*تناقضات في تصريحات بغداد وواشنطن حول تحرير الموصل
بغداد /وكالات
لقي 28 مسلحا من تنظيم داعش مصرعهم بعمليات متفرقة نفذتها قوات الجيش العراقي، وبقصف جوي من التحالف الدولي أمس.
ونفذ طيران التحالف غارة جوية أسفرت عن تدمير 3 آلات تابعة لتنظيم داعش وقتل من فيها في وادي الحجية جنوب مدينة كبيسة غربي العراق.
كما استهدف التحالف تجمعا لداعش في منطقة المحبوبية وقتل 13 إرهابيا، فيما قام طيران الجيش العراقي بتوجيه ضربة جوية أسفرت عن مقتل مجموعة من الإرهابيين شمال بحيرة حديثة.
وفي سامراء أسفرت عملية نفذها الجيش العراقي على تفجير مستودع ذخيرة، واستهدفت كذلك مجاميع إرهابية، قتل على إثر ذلك العشرات ودمر كثير من الأسلحة والعتاد بواسطة قصف جوي لطيران الجيش العراقي وفق معلومات.
وذكر مراسلون أن غارات لسلاح الجو العراقي أسفرت عن تدمير معبرين رئيسين لتنظيم داعش باتجاه محور حقلي علاس وعجيل النفطيين اللذين يستخدمهما التنظيم لتمويل عناصره ضمن قنطرة الميدان وقنطرة العواشرة.
كما نفذت القوة الجوية العراقية 16 طلعة فوق جميع مسارح العمليات فيما قصفت طائرات الانتينوف هدفين شمال شرق بحيرة القادسية في حديثة بغارتين أسفرتا عن قتل عدد من مسلحي داعش.
ونفذ طيران التحالف الدولي 14 ضربة جوية في مناطق سنجار والموصل والدولاب والفلوجة والزوية والبغدادي أسفرت عن تدمير 17 موقع قتال وجسراً أرضيا وخط إمداد ومخبأ للسلاح الثقيل.
من جهة أخرى بعد أن ظن معظم العراقيين أن موعد تحرير نينوى بات قاب قوسين أو أدنى، فاجأ القادة الأمريكيون الجميع بعكس ذلك تماما.
حيث استبعد مدير الاستخبارات العسكرية الأمريكية الجنرال فنسنت ستيوارت تنفيذ العملية بقيادة العراق لاستعادة مدينة نينوى، معقل تنظيم “داعش”، في 2016.
وقال فنسنت، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن عملية الموصل ستكون معقدة؛ معربا عن عدم تفاؤله بإمكان تنفيذ ذلك في المستقبل المنظور.
المسؤول الأمريكي أشار إلى إمكان بدء الحملة، وتنفيذ بعض العمليات في محيط الموصل، لكن ليس أكثر من ذلك.
هذا التصريح جاء مخالفا لتوقعات مسؤولين أمريكيين وعراقيين في الآونة الأخيرة بشأن الحملة ضد داعش؛ علماً أن التصريح صدر بعد أسبوع واحد من تصريح آخر، بدا وكأنه يمهد له، وجاء على لسان المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، الذي قال إن معركة تحرير الموصل “صعبة ودموية، وستكون طويلة”؛ وعزا السبب إلى وجود ما بين 5 و8 آلاف عنصر تابعين لـ(داعش) في المحافظة.
وعلى الرغم من تأكيد وارن أن دعم القوات الأمريكية للجيش العراقي سيقود في نهاية المطاف إلى الانتصار، فقد عاد وشدد على أن العمليات ستستغرق وقتاً طويلًا. وكان وارن قد ذكر في تصريحات سابقة أن معركة استعادة الموصل من سيطرة مسلحي “داعش” لن تبدأ قبل “أشهر عديدة”؛ لافتا إلى أن أولويات التحالف الدولي تتمثل في تدريب ألوية الجيش العراقي، وبناء قدراته القتالية وتدريب عناصر الشرطة.
ومن جهة أخرى، تضاربت هذه التصريحات مع أخرى واضحة، صدرت من الجانب العراقي، وتحديدا من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ووزير دفاعه خالد العبيدي.
فقد صدر عنهما، بعيد تحرير مدينة الرمادي، إعلان واضح عن قرب تحرير نينوى؛ حيث أشار حيدر العبادي إلى أن تحرير كل أراضي العراق من التنظيم الإرهابي سيتحقق في العام الحالي، في حين أعلن العبيدي أن محافظة نينوى ستشهد معركة الفصل الأخير تحت شعار “قادمون يا نينوى”.
جدير بالذكر أن هذا التضارب بين تصريحات بغداد وواشنطن يتقاطع أيضاً مع تضارب آخر بين بغداد وأربيل؛ إذ عادة ما تكون تصريحات أربيل متقاربة مع تصريحات واشنطن أو متطابقة معها. وهذا ما يؤكد ارتباط ملفات سياسية عراقية بتأجيل معركة نينوى. ويرى محللون أن ملف العلاقة المتعثرة بين أربيل وبغداد هو أحد تلك الملفات.