لنستفد من أخطائنا
إبراهيم طلحة
أظهرت هذه الأزمة معادن الناس، وأسفرت الحرب عن نتائج مختلفة؛ منها نتائج عسكرية ميدانية، ومنها نتائج إعلامية معنوية، ومنها نتائج اقتصادية كارثية، وكانت – كما هي حال الشدائد – محطة فرز لأصدقاء اليمن من أعدائها، ولمحبيها من مبغضيها، وفرصة إلى هذا وذاك لمراجعة حساباتنا وإعادة النظر في البنى الهشة التي قامت عليها أساسات هذا البلد..
سواء استمرت الحرب أم توقفت، فعلينا أن نستفيد من أخطائنا، وأن نتلافى نقاط الضعف التي فينا، فلا نتأثر بعد الآن بتنظيرات النخب السياسية والثقافية إلا بقدر ولائها لهذا الوطن، ولانعزز من مكانة الفاسدين ونرفع من مقاماتهم لمجرد اعتبارات تنظيمية أو محسوبيات شخصية أو محاصصة مذهبية أو مناطقية.. لا أولوية إلا للحسابات الوطنية..
عرفنا من خلال الأزمة كم أن الفساد هو سبب انتكاساتنا؛ فالبلاد غنية بالثروات ولديها من الإمكانات البشرية والعتاد العسكري الشيء الكثير، ولكنها كانت تدار بأيد تشبه أيدي آمنة أو أمينة فتذهب شذر مذر..
علينا أن ننتبه إلى المواطن البسيط ونستمع إلى أصوات المخلصين الذين دافعوا بالروح والدم وبالكلمة والقلم عن الوطن، لايرجون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا، في حين ينهب البلاطجة مقدرات الوطن، ويتاجر العملاء والمرتزقة بدماء أبناء هذا الوطن..
ليس عيبا أن نراجع أنفسنا ونكتشف مكامن الخلل، ونتساءل من المسؤول عن تبديد ثروات الوطن ومقدراته وإمكاناته، وأين ذهب كل السلاح الذي كان بحوزتنا، ولماذا جرت عملية هيكلة الجيش بتلك الطريقة، وما الدور الذي يقوم به الإعلام بالضبط، وماذا يفعل كثير من الذين يذهبون إلى الخارج من الناشطين والحقوقيين ومن يعتبرون أنفسهم المتنورين؟؟؟!!!
الله ينور عليكم.