د. مختار محرم
مِـن حِصنِ (إريان) ضَوعُ المَجدِ يَنتَشِرُ
وَحَــــولَ أَســــوَارِهِ الأَحـــلامُ تَـنـتَـظِر
وَفِــــي زَوَايَـــاهُ زهـــرٌ عِــطـرُهُ أَمَـــلٌ
وَذِكــريـاتٌ بِــهـا يُـسـتَـعذَبُ الـسَّـفَـرُ
مُـذ (قَـالَت الـهَايمِه) وَالـدَّمعُ يَغسِلُها
(لِي خِلْ خَلفَ الدِّيَارَه) بَينَ مَن هَجَرُوا
(أَمَـــانْ يَـــا نَـــازِلَ الـــوَادِي) تُـعَـاتِبُنَا
وَ (الـليلهَ الـبَالْ) عَـنهَا يـسألُ الـسَهَرُ
وَمَــوعِــدٌ لِــحَـصَـادِ الــحُـبِّ يَـسـبِـقُنا
إِلَــى (الـغِـلالِ الـهَـنِيَّهْ) وَالـضُحَى أَثَـرُ
قَــصَـائِـدُ تَـحـتَـفي بِـالـنُّـورِ أَنْـشَـدَهَـا
زِريَــابُ فــي لَـيـلَةٍ وَافَــى بِـها الـقَمَرُ
(فَـوقَ الـجَبَلْ) أُمـنِيَاتُ الضَّوءِ مَا فَتِئَتْ
تُـدَاعِبُ الـليلَ حَـتَّى اسـتَيقَظَ السَّحَرُ
عـــن (الـمُـطَهَّرِ) رُوحُ الـحُـبِ سـائـلةٌ
وَبِــاسـمِـهِ الأَرضُ وَالآفَــــاقُ تَـفـتَـخِرُ
مَـضَـى إِلَــى الـخُـلدِ وَالـدُنيَا تُـخَاطِبُهُ
مَـــا بَــالُـهُ الـبَـيـنُ لَا يُـبـقِي وَلَا يَــذَرُ
بـكاه صـمت الـمواويل الـتي صـدحت
واشـتاقه فـي مـساءات الـهوى الـوتر
(هَـيّـا بِـنَـا يَــا شَـبَاب) الـليلُ مَـوعِدنَا
وَ(الـحُـبُّ والـبُـنُّ) وَالـفـنجَانُ والـسَمَرُ
(وَالـيَومْ يَـا تَـالُقَهْ) قُـولِي لِـمنْ ذَهَـبُوا
إِلَـــى الـسَّـمَـاءِ بِـــأَنَّ الأَرضَ تُـحْـتَضَرُ
مِــن نـجـدِ (ريـمَـان) أَشــوَاقٌ مُـرَتَّـلةٌ
فِـي سُـورَةِ الآهِ تَـبكِي كُـلَّ مَن عَبَرُوا
مِــن (الـرِّبَـاطِ) وَمِـن (شَـيعَانَ) قَـافِيةٌ
مُـزُونُـهَا فِـي (حَـضَارِ) الـسِّحرِ تَـنهَمِر
وَفِــي (حُـوَارِ) حَـنِينُ الـسّيلُ يَـسأَلُنَا
أَيــنَ الـقَـصِيدُ الـذِي فِـي حَـرفِهِ حَـوَرُ
هُـنَـا (بَـنِي سَـيفُ) مَـهدُ الـنّورِ تُـربَتُهُ
هُـنَـا (الـمُـطَهَّرُ) يَـبـكِي فَـقدَهُ الـبَشَرُ
يَــا (حَــارِسَ الـبُنِّ) بِـالأَحلَامِ يَـا وَطـنًا
لِـلـنُّورِ تَـسـجُدُ فِــي مِـحـرَابِهِ الـصُّـوَرُ
يَــا سَــادِنَ الـمَـجدِ وَالـتَّـارِيخُ مَـعـبَدُهُ
وَمِــــن نُــبُـوءاتِـهِ تُـسـتَـلـهَمُ الـفِـكَـرُ
حَـقًّا رَحَلتَ؟؟ أَدِيمُ الأَرضِ يَهمِسُ فِي
أَسـمَـاعِـنَا فَـيُـجِـيبُ الـقـلبُ والـبَـصَرُ
(بَـكَّرْ غَـبَشْ أَينْ رَايِحْ؟؟) قَالَ فِي ثِقَةٍ
لِــي مَـوعِـدٌ فِــي بِـلادِ الـمَجدِ يَـنتَظِر
يَــا شَـاعِـرًا مِـن غُـصُونِ الـبُنِّ أَحـرُفُهُ
تَـــقُــصُّ كُـــــلَّ مَـعـانِـيـنَـا وَتَـخـتَـصِـرُ
يَـــا سَـيِّـدًا لـلـسُفُوحِ الـخُـضرِ تَـكـتُبُهُ
صَـنـعَاءُ شِـعـرًا يُـنَاجِي بَـوحَهُ (عَـصِرُ)
يَــا مَـوسـمًا لِاكـتـمال الـحُـلمِ أَتـبَـعُهُ
وَدَربُــــهُ عَــالَــمٌ تَــزهُــو بِـــه الـــدُّرَرُ
حَـمَـلتُهُ فِــي اغـتِـرَابِي مُـلـهِمًا وَأَبًــا
وَصَـاحِـبًـا عِـنـدَمَـا أَصـحَـابِيَ اعـتَـذَرُوا
يَـا خَـالِدًا فِـي قُـلُوبِ الـنَّاسِ فِي دِعَةٍ
(وَقَــفْ وِوَدَّعْ) وَدَمـعَـاتُ الـدُّنَـى مَـطَرُ
تَـرَكـتَـنَـا وَالـلَـيـالِـي تَـجـتَـنِيكَ نَـــدًى
وَرُحـــتَ وَالـقَـلب بِـالأَشـوَاقِ يَـعـتَصِر
بَـعَـثـتَ فِــي سَـبَـأِ الأَمـجَـادِ رَوعَـتَـهَا
أعـــدتَ حِـمـيَـرَ فـــي أَقـيَـالِـهَا عِــبَـرُ
لَــكَ الـبَـقَاءُ مَــدَى الأَزمَــانِ يَــا عَـلَمًا
نَــرَاهُ أَكْــرَمَ مَــن غَـابُـوا وَمَـن حَـضَرُوا
9 فبراير 2016م
هامش:
إريان – نجد ريمان – الرباط – شيعان – حضار – حوار.
مناطق في عزلة بني سيف العالي وما حولها مديرية القفر محافظة إب التي ينتمي إليها الفقيد.
بقية ما بين الأقواس كلمات وعبارات اشتهرت في قصائد د. مطهر الإرياني.