غدر به العدوان السعودي واستهدفه وأسرته
ذمار/صقر أبو حسن
غادر مسقط رأسه ليبحث عن المستقبل, لكن كانت أقدارهُ غير سارة في ذلك الصباح الجميل, عكس ما كانت معهُ طوال مسيرته النضالية الممتدة لعشرات السنين, ليغدر به العدوان كما يفعل دائما بالأبطال في نهاية المطاف”, طوال مسيرة الشهيد ” اللواء الركن المتقاعد محمد أحمد السنباني ” لم يرتبط اسمه بقدر ما ارتبط بقيادة القوة اليمنية المشاركة في قوات الردع العربية, التي بعث بها الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي إلى جنوب لبنان, عام 1975م بعد القمة العربية لفصل الأطراف المتصارعة وحماية المقاومة الفلسطينية, وللوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني الغاصب.
وعين في عهد الرئيس الأسبق أحمد الغشمي قائداً اللواء السابع مدرع, وعند وصول الرئيس السابق ” علي عبدالله صالح” لسدة الحكم, أرسل إلى العراق لقيادة القوات اليمينة المشاركة مع الجيش العراقي إبان الحرب مع إيران, وبعد عودته أستعين به في أعمال لجنة الدفاع الوطني, لكنه عاد الى الواجهة من جديد في حرب صيف 1994م والتي قاد فيها جبهة “الضالع ردفان” حتى دخلت القوات الحكومية إلى مدينة عدن.
صباح 28 أغسطس الفائت, تغير وجه مدينة إب, ليزداد شحوباً بفعل الغارات السعودية, ويشتت نسيم صباحها رائحة الأدخنة المتصاعدة من منزل اللواء السنباني, الذي سوي بالأرض, دفنت الكتل الإسمنتية العائلة بكاملها, وتسرب الحزن إلى قلوب الأبرياء, لم يكن المنزل, مخزناً للأسلحة, ولا موقعاً عسكرياً, بل يقطن فيه رجل رفع البندقية في وجه الاحتلال الصهيوني ذات يوم.
عاد مجدداً إلى لجنة الدفاع الوطني وهي المهمة التي ظل فيها حتى تقاعد من السلك العسكري. تاريخ طويل من العسكرية, والنضال في جبهات متعددة. في يوم الاثنين 31 أغسطس الماضي, عاد الى مسقط رأسه, في قرية سنبان التابعة لمديرية ميفعة عنس بمحافظة ذمار، محملاً على الأكتاف لتكون المرة الأخيرة, التي لا يمكن له مغادرتها, فيما ستظل سيرته النضالية علماً يرفرف في سماء اليمن, وستحكي الأجيال مسيرة بطل غدر به العدوان السعودي لأنه قاوم الاحتلال الصهيوني.