الجبهة داخلية أكثر تماسكا

عبدالباسط النوعة

يستمر العدوان على أرض الحكمة والإيمان من قوى الظلام وأتباع الشيطان، وتتواصل ملاحم الصمود الأسطورية لشعب لا يرضى العبودية، شعب عرف طريقه نحو الكرامة والتحرر  من وصاية ظلت مهيمنة عليه لعقود من الزمن جعلته في ذيل القائمة بين دول العالم من حيث الإنجاز والتنمية، وفي مقدمة الدول تخلفا وفقرا مع أنه يمتلك أرضها طيبة وثرواته هائلة وإنسانه شجاع وكريم .
وهاهم رجال هذا الشعب وبعزيمة لا تلين وشجاعة لا تهاب الموت يشعلون مختلف جبهات القتال بالبأس والمنعة وينشرون الموت بين صفوف قوى العدوان وأزلامه ، يسطرون بأرواحهم ودمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء لهذا الوطن وترابه الطاهر .
أوشك العام أن يكتمل من عمر هذا العدوان الذي حشد الجيوش واشترى المرتزقة وأسكت بالمال منظمات الحقوق وأدعياء الإنسانية، وبالمليارات من الدولارات التي لا تعد ابتاع من الدول التي تحركه مختلف الأسلحة الفتاكة والمحرمة وأحدثها، ومع ذلك لازال أولئك الأبطال من رجال اليمن الشجعان يعلمون  تلك القوى دورسا لم يكونوا يفقهونها وعناوين لا يمكنهم استيعابها (الشجاعة المستمدة من قوة الحق ، التضحية المستندة لقوة الإيمان ، العزيمة الواثقة بالنصر ، التلاحم الذي يقف خلفه شعب يرفض أن يدنس أرضه الأجنبي) .
ولهذا الكل مطالب بالعمل والصمود كل في موقعه ، تقديرا لهذا الوطن ووفاء  لدماء الشهداء الذي ارتوت به هذه الأرض الطاهرة سواء كانت في جبهات العزة والكرامة أو من المدنيين الذين زارتهم صواريخ العدوان وهم آمنون في منازلهم أو في الشوارع كانوا سائرين أو لأعمالهم كانوا مؤدين أو في المستشفيات والمدارس .
فمن يؤثر الجلوس بمنزله على أن يؤدي عمله يخون كل تلك الدماء ، والأدهى من الموظف المتخاذل هو ذلك الشخص الذي يكون في موقع المسؤولية ويتعامل مع الناس بتعال وغرور ، أو مسؤول فشل في تحفيز وتشجيع الموظف على مواصلة عمله والقيام بواجبه على أكمل وجه متحديا العدوان ، ومسؤول ثالث يساهم بتصرفاته وسلوكياته السلبية في خلق بيئة ساخطة ومنفرة للعمل في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى الاستفادة من كل الطاقات وتسخيرها ضد العدوان في شتى المجالات.
قد يقول قائل ليس الوقت مناسبا لهذا الحديث حفاظا على الجبهة الداخلية ، بالعكس مثل هؤلاء المسؤولين أكبر خطر على الجبهة الداخلية ، بفشلهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم التي تظل تنحت في جسد الجبهة الداخلية لإحداث أضرار فيها ، ولا يستبعد أن يكون البعض من أولئك المسؤولين يسعى إلى ذلك بالفعل والقصد خدمة للعدوان ، وحتى إذا كانت  النوايا سليمة وبدون قصد، ففي كلا الحالتين النتيجة واحدة .
ولهذا لابد من رقابة وتقييم تنفذها لجان مصغرة ومحددة تشكل من أناس أهل ثقة ويفضل أن تعمل بشكل سري ، وهذه الخطوة باتت ضرورة ومطلبا ملحا لكسر حالة الجمود التي صنعها مثل هؤلاء المسؤولين في بعض الجهات والهيئات والمناطق .
هي صرخة  ممزوجة بالألم  مزينة بالصمود والتحدي نطلقها للقائمين على الأمر لتدارك الموقف ولعل القوى السياسية الصامدة والمواجهة للعدوان تعرف جيدا أنها في مركب واحد وهذا المركب لم يستطع العدوان إغراقه من الخارج وقد يفكر أن يستيعن بأناس من داخل هذا المركب لإغراقها واللبيب بالإشارة يفهم .
لذا من مصلحة الجميع أن يعتدل سلوك أولئك المسؤولين، وإن تعذر فبدونهم تكون الجبهة الداخلية أكثر تماسكا وصمودا في وجه العدوان الغاشم .

قد يعجبك ايضا