الإعلام ودكاكين الارتزاق
حسن الوريث
مركز وجمعية هنا ومنتدى ومؤسسة هناك وموقع هنا وقناة هناك والمسمى لتلك المراكز والجمعيات والمنتديات والمؤسسات والقنوات, إعلامي أو صحفي وبعضها تنموي المهم أن يكون لدينا عنوان أو لافتة نستطيع من خلالها التواصل مع مختلف الجهات والمنظمات العربية والدولية وغيرها لكسب المزيد من المال من خلال مشاريع معظمها وهمي وبعضها نص ونص وكل تلك المنظمات الداعمة بالطبع تقع تحت تضليل تلك المسميات وبالتأكيد بمساعدة بعض الموظفين اليمنيين الذين يعملون في تلك المنظمات والذين يقومون بتسهيل أعمال تلك المؤسسات الوهمية مقابل تبادل مصالح ومنافع متبادلة.
طبعا هذه المسميات التي تنسب نفسها للإعلام والصحافة ومعظمها ليس له منها سوى الإسم فقط, له أهداف عديدة منها الكسب المالي وتمثيل المجتمع المدني والإعلامي أمام المنظمات الدولية ليسهل تضليله ومده بالمعلومات الخاطئة وغيرها من الأهداف المعلنة والأهداف الخفية التي بدأت تتكشف لنا خاصة خلال الفترة الأخيرة والتي انكشف فيها المستور كما يقال ولو أننا تعمقنا في ما تقوم به هذه التي تسمي نفسها مؤسسات إعلامية لوجدنا أنها مجرد هياكل فارغة فما يوجد بها هو بيانات وتقارير يتم إعدادها من قبل جهات معينة تنتمي إليها وتعبر عن وجهة نظرها وتنقل ما تريد إيصاله إلى الناس وأنا شخصياً حضرت بعض فعاليات لتلك المؤسسات والمراكز فوجدت نفس المعلومات والبيانات والتقارير في معظمها وليس فيها من فرق سوى الإسم, كما أنه يتم توزيع هذه المراكز والمؤسسات بين أفراد وأشخاص ينتمون لنفس الجهات التي تديرها في الخفاء وربما أن بعضهم لا يمتلك من القدرات والمؤهلات سوى الإنتماء فقط .
مما لا شك فيه أن تلك التي تسمي نفسها مراكز بحثية وسياسية ومؤسسات إعلامية تقوم بأدوار مكملة لما يقوم به ذلك الحزب لأنها تتبعه رغم إدعاؤها بأنها مستقلة لكن الواقع يؤكد انها تابعة لجهات تديرها وتحاول أن تخفي نفسها لكنها عبثاً تحاول, فالمستور ظاهر عياناً بياناً أمام الجميع وخاصة عقب الإحداث التي شهدتها اليمن عام 2011م حيث زادت هذه المسميات وبشكل هستيري وعندما بدأ العدوان السعودي على اليمن في مارس الماضي غادرت كل تلك المراكز والمؤسسات والقنوات صنعاء وانتقلت إلى الرياض والقاهرة واسطنبول لتستكمل عملها وتحولت إلى دكاكين للارتزاق والعمالة وأصبحت تقوم بدور المحلل لنظام بني سعود في عدوانه على اليمن وتلميع صورته أمام المنظمات الدولية على اعتبار أن من يدير تلك الدكاكين هم أشخاص ينتمون إلى اليمن حيث يستغلون هذه النقطة ويقومون بتضليل تلك المنظمات الدولية حول ما يجري في اليمن وللأسف أن تلك المنظمات الدولية تقع تحت تضليل تلك المراكز والتزوير الذي تمارسه عليها ولا تكلف نفسها التحقق والتأكد مما يجري في اليمن من الواقع وليس من هذه الدكاكين التي تبيع كل شيء بالمال ونحن نشاهد أصحاب تلك الدكاكين عبر القنوات والمواقع وخلال مشاركاتهم في فعاليات ومؤتمرات المنظمات الدولية وهم يكذبون ويزورون الواقع ويزيفونه خدمة لمن يدفع لهم ويفتح لهم هذه الدكاكين كي تستمر في التضليل والخداع.
اعتقد أن على المنظمات الدولية أن تكون منصفة وأن تسمع من كل الأطراف وليس كما هو الحاصل تسمع بأذن واحدة كما أن عليها أن ترى الأحداث من الواقع وليس كما تصوره لها تلك الدكاكين بمعنى أنه يجب عليها أن ترى بعينيين وليس بعين واحدة لأن ذلك يجعل تلك المنظمات وخاصة الإنسانية فاشلة في أداء مهامها لأنها تعتمد أساساً على تلك الدكاكين التي تمدها بمعلومات خاطئة ومزيفة يتم إعدادها وتجهيزها في مطابخ العدوان وتكليف أصحاب تلك الدكاكين بتوزيعها على المنظمات الدولية لتغييبها عن الواقع والمشهد الحقيقي لما يجري في اليمن والتغطية على ما ترتكبه دول العدوان من جرائم في اليمن وتغييب الوضع الإنساني المأساوي الذي تعيشه اليمن جراء العدوان والحصار ومحاولة تلك الدكاكين إلقاء التهمة على اليمنيين أنفسهم وتبرئة دول العدوان مما يحصل من خلال هذه المراكز والمؤسسات التي تحولت إلى دكاكين للارتزاق على حساب دماء الشعب اليمني ومعاناته .