قلل عدد من أعضاء البرلمان السوري من تهديدات النظام السعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا وهي عاجزه من حسم معركة اليمن .. مؤكدين أن هذه التهديدات والتي وصفوها بالغوغائية تهدف لدعم عصاباتهم الارهابية التي بدأت تتقهقر وتتجرع الهزيمة تلو الأخرى.
وقال البرلماني السوري زهير الطراف في حوار صحفي خاص مع وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء ونشر اليوم، أن تهديد السعودية بإرسال قوت الى سوريا جاء من أجل دعم العصابات الإرهابية التي أصبحت اليوم تتقهقر باستمرار وتتجرع الهزيمة تلو الأخرى.
وعزا النائب الطراف السبب في هذا التهديد إلى أنه محاولة للدخول بموقف أقوى في مفاوضات جنيف الخاص بالازمة السورية .. مستبعداً أن تتمكن السعودية من ارسال قوات وهي عاجزة عن حسم معركة اليمن.
وقال البرلماني زهیر الطراف “من الواضح أن السعودیة ترید أن ترسل قوات بریة سعودیة من أجل مؤازرة العصابات التی باتت تهزم بشكل ملحوظ ويومي وتتقهقر أمام الجیش العربي السوري والأصدقاء”.
وأكد أن “المرحلة التي وصلوا إليها هي مرحلة الهزيمة الواضحة لذلك يحاولون قدر المستطاع أن يعيدوا الموازين لمصلحتهم لدخول المفاوضات في جنيف بشكل أقوى”.
وأوضح النائب الطراف أن “السعودية وترکيا قد أرسلوا قوات ولم يقصروا سواء کانت قوات سعودية بشكل نظامي أو مرتزقة عن طريق السعودية وترکيا، لذلك فهم موجودون في المنطقة أساساً ولن یختلف الأمر کثیراً”.
وأكد البرلماني السوري في حواره أن القوات السوریة ستقضي عليهم کما تقضي على العصابات الإرهابية وقال “بمجرد دخولهم إلى الأراضي السورية، سيتم التعامل معهم مثل أي عصابة إرهابية أخرى وسيتم القضاء عليهم ولن يؤثر ذلك على الخارطة السياسية”.
كما نوه إلى أن السعودیة عاجزة عن التهدید .. واصفاً تصریحاتها بالتهدیدات الغوغائیة.
وقال في هذا الصدد “ إن السعودیة لا تستطیع سوى التهدید، ولكن ربما يكون هناك بعض المرتزقة باسم السعودیة وباسم الجيش السعودي، قد يكون هناك بعض العناصر لا غير”
وأرجع ذلك إلى سببين أولهما أنها لا تملك القدرة العسكرية وثانيهما أنها لیست قادرة حتى هذه اللحظة على حسم المعرکة في اليمن، حتى تقوم بإرسال قواتها هنا وهناك.
وأعاد التأكيد على أن السعودیة لیست دولة عسكرية قویة، فهي لیست سوى دولة نفطية فقط، وتصدر تصریحات وتهدیدات غوغائیة لا غیر، مضيفاً “إنها عاجزة عن فعل أکثر من ذلك”.
ورأى البرلماني السوري أن هدف السعودیة من هذه التصریحات يتمثل في إعادة وجودهم المسلح في سوريا بشكل أقوى، فبعد الهزائم التي تعرضوا لها في الفترة الأخیرة والمستمرة حتى هذه اللحظة، جعلتهم یعجزون عن الحرکة الى الامام، وهم یحاولون الرجوع لإعادة تواجدهم فی سوریا من اجل مفاوضات جنیف بالدرجة الأولى.
وأشار قائلاً “لأن الأقوى على الأرض هو من یحسم المفاوضات السیاسیة لمصلحته، هي مجرد محاولة عودة للمفاوضات لأخذ جزء من الكعكة التي يظنون أنهم یطبخونها”.
إلى ذلك أرجع مدير أحد مراكز الأبحاث الدولية تهديدات النظام السعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا لحالة الهستيريا التي أصيب بها هذا النظام بعدما بدأت أدواته الإرهابية بالانهيار .. متسائلاً في نفس الوقت هل استطاعت السعودية وقف تقدم اليمنيين الذين باتوا يضربونها في العمق قبل أن تفكر بإرسال قواتها إلى هنا أو هناك؟.
وقال مدير مركز دمشق للأبحاث الدولية الدكتور بسام أبو عبدالله في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام السوري اليوم “بلا شك أننا نرصد هستيريا حقیقیة سعودية ترکية ولدى إطراف العدوان على سوريا وهذا الأمر مرتبط ببدء انقلاب الواقع الميداني وانهيار المجموعات الارهابية التي يدعمونها منذ خمس سنوات وبالتالي من الطبيعي أن نرى هذه الهستيريا السعودیة”.
وعتبر الخبير الاستراتيجي السوري أن السؤال الذي یطرح نفسه هو إذا کانت السعودية نفسها تقتل في الیمنیین فلماذا تأتي لمساعدة الشعب السوري کما تقول وقتال ما تسميه (“داعش) ؟ خاصة وان السعودیة هي مملكة (داعش) الحقيقية وهي الداعم الاساسي والايديولوجي لهذا التنظيم وکل التنظیمات التكفيرية من (جبهة النصرة) و(جیش الفتح) وهذا الأمر أصبح مکشوفاً ومفضوحاً”.
ولفت الدکتور أبو عبدالله الى أن “المضحك في الأمر أو ما يجب ان نسأل عنه، هو هل استطاعت السعودية أن تحمي حدودها مع اليمن کي ترسل قوات إلى سوريا؟ ثم هل السعودية قادرة أن ترسل قوات إلى هنا وهناك ؟”.
وأضاف الخبير الاستراتيجي السوري قائلاً “أنا أقول ببساطة شديدة على السعودية أن تضبط أمورها بداية في الیمن وأن تحمي حدودها حيث وصل اليمنيون الى مشارف مدن سعودية وباتوا یضربون في الداخل السعودي، ثم بعد ذلك يمكنها ان تتحدث عن أشياء أخرى في سوریا أو غيرها”.
ورغم تأكيده ان “المعادلات تغیرت بشكل جذري وهذا الصراخ ما هو إلا محاولة لشدّ أزر هذه المجموعات التكفيرية التي يدعمونها منذ خمس سنوات” لفت الخبير السوري إلى أن “هذا الأمر سيدرس بالتأکيد من قبل الدولة السورية.
وقال “فنحن لا نهمل أي سیناریو خاصة وأن الهيستيريا يمكن أن تتسبب بتحرکات قد تكون جنونية في بعض الاحيان لكن كل ذلك تحت العين والرصد من قبل سوریا وحلف المقاومة والحلفاء” .
على نفس الصعيد التزم الكرملين الصمت ولم يصدر أي تعليق من الرئاسة الروسية بشأن إعلان السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا، واعتبر برلماني روسي العملية العسكرية المحتملة تتبنى إسقاط النظام “الشرعي” وهو ما لا يمكن قبوله.
الإعلام الروسي تناقل أن الكرملين الذي يحجم عن التعليق أشار إلى عدم امتلاكه معطيات حتى الآن تؤكد أو تثبت وجود خطة فعلية بهذا الشأن.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف صرح أمس الأول، إن الجانب الروسي لم يتبن حتى الآن أي موقف بشأن إعلان الرياض استعدادها لإجراء عملية برية في سوريا، مشيرا إلى أن الكرملين لا يملك حاليا ما يؤكد وجود مثل هذه الخطة بالفعل.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا علقت يوم الخميس الماضي على الإعلان السعودي بالاستعداد لإرسال قوت إلى سوريا: “أخاف أن أسأل… هل غلبتم الجميع في اليمن.”
وفي جانب آخر قال قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي -المجلس الأعلى في البرلمان- أن مشاركة السعودية في عملية برية محتملة في سوريا يمكن أن تعقد تسوية الأزمة. وفقا لمحطة (RT) الروسية يوم السبت الماضي.
وقال البرلماني الروسي إن استخدام القوة العسكرية من قبل السعودية وتركيا في هذه الظروف سيهدف إلى تغيير السلطات الشرعية في سوريا بالقوة، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق من الناحية القانونية.
مؤكدا أن القرار بإجراء مثل هذه العملية البرية في سوريا يبدو “مشكوكا فيه وخطرا من كل النواحي”.
Next Post