النظام السعودي وبث الفتن
عبدالغني العزي
لن أتعمق في ذكر الفتن التي يختلقها النظام السعودي على امتداد العالم العربي والإسلامي منذ تأسيس هذا الكيان المتوحش على ارض نجد والحجاز برعاية بريطانية قبل مائة عام …. بل سأقتصر على ذكر ما عشناه وعايشناه نحن جيل سبعينيات القرن الماضي من الفتن التي أختلقها النظام السعودي وزرعها ورعاها وتكفل بتمويلها ودافع عنها وفق المخطط المرسوم له من المخابرات الأجنبية .لاسيما الأمريكية والصهيونية لغرض التذكير فقط وباختصار ….. ففي الجزائر الدولة العربية الواقعة في المغرب العربي كان للنظام السعودي يدا طولى فيما شهدته البلاد من أحداث مأساوية كونها الراعي الفعلي للجماعات الإرهابية التي عاثت فسادا وقتلا وذبحا وتنكيلا في طول البلاد وعرضها وجعلت ارض الجزائر تعيش وضعا مأساوياً لم تشهد مثله من قبل حتى أيام الاحتلال الفرنسي لها … السعودية ولا غيرها هي المسئولة الأول عن بقر بطون الحوامل وذبح الأطفال بالطرق الوحشية في الجزائر نتيجة تمويلها ورعايتها للقتلة من حملة الفكر الوهابي النجدي الذي جندت السعودية كل ما لديها لنشرة في مختلف بقاع العالم … إلا أن العناية الإلهية والإرادة القوية للشعب الجزائري وجيشه كانت هي المنتصرة في نهاية المطاف وكانت قوى الشر النجدية هي الخاسر الأول مما حدث في الجزائر …. هذه إحدى الحالات التي اختلقها النظام السعودي لخلخلة المجتمعات العربية والإسلامية وقد حرصت على ذكر أحداث الجزائر لكي لا يعتقد القارئ أن ما يحدث اليوم من خلق للفتن في العالم العربي والإسلامي أنه وليد اللحظة .لا أبداً . أن ما يحدث اليوم في العراق وسوريا وليبيا وسينا مصر واليمن ما هي إلا حلقات من حلقات خلق البؤر والفتن ذات الصناعة المخابراتية الدولية وذات التنفيذ الحصري السعودي إلا أنه في هذه الفترة تم إشراك الجانب القطري في عملية التنفيذ للأحداث الجارية لتدمير الوطن العربي والإسلامي لكي لا تبقي الجرائم الجارية على الساحة العربية والإسلامية حصرياً على النظام السعودي …. ومثل أحداث الجزائر كانت هناك أحداث مروعة و فتن طائفية ومذهبية شهدتها أفغانستان تلك الدولة التي يتسم شعبها بالطيبة والتأثر بكل ما يقال باسم الدين والإسلام …. أفغانستان التي حرص الجانب السعودي على جعلها مسرحا لنزوات العائلة المالكة واتخاذها منبع للفكر التكفيري النجدي لكي يبعد عنه التهم ويبرئ ساحته مما يترتب على أعمال تلك الجماعات العنيفة من عقوبات او تهم جراء ما تقوم به من أعمال إجرامية … لقد حرص النظام السعودي على جلب من اصطلح على تسميتهم بالمجاهدين الأفغان من كل بقاع العالم إلى أفغانستان بتسهيلات أمريكية وتمويلات خليجية بحجة محاربة المد الشيوعي آنذاك والتي ما إن انتهت هذه المهمة حتى تكررت مهام أخرى للمجاهدين الأفغان في بلدانهم والبلدان التي قرروا التوجه إليها بعد إتمام الجهاد الأفغاني والمتمثلة في مهمة نشر الإسلام الجديد .الإسلام السعودي وليس المحمدي وقد عاد عدد من اليمنيين إلى البلاد لغرض تلك المهمة وكان اليمنيين لم يعرفوا الإسلام من قبل ولم يشهد لهم رسول الرحمة بقوله (الإيمان يمان والحكمة يمانية) فكانت عودة هذه الأرتال البشرية المتشبعة بالفكر الوهابي النجدي السعودي بؤر توتر وتكفير وإرهاب وتفجير واختلاق لمشاكل لا حدود لها في كل البلدان التي عادوا إليها………. ومن بؤر القلق والفتن التي زرعها النظام السعودي ومولها في أفغانستان هو إنشاء حركة طالبان والتي تم قيامها برعاية أمريكية وتمويل خليجي والتي دخلت منذ الإعلان عن قيامها في صراع دام مع مكونات الشعب الأفغاني وشهدت أفغانستان في عهدها أبشع أنواع الجرائم في حق الإنسان وحين تغلبت على الوضع وسيطرت على العاصمة كابول سارع النظام السعودي الى الاعتراف بها كنظام شرعي في أفغانستان وأعلنت المفاوضات الرسمية بين الجانبين لتعيين سفير للحركة في الرياض . وعندما خافت الولايات المتحدة من انكشاف دورها ودور النظام السعودي في إنشاء مثل هذه الحركة الإرهابية التكفيرية سارعت إلى الإيعاز للنظام السعودي بعدم استكمال مفاوضات تعيين السفير بين الحركة والنظام السعودي فلبى النظام السعودي ذلك بل وزاد عليه أن اعتبر هذه الحركة إرهابية …. أفغانستان وبفعل الرعاية السعودية شهدت على مدى عقود أبشع أنواع القتل والسحل والتفجير ولازالت حتى اليوم تعاني من نفس الموال وبالرعاية السعودية نفسها…. ما يجري اليوم من أحداث في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ليس بمعزل عن ما حدث بالأمس من أحداث في الجزائر وأفغانستان والفارق الوحيد لا يتعدى الفارق الزمني أما المخطط والممول والراعي فهو نفسه النظام السعودي والمخابرات الأمريكية والصهيونية وكذلك الأهداف لم تتبدل بين أحداث الماضي والحاضر القائم اليوم .
agalezzy@gmail.com