عضو مجلس نواب : نعم صليت مع زوجتي في مسجد الرجال

–
كانا يسيران معا¡ عضو مجلس النواب وزوجته¡ وعندما اقتربا من مسجد خاص بالرجال سألها : ما رأيك أن ندخل للصلاة ¿
وافقت الزوجة وهي تعلم أنه لا يوجد مكان مخصص للنساء¡ وأديا الصلاة دون أي خوف¡ يقول عضو البرلمان « عندما دخلنا إلى المسجد¡ انقسم أهالي المنطقة بين مؤيد ومعارض ومستغرب  وكانوا يسألون لماذا أقدمت أنا وزوجتي على أداء الصلاة في مكان مخصص للرجال ولم نهتم لهذا الأمر¡ وتمنيت لو أن المعترضين يتأملون قليلا «.
انتشر الخبر في تلك المنطقة التي شهدت الحدث الغريب وفقا لتصنيفات المجتمع «¡ بعد ثلاثة أشهر تقريبا بدأنا نتلقى اتصالات الشكر من نساء المنطقة «¡ يقول عضو مجلس النواب الذي كشف عن هذه الحادثة الأسبوع الماضي مفسرا الشكر أنه جاء حتى ممن كن ضد ما قام  به¡ لقد سمع الكثيرون عن ما حدث وأسرعوا في بناء جامع صغير إلى جوار جامع الرجال مخصص للنساء « عندها عرفنا أن ما قمنا به كان عين الصواب لقد أدى  ما لجأنا إليه إلى وضع حل جذري لمشكلة قائمة  .
وأضاف البرلماني الذي كان يتحدث إلى حشد من النساء والرجال في فعالية خاصة بتطوير المهارات النسائية بصنعاء « أنا أؤمن بالتدرج في كل شيء لكني من أنصار أن المجتمع يحتاج أحيانا إلى تصرفات صارخة تشكل له ثورة في أمر معين وتصدمه حتى يعرف أن هناك من يتوق إلى وضع الحلول «.
وأورد النائب حدثا قديما صار معه قبل ما يزيد عن خمسة وعشرين عاما « في ذلك الوقت كانت تقام فعاليات ومهرجانات خاصة بالرجال ويمنع دخول النساء دون أي مبرر¡ وقد ذهبت إلى أحد القائمين على أحد تلك المهرجانات وطلبت إليه أن يسمح لأمي ونساء أخريات من الأهل بالحضور¡ فالحفل ليس حكرا على جنس دون غيره¡ لكنه رفض وأصررت¡ وحين بدأ المهرجان كانت أمي والبقية يجلسن في جانب من القاعة ورفضن الخروج إلا بعد أن اكتملت الفعالية «.
هذه الرواية دفعت بوزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور التي كانت حاضرة إلى التوضيح والقول إن النساء في المحافظات الجنوبية وخاصة عدن قبل خمسة وعشرين عاما كن يتمتعن بكل الحقوق والحريات وكن يحضرن الفعاليات جميعها ويساهمن بقوة في كل الجوانب ولم يكن الحال مشابها لما كان ساريا في مدن الشمال قبل الوحدة¡  لكن الجميع الآن أصبح قريبا من تحقيق العدالة والمساواة خاصة عند صياغة دستور يضمن للمرأة حقها ويجعلها مساهمة فعالة في الحياة العامة ويرتبط هذا أيضا بنجاح مؤتمر الحوار الوطني .
ويعد النائب ممن يمتلكون ثروة واسعة في جانب الشريعة الإسلامية ويمتلك وجهات نظر تدفع إلى إكساب غير الملتزمين بمسائل عديدة¡ وهو ما جعل منه صوتا مسموعا بين كثير من المحيطين به¡لكن هذا يعرضه أيضا إلى نقاط خلاف عديدة مع أولئك الذين لا يقبلون النقاشات ويستمرون في التمسك برأي واحد لا يقبل التأويل أو حتى مجرد النقاش.