت على الحدود الداخلية لبلدان هذا الفضاء. وقدم الاتحاد الاوروبي خطة طارئة تهدف الى الحفاظ على حرية التنقل في فضاء شنغن الذي شهد رقما قياسيا في عدد طلبات اللجوء.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان “الهدف هو ازالة اجراءات التدقيق على الحدود الداخلية بحلول ديسمبر حتى نتمكن من العودة الى تفعيل فضاء شنغن بصورة طبيعية بحلول نهاية 2016م”، علما أن ثماني دول أعادت اجراءات التفتيش والتدقيق بشكل موقت على حدودها منذ سبتمبر، للحد من عدد الوافدين اليها مع تصاعد ازمة المهاجرين.
وأضافت المفوضية ان “إنشاء فضاء شنغن من دون حدود داخلية منح امتيازات كبيرة للمواطنين الاوروبيين والشركات، لكن هذا النظام تعرض في الاشهر الاخيرة لامتحان قاس بسبب ازمة الهجرة”.
وفشلت دول الاتحاد الاوروبي حتى الان في التوصل الى خطة واضحة شاملة لمواجهة التدفق المتواصل للمهاجرين. وتفيد المفوضية العليا للاجئين ان اكثر من 130 ألف شخص وصلوا الى اوروبا منذ مطلع السنة الحالية.
وقدم اكثر من 1.25 مليون اجنبي معظمهم من السوريين والافغان والعراقيين في العام الماضي طلبات لجوء في الاتحاد الاوروبي، فسجلوا بذلك اعلى مستوى ورقما يفوق الضعف بالمقارنة مع 2014م (+ 123 %)، كما اعلن الجمعة المكتب الاوروبي للاحصاءات (يوروستات).