الشهادة حياة
امة الملك الخاشب ..
عندما ترى بعينك أم الشهيد وهي تزغرد على جثمان فلذة كبدها. وتحمدالله على هذا الشرف العظيم وعندما ترى أب الشهيد يفتخر بولده. ويرفع رأسه عاليا بل ويصرح بأنه مستعد أن يبذل بقية اولاده ونفسه.. وعندما نلاحظ أن كثيراً من أسر الشهداء يتصلون ويعاتبون القنوات إن لم تأت تغطي مراسيم زفة الشهيد الى جنان الخلد..ويقولون لماذا تتجاهلوننا ؟؟؟
عندما ترش الرياحين والورود وترتدي أمهات وزوجات وأخوات الشهداء الملابس الخضراء ويشعرن بالفخر والفرحة وينزل الله تعالى على قلوبهم صبرا وقناعة للمكانة التي نالها الشهيد، وعندما تلاحظ أنه حتى الأطفال والنساء يتمنون هذه المنزلة. ويهنئون أي شهيد والكل يتمنى لو كان مكانه ويسأل الله أن يصطفيه..مثلما اصطفى الشهيد
عندما تصبح هذه هي ثقافتنا بفضل الله تعالى. فالنصر سيكون حليفنا بإذن الله. فكل يوم نقدم عشرات الشهداء ومن خيرة شبابنا. ونحن الخاسرون بفقدانهم لأننا نفقد عظماء أمثالهم ومثلما قال السيد حسين: أن من أعظم نكبات الأمة أن تخسر عظماءها ..هم الفائزون ونحن الخاسرون فعلينا جميعا استشعار المسؤولية أمام الله تعالى لأننا جميعا سنسأل عن دماء شهداءنا الزاكية؟ وسنسأل ماذا قدمنا؟ وهل عرفنا قيمة تضحياتهم ؟
عندما نسمع ونرى ونقرأ قصص الشهداء ندرك أن الشهادة اصطفاء ونجد أن وراء كل شهيد حكاية مؤثرة تجعلنا نخجل من أنفسنا ونخجل من الله أمام ماقدمه هؤلاء العظماء ونشعر أننا مهما عملنا ومهما قدمنا لن نصل الى ماوصلوا اليه..
فليتأمل أحدنا مثلا صور الشهداء التي تزدان بها الصفحات الالكترونية يوميا..ونرى صورهم في كل حي وفي كل منطقة حتى في الجدران وفي السيارات..سنقرأ ونلاحظ من تأمل نظراتهم وصورهم الايمان ونلاحظ أن أغلبهم شباب في عمر الزهور تركوا متاع الحياة الدنيا وزينتها تركوا زوجاتهم وأولادهم.وأبائهم وأمهاتهم وبيوتهم و أموالهم تركوا كل شيء واختاروا ماعند الله شوقا ولهفة فعلم الله بإخلاصهم فإختارهم عنده.
هنيئا لهم مرافقة النبي وسيد الشهداء وهنيئا لأسرهم هنيئا لوالديهم.. هنيئا لكل أسرة قدمت شهيداً .لأنها شاركت في صناعة النصر.