ن ……….والقلم … وانظر ….!!!
عبد الرحمن بجاش
….وقال رئيس الوزراء الياباني لأحد الصحفيين عن سر نهضة اليابان: نحن لا نمتلك عقولا خارقة , لكن لدينا معادلة بسيطة وهي : علم + أخلاق + عمل = نهضة, وقال رئيس معجزة سنغافورة لي كوان يو : أظن إنني لم أقم بالمعجزة في سنغافورة , أنا قمت فقط بواجبي نحو وطني , فخصصت موارد الدولة للتعليم وغيرت مكانة المعلمين من الطبقات الدنيا في المجتمع إلى المكان اللائق بهم , وهم من صنعوا المعجزة , التي يعيشها المواطنون الآن , وأي مسؤول يحب بلده ويهتم بشعبه كان سيفعل مثلي . وقال مهاتير محمد: السر في العلم , وقالت ميركل الألمانية الشرقية التي تحكم ألمانيا وبالمناسبة هي بكل بساطه عالمة فيزياء مستغربة ومستهجنه : هل تريدون أن أساويكم بمرتبات من علمكم ورباكم (( تقصد المعلمين)) !!! لا يمكن ….., وانظر إلى الفرق بيننا وبينهم , ففي الأردن نزل القاضي من منصته بعد أن حكم بالبراءة لمدرسة القديم الذي ضرب أحد التلاميذ- والحكاية تعرفونها – الآن كل الوطن العربي منبهر بما حدث وأنا ممن انبهر , لكن يظل الوضع عند حد الانبهار , فقط ويبقى المدرس بين الطبقات الدنيا , ولا يتحول ما حدث إلى قوة دافعه لتحسين وضع المدرس ليقود النهضة من خلال التربية والتعليم كجزء أساسي من مشروع , نحن عاطفيون فقط نوزع دموعنا يمينا وشمالا وننسى لأن لا أحد يربينا , ولأن من يحكم لا علاقة له بالمشروع ولا يمتلكه !!, فقط يظل طوال الليل يدق الرؤوس بالرؤوس ليستمر حاكما , فلا ولم ولن يتغير الأمر نحو الأفضل !!!, وحتى الذين يحاربون فيحاربون تحت شعارات فضفاضة مفرداتها الاستقلال والسيادة وكلام عام يردد من العام 62 , فلا يوجد في رأس أحدهم أي مشروع يحارب من أجله !!! , لذلك والأيام بيننا فسنعود برغم كل الدماء إلى نقطة الصفر , وسنعود نلوك نفس الكلام مفرداتها وجزئياتها , وسنعود إلى المربع الأول وعفى الله عما سلف , ولسبب هو أهم الأسباب أنه من لحظة أن اختفت الطبقة الوسطى في هذا البلد اختفى معها منهزما المثقف لأنه لم يكن يحارب من أجل قضية محسوسة متبلورة في رؤية ومشروع فضاع معها !!! وعلى طريقة حسن بيه رحمه الله حسن السقاف فقد كان بعد أن يخرج من أي مقيل , فتجده أمامك , تسأله : ايش تفعل يا حسن بيه , يقول لك : ((اساني نفسي من عوجه المَقْيَل)) !!, فكل من المزعبقين في كل المراحل كان لا يجد حتى وقت حسن بيه ليُسَاني نفسه فيه , فحسن السقاف ومقبل علي كانا يحلمان بوطن آخر ويوم أن قال قصيدة يهجو وزير الأشغال لأنه لم يصلح طريق التربة فقد كان يدرك أن الطريق لها علاقة بالمستقبل !! ,كانا أصحاب قضيه . النخب كلها كانت وما تزال لديها مشاريعها الشخصية , ولذلك فهم قصيري النظر , وانظر ف ((ثوار سبتمبر)) ذابوا !! لأنهم بلا قضية !! , قال يحيى المتوكل : كان إبراهيم الحمدي لديه رؤية . لم يسعفه الوقت لبلورتها إلى مشروع ولأن القوى التي راهن عليها راحت تهدر الوقت فقط لإثبات أنه كان منتميا إليها !! , ويفترض أن الرجل كان ينتمي إلى مشروع أكبر راهن فيه على القوة الاجتماعية الأكثر وعيا , لينتصر عليه التخلف الذي لو كانت النخب أدركت ما قاله النعمان الابن في أن المشكلة لم تكن في الأمام بل في التخلف , لو كانت المراحل رفعت شعار العلم فلم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه , الآن ها نحن وسط المخاض, هل يؤدي إلى رؤية والى مشروع ؟ اشك !!! وان تمنيت , ولله الأمر من قبل ومن بعد .