ذمار/رشاد الجمالي –
يجب أن تتوحد الطاقات وتتضافر الجهود من أجل أنجاح المؤتمر الذي يعد أملنا الوحيد
بالحوار نبني الوطن الموحد ونسدل الستار على الفتن والصراعات والأزمات
مع اقتراب الموعد الزمني لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي يمثل المخرج الوحيد للوضع الذي تعيشه بلادنا تتسارع دقات قلوب اليمنيين كافة من شدة فرحهم وابتهاجهم باليوم الذي طالما ترقبوه كثيرا ليضع حدا فاصلا للمعاناة والصراعات والأزمات الملازمة لهم منذ سنوات عدة.
أبناء محافظة ذمار مثلهم مثل بقية عموم أبناء محافظات الجمهورية يترقبون لحظة انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بفارغ الصبر.. ويتطلعون للمستقبل المشرق الذي سيحدد معالمه هذا المؤتمر الوطني الشامل.
(الثورة) اقتربت من أصداء مؤتمر الحوار بذمار وخرجت بالحصيلة التالية التي وردت على ألسنة عدد من العلماء والأكاديميين والمثقفين بالمحافظة:
في البداية التقينا الدكتور عادل علي عمر جامعة ذمار الذي تحدث عن أهمية الحوار بالقول:
يجب ان نقر جميعا كيمنيين أحزابا وجماعات ومنظمات أن المخرج الوحيد والآمن هو الحوار الوطني الذي يرتقب ما سيفضي إليه ملايين اليمنيين للخروج من الوضع المتأزم والمحتقن الذي خلفته الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد خلال العامين الماضيين وما نتج عنه من ترد للأوضاع في مناحي الحياة المختلفة أبرزها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية.
رداء الوطن
وأردف قائلا: ولذلك يجب على كافة المشاركين تحت قبة هذا الحوار أن يتشحوا رداء الوطن لحل كافة القضايا العالقة وأن يتجردوا من حزبيتهم ولو مؤقتا لأن الوطن للجميع ومصالحه العليا فوق المصالح الحزبية الصغيرة وأن يكون حوارهم صادقا ومخلصا شفافا يتضمن حل كافة القضايا بلا اجتزاء أو تمييز وأن تسود الحكمة اليمنية في التعامل مع تلك القضايا وأن يبتعد الجميع عن الأحقاد والنظر للخلف لأن الالتفات للخلف لا يمكن من رسم ملامح المستقبل وأن تسود فعاليات المؤتمر وما بعدها روح التعايش والقبول بالآخر وتجريم الإقصاء أيا كان نوعه أو شكله فالوطن للجميع والوظيفة للجميع والمراكز القيادية للجميع من ذوي الكفاءات والمؤهلات أيا كان حزب هذا الموظف أو القيادي أو منطقته أو جماعته.
واضاف الدكتور عادل: كما أتمنى أن يفضي هذا الحوار في نهاية المطاف إلى حقائق الدولة المدنية والمواطنة المتساوية ودولة العدل والقانون التي ينشدها الجميع وليس للشعارات الوهمية التي نسمع ونقرأ عنها ولا نجدها على أرض الواقع وكذا هو الأهم حاليا أن يعم الأمن والأمان كافة أرجاء اليمن.
تجاوز الحقد والكراهية
ومن جانبه قال الشاعر عبدالفتاح البنوس:
الحوار الوطني هو الخطوة الأكثر فاعلية في بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بعد الانتخابات الرئاسية وعملية الانتقال الديمقراطي للسلطة ومما لا شك فيه أن مؤتمر الحوار الوطني سيأخذ بأيدي كافة القوى السياسية والأطراف المشاركة فيه إلى تجاوز الأوضاع الراهنة والانطلاق وفق رؤية وطنية نحو بناء اليمن الجديد والمستقبل المشرق بإذن الله.
فمن خلال الحوار سيتم تطبيب الجراح وتجاوز مشاعر الحقد والكراهية ونبذ كافة أشكال العصبية والتسامي فوق الآلام والجراح وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والتآخي والتعايش السلمي والحرص على المصلحة الوطنية.
وقال: لقد جربنا العنف والصراعات والمماحكات ولكنها زادت الطين بلة وزادت من الأوضاع تفاقما فكان الحوار الوطني هو الخيار والحل الأنجح والأنسب فمن خلاله تطرح كافة القضايا وتناقش كافة الملفات المطروحة على طاولة النقاش وفق آلية وطنية تصب مخرجاتها في خدمة المصلحة العامة للوطن ولن يكون هناك أي تحفظات أو خطوط حمراء ولن تكون هناك فرص أو إلزام الكل سيدلي بدلوه وكل طرف سيقدم رؤيته لكافة القضايا المطروحة على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني والمطلوب فقط هو التحلي بالصبر وسعة الصدر والابتعاد عن التعصب للرأي من قبل الأطراف المشاركة في الحوار كون ذلك قد يؤدي لا سمح الله إلى فشل الحوار وكلنا نعرف جيداٍ أن فشل الحوار الوطني يعني الاتجاه نحو الحرب الأهلية وعودة الصراع ونزيف الدم من جديد والعودة بالأوضاع في البلاد إلى مربع الصفر وهذا ما لا نتمناه على الإطلاق.
وأضاف البنوس: أنا شخصيا أنطر إلى مؤتمر الحوار الوطني بنظرة تفاؤل وذلك انطلاقا من المواقف المبدئية التي أعلنتها القوى المشاركة في المؤتمر والتي صبت في مجملها حول أهمية الحوار ودوره في إخراج البلاد من الأوضاع الراهنة وتأسيس اللبنات الرئيسية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي ننشدها جميعا فالحوار هو مفتاح العبور نحو الدولة المدنية وهو من سيرسم ملامح هذه الدولة واتجاهاتها وسياستها وبرنامجها الشامل الذي سيركز على البناء والتطوير والتحديث والتنمية الشاملة في شتى مجالات الحياة.
تغليب المصلحة العامة
كذلك عبرت الأخت سماء المصري عن أهمية الحوار الوطني الذي سينطلق في الـ18 من مارس الجاري قائلة: تنبع أهمية انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل من أهمية المرحلة الحرجة التي تشهدها البلاد حاليا وفي ظل الظروف الصعبة والأهداف المتباينة والمصالح الضيقة التي أحكمت الخناق على فئات الشعب البسيطة وحولت معيشة المواطن إلى قلق يومي وهم متواصل وأوصلت البعض إلى مراحل متقدمة من اليأس.
كما أن حالة الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي والانقسام الفكري والركود الثقافي وغيرها من المظاهر التي ننام على انغامها ونصحوا على وقعها تحتم على الأطراف المؤثرة في الأزمة والداعمة للثورة ضرورة الالتقاء على أسس من الوطنية والعقلانية والتسامح واحترام الآخر وتغليب المصلحة العامة فوق الأهواء والاملاءات وفتح الباب أمام الحوار الجاد الذي يصب في بوتقة الوطن فالفريق يحتاج إلى روح وجهد كل افراده لتحقيق الهدف ليؤدي كل دوره ويؤدي كل ما أؤتمن عليه.
من أجل وطن يتسع للجميع
الأخ عبده علي الحودي رئىس اتحاد الآدباد والكتاب اليمنيين بذمار تطرق في حديثه للمهام الأولية المطلوبة من المشاركين في الحوار حيث قال:
لا شك أن من المهام الأولية المطلوبة من كل القوى الوطنية المشاركة في الحوار الوطني الشامل أن تتكاتف جهودها من أجل خلق مناخ صحي يجعل من الحوار وسيلة مؤثرة وقادرة على معالجة كل قضايا ومشاكل الواقع اليمني.
كوننا اليوم في أشد الحاجة إلى العناية بالحوار الواعي كوسيلة ثقافية وطنية وأداة للتغيير بحرية عن الرأي الصادق الذي يؤدي إلى الارتقاء بالوطن إلى أرفع المستويات عبر خلق فهم جديد للحياة واستجابة خلاقة للتآلف ووضع أسس للبناء الاقتصادي والتحرك في سياق إيجاد وطن يقدم كرمه للجميع ويتسع للجميع ويحقق السعادة للجميع.
واضاف مشددا: على المتحاورين الوطنيين استيعاب آدوارهم الوطنية بكل مشاعرهم الإنسانية وهنا سوف انتهز الفرصة التي نوضح دور الشخصية المشاركة في الحوار حيث يتطلب من هذه الشخصية أن تتكيف داخليا بشعور وطني صادق وإجادة الحوار من خلال بث أفكار تتناسب مع واقع ووعي كل أبناء الوطن الواحد فالمحاور الذكي هو الذي يستطيع أن ينطق بلسان الإنسان اليمني الذي يريد حلاٍ جذرياٍ لكل مشاكله وقضاياه والتركيز على الأشياء الهامة ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والصحي والتعليمي والسياسي والحقوق والحريات العامة والعمل والإنجاز والانتاج.
وعلى الشخصية الحوارية أن لا تتهرب من كشف وإيجاد العلاج الحقيقي للمشكلة المطروحة بما يناسب ويواكب المرحلة القادمة وبما يفتح نافذة لليمن على العالم ويجعلنا نفتخر أمام الآخر بتجربتنا الوطنية النموذجية.
نافذة للأمن والسلام
اما الأخت نبيهة محضور رئيسة نادي القصة بذمار فقالت: الحوار الوطني هو الطريق نحو الأمان والاستقرار والخروج بالوطن من بوتقة الأزمة التي عصفت به على مدى عامين وإكمال المسيرة الديمقراطية التي انتهجها اليمانيون وتميزوا بها على غيرهم من الدول التي عصفت بها رياح الربيع العربي وأثبت اليمانيون مدى الحكمة والديمقراطية التي يتميزون بها في 21 من فبراير فالحوار هو نافذة للسلام فلا يمكن للوطن اللحاق بركب الحضارة التي يشهدها العالم ما لم يكن هناك أمن ولا استقرار فهما الأساس السليم الذي تنطلق منه التنمية وتفتح من خلاله آفاق المستقبل وهذا لن يتم إلا من خلال محاولة الوصول إلى تسوية سياسية يتفق عليها الجميع ومن خلال توحيد الأهداف والرؤى بما يخدم الوطن والإنسان اليمني فالوطن اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة.
وطن خالُ من مظاهر التخلف
< الدكتور فؤاد حسن عبدالرزاق جامعة ذمار عبر عن التطلعات والآمال المرجوة من الحوار الوطني قائلا:
يشكل الحوار الوطني إحدى الركائز الأساسية لمفهوم المدنية بمعناه الذي يرفض الفوضى والصراع من أجل السيطرة والنفوذ بكل أشكالها المتخلفة والمختلفة ولابد لدعاة التمديد والمدنية تجسيد حرصهم على بناء دولة مدنية قولاٍ وفعلاٍ دون تناقض أو نكوص وعليهم تحمل مسؤولياتهم بأمانة وصدق واضعين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأكاد أجزم بأن غالبية شباب الوطن وابنائه يصبون إلى تحقيق حلمهم بوطن خال من كل مظاهر التخلف الثقافي (السلوك والممارسات) ومن سلبيات التطبيق الهزيل للنظم والقوانين وسيطرة الفوضى واللا أخلاق حتى على مبادئ وأعراف المجتمع الإيجابية.
وأضاف: على الجميع استشعار المسؤولية وحجمها وأهميتها دون استثناء إلا أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المخولين من أبناء الشعب بمختلف شرائحه لتمثيلهم في لجنة الحوار الوطني.. البديل الوحيد للحفاظ على الوطن.
مكانة الحوار
> كما تحدث من جانبه عضو جمعية علماء اليمن القاضي محمد علي دادية بالقول:
الحوار الوسيلة المثلى والأخلاقية لحل الخلافات في وجهات النظر وتعدد الاتجاهات وهو وسيلة وطريقة العقلاء والحكماء لتجاوز النزاعات وتسوية الإشكالات ولذلك فإن للحوار مكانة عظيمة في ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية فإلإسلام هو دين الحوار والحجة »قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين«.
ولو تتبعانا آيات القرآن الكريم لوجدنا الكثير من آيات الكتاب العزيز سجلت حوارات في كل الاتجاهات ولا يسعنا هنا أن نذكر تلك الآيات »فقد حاور الله وهو الذي لا يسأل عما يفعل »لا يسأل عما يفعل وهم يسألون« حاور ملائكته »الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون« وحاور ابليس اللعين وحاور رسله وخلقه مؤمنهم وكافرهم حاورهم بالحجة والبرهان والإقناع بعد سماع حججهم وما عندهم هذا كله وأكثر موجود في كتاب الله والأنبياء المعصومون حاوروا أقوامهم بالحجة والعقل والمنطق ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم حاور قومه وهذا مسجل في القرآن الكريم والسنة المطهرة بل إن الإسلام دعا إلى الحوار بالحسنى قال تعالى »وقولوا للناس حسنا« بل جاء في القرآن الكريم أمر من الله أن يحاو ويجادل عباده المؤمنين أهل الكتاب بأفضل من الحسنى فقال عز من قائل » ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحس« هذه بعض آداب الحوار في الإسلام حسن الخطاب مع الآخر مهما كان وتقدير وجهة نظره واحترام فكره وقد أمر الله تعالى عباده أن يقولوا لمعارضيهم » وإنا أو أياكم لعلى هدىٍ أو في ضلال مبين« هي دعوة لإلغاء الأحكام المسبقة عن الآخر واحترامه وتقديره وأهم شيء في الحوار صدق المتحاورين ورغبتهم في الوصول إلى الحق لا أن يكون الحوار مشروطاٍ ويحقق رغبات في انتصار الذات ومحاولة لكسب الوقت وتفويت الفرصة ومخادعة الجماهير والمراوغة والكيد للآخر.. إذا توفرت النوايا الصادقة عند المتحاورين حقق الحوار أفضل النتائج »إن يريدا إصلاحاٍ يْوفق الله بينهما« وهذا يقودنا إلى أن الحوار طريقة إنسانية راقية وحضارية تْطرح على مائدته قضايا الخلاف لتجد لها حلولاٍ عقلانية توافقية يعمل الجميع من أجلها لأنها ترتكز على القواسم المشتركة والمصالح العامة.. والحوار في البداية أي في أول الطريق خير من الحوار في نهاية الطريق.