لطف القحوم
محمد المنصور
•بطل من أبطال المسيرة القرآنية ومجاهديها الذين كتبوا ملحمتها من الدعوة والمظلومية والحروب المتواصلة إلى مرحلة الانتصار لمظلومية شعب ووطن وأمة وقضية, يكتب فصولها الدم الزكي, والعذابات والتضحيات
والمعاناة الإنسانية الكبيرة .
لطف القحوم واحد من مئات الشباب من أسرة آل القحوم الكرام التي قدمت عشرات الشهداء منذ الانطلاقة .
لطف القحوم واحد من نجباء المسيرة وأبنائها الميامين, واكب لطف المسيرة منذ الطلقة الأولى.. وواكب كل محطاتها ومنها محطة الثورة الشعبية وما تلاها من أحداث شارك فيها لطف الشهيد بقلبه وصوته وبندقيته حتى نال الشهادة ..فما أعظمها من نهاية تليق بسيف يماني, ورمح صعدي ظل مشهرا بكف لا تعرف الخور ولا الجزع .
إنه العنفوان اليمني في أبهى تجلياته, وأسمى معانيه جسده لطف القحوم ورفاقه القابضون على الحلم, الذائدون عن الأرض والعرض والكرامة, الراءون إلى غد ومستقبل حر كريم بهكذا صمود وتألق وتفان في الذود عن اليمن العربي, موطن الحضارات, ومنبع البطولات والرجال الأوفياء المخلصين .
لطف القحوم ذلك الإنسان البسيط الممتلئ بقيم الإخلاص والصبر والنقاء والشجاعة والأخلاق والتفاني والكرم والأخوة والسجايا والمواهب القيادية التي أحبها وعشقها كل من عرفوه, كان مثالا من أمثلة كثيرة حية وناصعة لجيل المسيرة القرآنية .. جيل التضحيات وعشاق الشهادة .
لطف القحوم حكاية من آلاف الحكايات التي تستحق ان تروى في سياق الحديث عن هذه المسيرة القرآنية وشخوصها التي تجسد ملامح إنسانية وطنية تسمو بإنسانيتها وتفانيها لتندرج في سجل البطولات الخالدة .
لطف القحوم أضاف إلى سجله ومواهبه في ساح الوغى والتضحية والتفاني, ذلك الحضور الابداعي الإنشادي الذي واكب المسيرة منذ البدايات, وسكن لطف القحوم الأسماع والأفئدة, معبراً عن صوت الشعب الثائر الرافض للظلم والتبعية, كان رفيقا للمجاهدين في الجبهات يؤانسهم في كل أوقاتهم, يشحذ الهمم والعزائم, ويطرب الأسماع, ويرهب الأعداء والخصوم.
بصوته القوي العذب وألحانه المبتكرة فتح لطف القحوم وأسس وابتكر فنا إنشاديا للزامل الشعبي أزعم انه لم يكن موجودا قبل لطف ومنذ باكورته الإنشادية : (ما نبالي ما نبا لي /اجعلوها حرب كبرى عالمية) كلمات الشهيد
الشاعر عبدالمحسن النمري عليهما رضوان الله .
لطف القحوم كان فنانا من طراز رفيع له حساسيته المرهفة إزاء الكلمات والمواقف المعبرة عن الظرف المجتمعي والوجدان الشعبي الذي كان ينتظر لطف القحوم .
لطف القحوم واكب معظم المواقف الوطنية والمناسبات والتحولات التي مرت بها اليمن في السنوات الأخيرة، بما جعله صوت المسيرة التي عبرت عن هموم وتطلعات الشعب اليمني بمختلف فئاته وشرائحه ، أنشد لطف القحوم الكثير من القصائد والزوامل فردد الجميع بعده الكبار والصغار, الرجال والنساء, في الأرياف والمدن, ودخل لطف رحمه الله إلى كل بيت, وعبر فضائية المسيرة وموجات أثير الإذاعات الوطنية يتردد صوته في شموخ وعنفوان وعذوبة، وأصبح حضوره الشخصي, أو عبر غيره من المنشدين لازما في المناسبات الاجتماعية المختلفة .
لطف القحوم أراد الشهادة فنالها رضوان الله عليه, بعد أن أصيب مرات بجراح عديدة ملأت جسده الطاهر بندوب وآثار توجها بالشهادة .
رحل إلى الله لطف القحوم ليصنع مع كل شهداء اليمن في معركة الحق ضد الغزاة والمرتزقة- صيرورة زمنية قادمة, عنوانها النصر والكرامه بإذن الله.
الرحمة والمغفرة للشهيد لطف القحوم ولكل شهداء اليمن, والعزاء لأهله وذويه ولكل محبيه, ولكل أبناء الشعب اليمني العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون .