–
يتفق النواب فيما يخصهم ويظهرون كما لو كانوا شخصا واحدا عند يتعلق الأمر بشيء يمسهم مباشرة¡ فمثلا لا خلافات بينهم من التمديد لفترتهم النيابية كلما أوشكت على الانتهاء ويهتفون بصوت واحد: المرحلة ليست مهيأة لخوض انتخابات نيابية تأتي بالبديل عنا أو تكلفنا ثمن دعاية انتخابية ووعود وزيارات وتواضع .
ولا خلاف حاليا حول طول الإجازة البرلمانية التي¡ تضاعفت من تلقاء نفسها وصارت تمسك بعضها بقوة¡ فكل أسبوع يمر يسحب الذي يليه ولا ندري متى سيحل علينا اليوم الأخير في الإجازة¡ وكلما أسأل أحدهم يكثر من قول ربما .
لكن هذه الإجازة ليست بريئة تماما فهناك احتمالات كبيرة أن يكون الهدف هو ترك الحوار¡ ويكون النواب بعيدين عن تعكير الصفو أو ربما لهم رغبة في حضور بعض اللقاءات التمهيدية لإنجاح الحوار أو مراقبته دون إرباك بحيث لا تصبح الصورة حوارا في مؤتمر الحوار وعراكا في البرلمان .
رغم أن المجلس غير راض◌ُ عن السماح لرئيس الحكومة وأعضاء الحكومة بالحضور إلى أيø◌ُ من فعاليات الحوار وجلساته وعدم حصول النواب على هذه الميزة¡ وهو ما اعتبره رئيس البرلمان يحيى الراعي أمرا محيرا وقال في وقت سابق كيف أن الحكومة تحضر متى تريد والمجلس الذي اختاره الشعب ويضع التشريعات والقوانين لا يمنح هذه الصفة .
وهناك قول إن أكثر دعم يقدمه النواب لمؤتمر الحوار هو أن يتوقفوا عن ممارسة السياسة بشكل مقلوب وأن يتنازلوا عن بعض الصراعات التي تحمل أثرا سلبيا في بلد ينظر نحو الغد بكل إيجابية ويمكن اختصار كل هذا الدور في التوقف عن عقد الجلسات في وقت حرج قابل للاتفاق ومهيأ للانقسام وجعل الأنظار متجهة فقط نحو مؤتمر تحديد الأهداف ورسم خرائط السير الآمن .
وهي طريقة قد تكون فاعلة في ظل تكرار تراجع عدد من النواب عن وعودهم التي يوافقون عليها في اجتماعاتهم مع رئيس الجمهورية¡ الذي يطلب منهم الابتعاد عن المناكفات ومساعدة أجهزة الدولة في تجاوز المرحلة الحالية¡ لكنهم لا يجدون حرجا في التراجع عن الاتفاق وسرعة الاختلاف مع بعضهم¡ حول مسائل عديدة.
وأمام عدم التحمس لعودة العمل تحت القبة هناك مطلب مهم كان أصدقاء اليمن قد ألحوا عليه الأسبوع الماضي في اجتماع لندن حيث دعوا إلى إقرار قانون العدالة الانتقالية¡ وهو الصيغة التي سيتجاوز اليمنيون بها ماضيهم القريب غير المستقر كي يعبروا إلى ما بعد الماضي والبرلمان معني بصناعة هذه الخطوة والتوقف عن الخلاف حول قانون العدالة.
مفهوم آخر للإجازة :
البعض بعيدون عن كل هذا ولا ينتظرون اليوم الأخير للإجازة ولا اليوم الأول في الانعقاد وهؤلاء هم جماعة المعاملين الذين لهم شؤون يريدون إنجاحها ومنافع يساعدهم التفرغ على متابعتها والقيام بزيارات موفقة إما لخدمة الناخبين أو لخدمة الذات والأقرباء أولى بالمصروف.
خاصة وأن الإجازة تتطابق مع بداية العام وانطلاق نشاطات مختلفة والتركيز على عدد من الأعمال كإنجاز معاملة مالية أو ملاحقة منح دراسية لأصحاب الدرجات القليلة والذين تفوق فرصة قبولهم في جامعات أجنبية فرص قبولهم في جامعة حكومية¡ وهذا الجيل من النواب يسهل رؤيته أمام وزارة المالية أو التعليم العالي أو الخدمة المدنية أو غيرها من مقار الحكومة.
Prev Post
قد يعجبك ايضا
