أنا فتاة أبلغ من العمر 30 عاماً ولدي أختان وأم عاجزة تبلغ من العمر 90 عاماً ونحن والحمدلله باران بها وهي تعيش في منزلي حتى يتسنى لي الاعتناء بها ولكنها تظل تدعو عليَّ وعلى أخواتي ولا يعجبها أي شيء نقدمه لها ولا يمكننا الحصول على رضاها في أي شيء نخدمها فيه ولا نعرف كيف نتصرف معها أو نكسب رضاها فهي دائماً متذمرة ولا يعجبها العجب؟ فماذا أفعل؟
تجيب عليها المستشارة الأسرية نجاح العقيلي:
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على برك بوالدتك وعسى الله أن يعوضك بأولادك ويبرون بكِ وأنتِ ببرك لوالدتك اطلبي الأجر واحتسبيه عند الله تعالى وحده وليس من والدتك لأنه حق عليك أن تطيعيها وهي التي حملت بك وربتك وسهرت عليك الليالي، وأن حق الأم عليك عظيم وخاصة وأن حالتها صعبة كما ذكرتي وأنها بلغت من العمر عتيا ولم تعد تعي ما تقول أو تفعل، فهي ربما غضبت عليك أو دعت عليك وعلى اخواتك كما تقولين ولكن هذا من دون شعورها فهي لم تعد تميز الأشياء .
وهنا يتبقى أن ترفعي البر إلى أقصى الحدود، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :(جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من قال: أمك، قال: ثم من، قال:أبوك).
وعليكِ أختي الكريمة الرفق بأمك واللين معها ومعاملتها بالإحسان والأهم أن تلبي طلباتها بنفس راضية غير منافقة أو غاضبة حتى ترضى عنك.
وعليكِ بالصبر على والدتك فإن توفت وهي راضية عنكِ فقد فزتي برضا الله تعالى وقد أمر الله تعالى ببر الأمهات لأن برهن يعني الإحسان إليهن وفيه حقوقهن وحسن معاملتهن وإدخال السرور إلى نفوسهن بالأقوال والأفعال وخير البر هو الرفق بهن عند الكبر وعند العجز أو المرض وأمك الآن في حاجة ماسة لكم وللوقوف إلى جانبها وعليكم مراعاة كبرها وعجزها بالصبر عليها وعلى ما تقول من كلام لكم وقد ارتفع الإسلام في تصوير مكانة الوالدين وعرض الأسلوب الراقي الذي ينبغي للمسلم أن يمارسه في معاملة والديه وخاصة أن طال بهما أو بأحدهما العمر وبلغ الشيخوخة ونال منهما الكبر والضعف ما نال، ونهى الله تعالى في كتابه الكريم عن التأفف من الوالدين وأمر بخفض جناح الذل لهما وأيضاً الدعاء لهما، والصبر عليهما أثناء الكبر.
كما يجب رعايتهما وأثناء الكبر واضعين في حسابنا أحوال مرحلة الشيخوخة وما توجبه من رعاية صحية ونفسية والاهتمام بحل مشكلات أمك العجوز أولاً فأول واشباع حاجاتها النفسية، ويجب أن لا تقضي والدتك ما بقي من حياتها في الفراش وأن تعملوا على دمجها مع الأسرة أو المجتمع والاستفادة من خبراتها في الحياة وتجاربها وهذا الأمر سوف يؤدي إلى رفع معنوياتها وقد يخفف من حدة تعاملها معكن.
Prev Post
Next Post