التحالف المشبوه يتهاوى!!؟

الهجمة العاصفة من قبل السعودية المذيلة بمؤازرة الدول الخليجية الضالعة في العدوان على اليمن والتآمر على الأمة ضد لبنان الشقيق إجراء عدواني سافر ليس له مبرر ، ولا سبب ولا معنى سوى المزيد من التآمر على محور الممانعة والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني وإذابة الأصوات الرافضة للعدوان على اليمن ، ومن ثم فإن مثل هذه المواقف الهستيرية المتشنجة تعكس الفشل الذريع الذي منيت به قوى التحالف وعدم قدرتها على ترجمة أي هدف من الأهداف الإستراتيجية التي تم الإعلان عنها في أول لحظة انطلقت فيها غارات طائرات العدوان الهمجي الظالم قبل ما يقرب من عام مثل هذا التخبط وإقحام الآخرين في مجريات الصراع يكشف عن حالة اليأس لدى المعتدين  والسعي إلى إشغال الرأي العام العالمي بقضايا هامشية تقود إلى تحقيق أمرين هامين :
الأول : التأثير السلبي على مشاعر التعاطف وإسكات الأصوات التي بدأت تتعالى لاستنكار وإدانة ما تقترفه قوى العدوان من جرائم حرب وأعمال إبادة تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية وتخالف المواثيق الدولية من منطلق أن  مكنت الإعلام مدفوعة الأجر استطاعت في الفترة الماضية حجب الحقيقة عن ما يجري من حرب إبادة للشعب اليمني وهدم مقدراته ، وهو ما جعل ما يسمى بقوى التحالف من اقتراف الجرائم الوحشية والإمعان في ارتكاب أبشع المجازر البشرية .
هذه الوحشية القاتلة التي كانت تُقابل بصمت العالم وفي المقدمة المنظمات الإنسانية الدولية بدأت حقائقها تنكشف  وتثير مشاعر القوى الحية في العالم فبادرت ولو على استحياء للمطالبة بتوقيع عقوبات على السعودية المتزعمة للتحالف مما دفع الأخيرة إلى إحياء نفس الأسطوانة المشروخة عن مشاركة إيران وحزب الله في الحرب وهو ما يعكس الإصرار الفاحش على الكذب وتزييف الحقائق كدور مكمل لصفقات إنفاق المال المدنس لشراء الضمائر  وضمان الصمت .
الثاني : مكمل للأول ويمكن  استنتاجه مما ورد على لسان نائب الرئيس  الأمريكي (جو بايدن) فقد عكس ما تظهره تركيا والسعودية من حقد تراكمي مركب على النظام السوري لخص الرجل القضية برمتها في غاية محددة قائلاً :
( إن على سوريا أن تتحول إلى دولة سلمية وأن لا تظل مصدر خطر لجيرانها )
طبعاً القصد بالجيران دولة  الكيان الصهيوني وفي التصريح دلالة واضحة على أن حرب الإبادة الظالمة على سوريا خلال أكثر من خمس سنوات هدفها إخضاع النظام السوري للقبول بخطط التغيير الاستراتيجي في المنطقة ، التي تعني القبول بدولة الكيان الصهيوني والقبول بالأمر الواقع الذي يعني التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني وبالتالي جاء الموقف السعودي في سياق تقليص نفوذ حزب الله عبر التأثير على إرادات ومعنويات اللبنانيين لإثارة  العداء ضد الحزب ومن جانب آخر إعلان الولاء  والطاعة لدولة الفحش الكبرى أمريكا ..
في ذات السياق يوجد فرق كبير بين الإجماع العربي ببعده القومي الحقيقي المناصر لقضايا الأمة ، وبين الإجماع العبري ، فالأخير جسد صورة بشعة عن حالة الانبطاح والاستسلام من قبل الدول الهلامية الممسكة بتلابيب القرار العربي .
المشهد يوضح حجم انتكاسه الجامعة العربية في ظل هيمنة أشباه الرجال في دول الخليج ممن يتخفون وراء عناوين وشعارات فضفاضة هدفها تدمير الأمة والقضاء على ما تبقى من أمل في بيت العرب .
ما أسلفت من معطيات تؤكد أن التحالف المشبوه بدأ يتهاوى ويلفظ أنفاسه الأخيرة على وقع صمود اليمنيين وضربات رجال الرجال .

قد يعجبك ايضا