ماذا يوجد في جيب عبدالكريم

صقر الصنيدي –
كلما أحس أن موضوعا أو حتى سؤالا أو طلبا تقدم به زملاؤه في كتلة أخرى لا يتوافق مع وجهة نظره¡ أدخل يده في جيبه الخارجي وأخرج كتابا صغيرا ثم يبدأ الشرح والتوضيح أن ما تم طرحه لا يتوافق مع ما يضمنه هذا الكتاب الذي أصبح باليا بحكم كثرة التداول والخروج والدخول .
ولا أدري ما إذا كانت الأوراق ما تزال مستوفاة أم أنها قد تناقصت ولم يتبق غير الغلاف ذي الحجم الصغير¡ كان عضو البرلمان عبدالكريم شيبان واحدا ممن يجيدون تمثيل المعارضة فيما مضى من الوقت ثم تغيرت الخارطة السياسية ليصبح نائبا عن حزب شريك بالحكومة وهو ما جعله مدافعا عن السياسة الجديدة والدخول مع زملائه إلى معترك الجدال ومحاولة إقناعهم أن يكونوا أكثر التزاما بما تنص عليه بنود وقوانين الكتاب الصغير الذي بدأ يحبه أكثر ويحرص على حمايته ورعاية أهدافه كلما توافقت مع اتجاهاته.
فحين طلب نواب يتدربون على  المعارضة أو هكذا يريدون أن يظهروا حضور الحكومة بكل أعضائها ليتم إقرار الموازنة انطلق صوت شيبان ويده تحمل الكتاب عاليا هذا مخالف للوائح المنظمة فلا داعي لحضور الحكومة ويكفي حضور وزير المالية أو من يمثله¡ وبغض الطرف عن قانونية الأمر إلا أن هذا الصوت ما كان ليعلو في السابق ويكتفي بمن ينوب¡ كنا سنسمع منه ما قال به غيره: الحكومة لا تحترم النواب ولا تتنازل وتأتي لطلب الإقرار¡ هذا الرأي قاله واحد كان بالأمس صوتا للدفاع عن الحكومة من أعلى سلطاتها حتى أصغر متعاقد في وزارة بلا مقر .
التحقنا بعدها بالنائب المنزعج إلى خارج القاعة وكان ممتلئا بالحجج والأدلة على صواب ما يقول.. حاول الزميل علي الضبيبي أن يذكره بسنوات كان فيها شيبان مع إحضار الحكومة دائما بلائحة أو بدونها وابتسم الضبيبي: أين كانت اللائحة زمان¡ رد النائب دون ابتسامة: لا أريد إلا أن تطبق هذه النصوص التي في الكتاب وهو ما زال في يده اليمنى¡ ومعه كل الحق¡ احترام اللوائح والقوانين من أهم أعمال البرلمان ولا داعي لأن يقوم المشرعون بعدم احترام ما يقرونه لغيرهم ويطلبون منهم التنفيذ .
وحتى لا نقع في ظلم الرجل فهو برلماني يجيد عمله ولديه الكثير من المعلومات التي تمكنه من رؤية جزء من الحقيقة ولديه نشاط ملحوظ¡ لكنه فيما يتعلق بما يحمل في جيبه يسعى نحو هدف سياسي أكثر وإن كانت السياسة تتيح ما قد نعده إخلالا بها أو بالقيم التي نعتقد بصوابها¡ وذلك من حقه لكن لماذا لم يكن جيبه يتسع لهذا الكتاب الصغير من قبل¿ مع الاعتراف أنه كتاب مهم على كل برلماني أن لا يحمله فقط بل يحفظ بنوده ويسير وفقا لها.

قد يعجبك ايضا