ذوو الرايات الخضر
عبدالمجيد التركي
من يقنع طائرات آل سعود أن العلم الأخضر لن يشفع لها في هذه الهجمة الطائفية لحماية دينها الوهابي، الذي نشأ مع نشأة مملكة آل سعود.. فليست العبارة المكتوبة في علم السعودية إلا محاكاة لما فعله الخوارج حين رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح، فكانت- كما قال الإمام علي- كلمة حق أريد بها باطل!!
من يقنعُ صنعاء أنها أصبحت مكاناً آمناً لتبادل الموت، كما يتبادل تجار المخدرات حقائبهم في الأفلام الأمريكية!!
كانت شعارات غاندي تملأ ساحات صنعاء، ومقولات جيفارا ترفرف في شوارع عدن، وصرخات الحسين تملأ سماء صعدة..
لم يعد هناك شعارات.. صارت البنادق تتجوَّل في الأزقة بحرية مطلقة.. البنادق والأسلحة التي تلقيها الطائرات السعودية في شوارع تعز، كهدية، ليتقاتل الناس عليها ويقتلون بعضهم بها.. وأصبح الأولاد يلعبون بالدبابات ويتهادون القنابل كأنهم وُلدوا على صهوات المدافع..
بلاد الحرمين الشريفين تمنحنا موتاً باسم الإسلام.. والبلدان الأخرى تمنحنا موتاً تم استلام ثمنه مسبقاً.. لكنهم جميعاً سيجدون أنفسهم أمام فاتورة باهظة لن يستطيعوا تحمُّل تبعاتها.
كلهم تهافتوا إلى هذه الوجبة الدسمة.. لكن جميعهم يجهلون أنها وجبة مسمومة، وربما أنهم يعرفون ذلك، لكن المال يجعل التضحية بالأخوَّة والجوار والعلاقات الوطيدة، وكذلك التضحية بالسمعة وبالجنود، شيئاً سهلاً مقابل كل هذه الأموال الصعبة التي تضخـُّها السعودية.
منذ عشرات السنين والسعودية تغذي الصراعات الدينية في كل دول المنطقة العربية والإسلامية.. حتى ما كان يحدث في الصومال وفي أفغانستان من قتل وسحل وحروب، كله كان تحت رعاية المال السعودي والطائفية القذرة..
سننجو.. وسيدرك آل سعود أنهم تورطوا جداً في هذه الحرب الحاقدة على اليمن أرضاً وإنساناً.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
Magid711761445@gmail.com