لمصلحة مَنْ تمزيق اليمن؟!
الحسن بن علي
لقد ثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن المشاريع التفكيكية لليمن تنسجم مع مصالح الاستعمار بزعامة أمريكا وعملائها في المنطقة وفي مقدمتهم (المملكة السعودية) وأذنابها في اليمن، لأن أعداء الوطن يعلمون أن استخدام آليات التفكيك والتشتيت للأوطان والجماعات يحقق أهدافهم في استمرار ضعفها، ومن ثم، تبعيتها، لاعتقادهم أن قوتها تشكل مصدر خطر عليهم في المستقبل، وليس بخاف الآثار المدمرة لسياسة التفكيك والتمزيق للأوطان وآثارها الضارة والخطيرة على الوطن والشعب، حيث تظهر صورة ذلك جلية فيما يدور بالعراق وسوريا واليمن.
الاستعمار والرجعية وعملاؤهما هم من عملوا وما زالوا على إشعال الحرائق والفتن والأزمات، ليس في اليمن فقط بل والمنطقة العربية كلها، هؤلاء هم أعداء التضامن والتلاحم العربي الحقيقي، وحدة الشعوب والأوطان على قاعدة الحرية والعدل والديمقراطية وليس فقط الحكام الطغاة الفاسدين وأعوانهم الذين تآمروا، وما زالوا، على أمن واستقرار شعوب الأمة العربية قاطبة.
هؤلاء الحكام وأعوانهم وأذنابهم تجردوا من القيم والأخلاق الإسلامية والعربية الفاضلة، وحولوا بلدانهم إلى مستعمرات وقواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية لاحتلال وتدمير وتخريب الدول العربية، وتفكيك وإبادة شعوبها كي تسود إسرائيل وتتمدد من المحيط إلى الخليج، وفي سبيل ذلك يهدرون الأموال العربية وخاصة النفطية والغازية في تنفيذ مؤامراتهم لإدامة حكمهم واحتكارهم للثروة والسلطة ويبددون ممتلكات الأمة العربية في الملذات الحرام والسَّفَه وأوجه الإنفاق العبثية، ولذلك يدعم هؤلاء أعداء العروبة الحقة والإسلام المستنير، ويتسابقون على تقديم الدعم لأعداء الأمة العربية، وعلى سبيل المثال فإنه عقب أحداث 11 سبتمبر، جاد ملوك وأمراء وشيوخ السعودية والخليج الأعراب بالغالي والنفيس، من أجل إثبات الولاء والطاعة وتقديم قرابين الإخلاص للإدارة الأمريكية، وتسابقوا على ضخ المليارات لشراء الأسلحة والدعم والتأييد وذلك في سبيل تدمير وتمزيق وتخريب اليمن والعراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس تحت يافطة (الربيع العربي) وبذريعة دعم الحقوق والحريات والتوجهات الديمقراطية وهم أبعد الناس عن الديمقراطية والحرية والعدل والتوحيد.