رداً على تهديدات بيونج يانج
سيول/ أ. ف. ب.
وصلت أربع طائرات خفية امريكية من طراز ستيلث اف-22 أمس الى قاعدة جوية قرب سيول في عرض قوة جديد لواشنطن بعد إجراء كوريا الشمالية أخيرا تجربة نووية وصاروخية.
وحطت الطائرات الأربع القادرة على تجنب انظمة الرادار، والتي واكبتها طائرات مقاتلة اخرى امريكية وكورية جنوبية في قاعدة اوسان الجوية قرب بيونغتايك على بعد 70 كلم الى جنوب الحدود مع الشمال، واعلنت واشنطن وسيول الاسبوع الماضي عن اجراء محادثات حول نشر منظومة تسمى “ثاد” بعد تجربة نووية اجرتها بيونج يانج في يناير تلاها اطلاق صاروخ مطلع فبراير. وتطلق منظومة “ثاد” صواريخ صممت لتتصدى للصواريخ البالستية وتدمرها، لدى وجودها خارج المجال الجوي او فور دخوله، خلال مرحلة تحليقها الأخيرة.
ولم تزود الصواريخ الاعتراضية بأي حمولة وتستند الى الطاقة الحركية لتدمير اهدافها. وصرح الجنرال تيرنس جاي اوشوغنيسي قائد القوة الجوية الامريكية السابعة للصحافيين ان “هذه المهمة تبرهن على قوة “التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية و”عزم البلدين على الحفاظ على استقرار شبه الجزيرة الكورية”.
ووصف طائرات اف-22 بأنها “اقوى المقاتلات المتفوقة في العالم”، مؤكدا على الالتزام “القوي للغاية” بالدفاع عن كوريا الجنوبية. والشهر الماضي حلقت قاذفة امريكية من طراز بي-52 فوق كوريا الجنوبية في اول عرض للقوة العسكرية رداً على التجربة النووية الرابعة التي اجرتها كوريا الشمالية قبل ذلك بايام.
والاثنين الماضي وصلت الغواصة الامريكية يو اس اس نورث كارولاينا الى ميناء بوسان الجنوبي لاجراء تدريبات مشتركة مع البحرية الكورية الجنوبية. وفي السابع من فبراير الجاري اطلقت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا رغم الحظر الدولي على اجراء بيونغ يانغ اية تجارب على الصواريخ.
تأتي هذه الخطوات العسكرية فيما من المقرر ان تبدأ كوريا الجنوبية محادثات مع الولايات المتحدة حول النشر المحتمل لنظام الدفاع الصاروخي الامريكي (ثاد) الذي حذرت كل من الصين وروسيا من انه قد يقوّض الاستقرار في شرق اسيا.
ويقول مسؤولو الدفاع في سيول وواشنطن ان نشر نظام الدفاع “ثاد” في كوريا الجنوبية يمكن ان يصبح ضرورة نظرا الى التقدم الذي تحرزه كوريا الشمالية في برنامجها للصواريخ البالستية. وصرح بيتر كوك المتحدث باسم البنتاغون ان “هذا مسعى الى محاولة نصب نظام دفاعي يعزز الامن في المنطقة. ونعتقد انه خطوة يجب اتخاذها في هذا الوقت”.
وذكرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية المقربة من الحزب الشيوعي الحاكم، أمس في مقال افتتاحي انه اذا اصرت كوريا الجنوبية على نصب نظام “ثاد” على اراضيها، فان الصين ستنشر مزيدا من الصواريخ في المنطقة وستتخذ “اعلى مستوى من الاحتياطات الاحترازية” ضد هذا النظام.
وأضافت انه “بالنسبة الى الولايات المتحدة فيجب على الصين ان تكون جريئة في التأكيد على ان نظام ثاد وغيره من المعدات والأنظمة العسكرية التي يتم نشرها في شبه الجزيرة الكورية تستهدف الصين”. وقالت ان “الصين ستتخذ جميع الترتيبات، ومن بينها زيادة انفاقها الدفاعي، وتزيد عدد الصواريخ المتقدمة للحفاظ على قوة الردع الصينية”.