“الموتور” ..الطيار!!
يحيى محمد العلفي
قطعت الشارع من الغرب إلى منتصفه حيث الرصيف الفاصل “بين قدوم السيارات من الحصبة إلى التحرير وذهابها – وبينما كنت أهم برفع قدمي اليمني إلى الرصيف , على بعد نحو 5 سم, فاجأني هذا الموتور” سيكل الطيار الخطير وعلى ظهره شخص مجهول ملثم بسرعة البرق الخاطف ومن نفس اتجاهي اليمين ليضرب بمقدمة موتوره ركبتي وساقي بصورة جنونية حتى كدت أن أصعق من جراء الصدمة العنيفة والألم الشديد وطار الموتور وصاحبه المجنون كلمح البصر باتجاه ميدان التحرير من جوار التوجيه المعنوي دون أن يلحظه أحد أو يتعرف على هويته أي مخلوق لأن الموتور بدور رقم ورجل المرور غير متواجد في هذه الجولة المهمة – قرب فرزة الباصات – ولم يستطع أي إنسان أن يتبعه , بينما بقيت أنا المصاب بهذه الصدمة العنيفة ملقياً على الأرض لبعض الوقت أئن وأصيح من شدة الوجع حتى هرع البعض من الناس إلي ليحملوني “إلى مكتب للاتصالات جوار المكان وكان صاحبه رعاه الله يعرفني من خلال كتاباتي الصحفية – طلبت منه الاتصال من محمولة السيار لولدي ولأخي لإسعافي ..إلى المستشفى .. في حين لم أكن أعلم بهذه الحادثة جاءت كمحاولة اغتيال محققة من قبل شخص مجهول ليقتلني عمداً وعدوانا – إلا بعد أن ذكرني ..صاحبي المحترم بأن الموتور كان واقفاً أمام محله وأنه ظل يراقبني حتى خرجت من المحل ودلفت الشارع فأسرع نحوي كالملهوف المتعطش لسفك الدم كما كان بحورته مسدس لكنه قدر أن قتلي دهساً أهون عليه من أن يفتضح أمره ويقبض عليه متلبساً بجريمته ..لأن الهرب سيكون أسرع له أو أن يختفي بين جملة الموتورات الواقفة على جانبي الشارع دون أن يعرفه أحد إلا أن لطف الله سبحانه وتعالى وإرادته كانت أقوى وأرحم مما يدبره هؤلاء الإرهابيون القتلة , فأنجاني الله جلت قدرته وأخرجني من حلبة الموت المحقق ببعض الكسور والرضوض في جسدي ولاسيما في الركبة اليمني التي يمكن علاجها وسيمن الله بالشفاء بفضله ومنه وكرمة وبخبرة وكفاءة أطباء وممرضي المستشفى العسكري العام وعلى الأخص قسمي الطوارئ والعظام وقسم الجبس والتجبير وللأشعة الذين أبدو اهتماماً كبيراً نحوي وعناية فائقة في معالجتي فتحية لهم من الأعماق وجزاهم الله خير الجزاء ..
ونعوذ بالله في الختام من الموتورات (الدراجات النارية ) الطائرة .. ومن شرور ما يفعله البعض من أصحابها بائعي ضمائرهم ودينهم ..وأخلاقهم لسفك الدماء البريئة ..
ولعلني واحد ممن يحبهم الله وأنقذني من جرمهم معافاً – على اعتبار أن ليس بيني وبين أي إنسان على وجه الأرض لاخلاف ولاثأر – وأنا كما يقول دائما زميلي الأستاذ / رياض شمسان أطال الله عمره أزرع حباً وأكن للناس كل الاحترام , حتى من يحاولون معاداتي أو .. استفزازي وتجريحي أحبهم جميعاً – والله شاهد على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل .