” الدفاع المدني” في مجابهة تحديات العدوان
العميد معياد:ألف ضابط وفرد و 70 عربة ورافعة وخزان مياه إجمالي إمكاناتنا
ممثلة الوكالة الألمانية للتعاون:اليمن يعاني من قلة كوادر الإنقاذ والحماية المدنية
تقرير/ وائل شرحة
تعدد الإحداث والكوارث في المجتمع اليمني وفي ظل شحة إمكانات مصلحة الدفاع المدني وفروعها في عموم محافظات الجمهورية, وضعف الوعي لدى المجتمع بأساسيات الإنقاذ والحماية المدنية وكيفية التعامل مع الحوادث أثناء الطوارئ.. يضع حياة اليمنيين في خطر.
الأحداث التي شهدها ويشهدها الوطن, أثبتت مدى أهمية تجهيز مصلحة الدفاع المدني بالكادر والإمكانات اللازمة وأن يكون المواطن على معرفة بأساسيات الإنقاذ والإخماد والإسعاف.. إلا أن تلك المعرفة لن تتحقق إلا بجهود الجهات المعنية من خلال عقد الدورات التدريبية والحملات التوعوية بالإضافة إلى توفير معاهد وجامعات خاصة بهذا المجال.
تحديات وإمكانيات
مصلحة الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية, وهي الجهة الرسمية المعنية بالتعاطي مع الكوارث والحرائق وآثار قصف طيران العدوان تواجه صعوبات جمة في القيام بواجبها في عموم محافظات الجمهورية نظراً لشحة إمكانياتهم الفنية والبشرية, وفقاً لرئيس اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمات – القائم بأعمال رئيس المصلحة, العميد عبدالكريم معياد.
يقول العميد معياد إن “منتسبي المصلحة وفروعها لا يتجاوز عددهم الألف ضابط وفرد , بينما الإمكانات الفنية لا تتعدى الـ 70 عربة ورافعة وخزانات مياه “وايتات”.. منها 15 عربة تم إعطابها وتدميرها خلال الأشهر الماضية”.
معياد يشير إلى أن ” رئاسة المصلحة وفروعها في المحافظات, لا تستطيع القيام بكافة واجباتها لا سيما في الوقت الراهن الذي تشهد فيه أغلبية مناطق اليمن غارات مكثفة..”.. رابطاً نجاح الدفاع المدني بـ ” مدى ثقافة المواطنين ومعرفتهم بأساسيات الوقاية والحماية المدنية ووسائل وطرق الإخماد والإنقاذ والإسعاف, وكذا بأهمية توفير أدوات ومنظومات السلامة سواءً كان في المنازل أو الشركات أو المصانع أو المرافق”.
رهان الوعي
يراهن القائم بأعمال رئيس مصلحة الدفاع المدني العميد عبدالكريم معياد على ” جانب التوعية والتثقيف في أوساط المجتمع, لوضع حد للنتائج والخسائر التي تخلفها الحرائق والكوارث بأنواعها”.
وعن دور المصلحة في عقد الدورات التدريبية والحملات التوعوية، قال القائم العميد معياد التدريبية, استهدفت الآلاف من موظفي الدولة, والقطاع الخاص, بالإضافة إلى العديد من الحملات التوعوية”.
الأسبوع الفائت احتفلت مصلحة الدفاع المدني ومكتب التربية والتعليم بالأمانة في مدرسة الخنساء بمديرية صنعاء القديمة باستكمال المرحلة الثانية للبرنامج التوعوي التدريبي في مجال الأمن والسلامة وتشكيل فرق الطوارئ في المدارس, برعاية وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان.
استهدفت المرحلتان الأولى والثانية من البرنامج التوعوي التدريبي 1200 معلم وطالب من منتسبي مدارس أمانة العاصمة.. ويؤكد العميد معياد على “عزم رئاسة المصلحة وفرعها بالأمانة إلى مواصلة تنفيذ المرحلة الثالثة من البرنامج خلال الأيام القادمة”.
مرافق التأهيل
لكن اليمن يعاني من شبه انعدام للمرافق التعليمية والكليات المتخصصة في مجال الطوارئ.
باستثناء كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية بجامعة صنعاء التي احتفلت مطلع الشهر الجاري بالتعاون والشراكة مع مصلحة الدفاع المدني بتخرج الدفعة الثانية من حملة الدبلوم الخاص بـ “أساسيات الإنقاذ والحماية المدنية” .. التي تم تدريبها وتأهيلها بدعم وتمويل (الوكالة الألمانية للتعاون الدولي “مشروع دعم القطاع الخاص “giz”.
في هذا يؤكد عميد كلية علوم الطوارئ الصحية والتقنية الدكتور محمد الوشلي أن “عملية الإعداد والترتيب لتدريب وتأهيل الدفعة الثانية من حملة الدبلوم الخاص أساسيات الإنقاذ والحماية المدنية ، جاءت استجابة للحاجة الملحة التي استدعتها وحتمتها الظروف الخطيرة والاستثنائية التي تمر بها بلادنا في الوقت الراهن، والمتمثلة في كثرة الأحداث الدامية وتعاظم الكوارث الإنسانية التي يواجهها الناس كل يوم، الأمر الذي يتطلب وجود كوادر فنية مؤهلة وواعية ومدركة لمهارات وفنون الإنقاذ وحماية المدنيين وفقا للأساليب والطرق العلمية المتبعة في شتى بلدان العالم.
في مقابل تخريج هذه الدفعة يشدد وكيل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني لقطاع التخطيط المهندس طه نعمان ” أهمية إشراك الكادر النسائي في دوراتها ومشاريعها التدريبية القادمة, من قبل إدارة الكلية”.
فيما أكدت ممثلة (الوكالة الألمانية للتعاون الدولي – مشروع دعم القطاع الخاص “giz” دعاء محمد دحمان أن “اليمن تمر بظروف صعبة وخطيرة، وتعاني من قلة الكوادر المؤهلة في مجال الإنقاذ والحماية المدنية، إلى جانب وجود حاجة ماسة لدعم مصلحة الدفاع المدني بكادر مؤهل يساند في تنفيذ عمليات الدفاع المدني .
حاجة ملحة
وفي ظل العدوان الغاشم على اليمن واستهدافه المدنيين لا بد من وقفة جادة من الجهات الرسمية والخاصة في إيجاد كادر مؤهل وإمكانيات الأزمة ووعي مجتمعي كامل وكبير بمهارات وطرق وأساسيات الإسعاف والطوارئ في شتى مجالاتها.