الثورة نت/
رأس الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم في المركز الثقافي بمحافظة الحديدة الاجتماع الموسع لوجهاء وعلماء وأعضاء مجلس الشورى والمجالس المحلية والعقال ومثقفي المحافظة.
وفي الاجتماع أشاد رئيس اللجنة الثورية العليا بالدور المهم لتهامة في التاريخ الإنساني والاجتماعي في المنطقة والتي ينسب إليها النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وعرفت برجالها الأشداء والأحرار والثائرين كأبي موسى الأشعري وجرير بن عبد الله وغيرهم من عناوين العطاء والخير التي تستمد منها الشخصيات الاجتماعية اليوم إيمانها وأن عزتها وإبائها مرتبطة بوطنها وتعلقها به وتضحيتها من أجله.
وقال ” يكفيكم أن العدوان الدولي على اليمن لم يستطع اليوم أن يكسر إباء وعزة وشرف وشجاعة وشموخ وكرامة أبناء تهامة”.
وأضاف ” أنتم تعرفون أن هذا العدو لم يأت بالورود ولم يستهدف الميناء لأنه يحوي مفاعلا نوويا أو مصنع الزبادي لأنه يحوي أسلحة محرمة دوليا ولم يقصف سوق زبيد العلم والحضارة والتقدم، زبيد الإسلام والعلماء الذين لم يستوردوا ثقافتهم ولم يكن بينهم دخلاء ، الذين بنوا مجتمع متعايش يؤمن بالآخر ويؤمن بالوسطية التي تبني التعايش والقيم المثلى في إشاعة الحياة وترسيخ معالم الدين الاسلامي الحنيف الذي لا يعرف الإرهاب والذبح والحرق والسلخ، الاسلام النبوي كما علمنا إياه محمد عليه الصلاة والسلام ” .
واستعرض رئيس اللجنة الثورية العليا ملامح من تاريخ الحديدة وتهامة في الجوانب الإنسانية والاجتماعية والثقافية والمعرفية والنضالية والتعايش والنسيج الاجتماعي المتماسك ، وقدرتها على مواجهة الصلف المتغطرس الذي تتعرض له اليمن لوجود هذه الثقافة والروح المستمدة من قيم إسلامية أصيلة في زبيد أو في صنعاء أو تعز أو صعدة أو حضرموت أو اي حاضرة من حواضر العلم اليمنية التي لا تؤمن بانتهاك الحقوق والحريات ولا تؤمن بالعمالة وتقطيع أواصر الأخوة بين الناس وتؤمن بالعيش والتعايش بين الناس .
وتابع ” إن مواجهة الصلف والعدوان وكسره نابع من إيماننا بكل ذلك وبهويتنا التي لا يمكن أن نضحي بها ” .. مؤكدا أن العدوان يستهدف الحياة بكل جوانبها من أجل كسر إرادة اليمني إلا أن اليمن واليمنيين لم يعتدوا على أحد بل واجهوا الصلف الأمريكي الذي تبجح في استهداف اليمنيين حتى أنه يبرر مشاركته المباشرة في العدوان من أجل تقليل الخسائر في الأعيان المدنية التي طال الاستهداف كل مناحيها وتجاوز 300 ألف عين مدنية ولا زال هذا الاستهداف يتزايد يوميا .
وقال ” إن اليمن جمهورية مستقلة تحترم التزاماتها والعهود والمواثيق الدولية التي تضمن لليمن أمنها واستقلالها وعضوا فاعلا في المنظمات الدولية وتتعامل باحترام مع كل من يحترمها وتتعامل بندية مع الآخرين لا من باب الخضوع مع كل دول العالم “.
وأضاف رئيس اللجنة الثورية العليا ” هذا ما نطلبه ونريده لشعبنا وأمتنا أن يكون في هذا المستوى ونؤكد عليه اليوم، لا أن نكون تابعين لأحد لسنا تابعين للسعودية ولا للإمارات ولا لإيران ولا يستطيع أي بلد في العالم أن يركعنا ” .. مؤكدا أن الشعب اليمني معروف بحكمته واستقلاله وأنه يستطيع أن يدير نفسه بنفسه وبكوادره إذا ما ترك لشأنه ليبني حاضره وأن يعبر للمستقبل .
وتابع” إن كل العناوين التي أتى بها العدوان لا يمكن أن تبرره كما أن الأمريكان قد عطلوا الحوار من موفمبيك وحتى جنيف ووقفوا حجر عثرة أمام الحوار والحلول السياسية مع الفرقاء السياسيين في اليمن وتواصلوا معهم ليلا ونهارا كي لا يكون هناك حل سياسي يمني تتميز فيه الحكمة اليمنية وليس الحكمة الخليجية أو الفارسية، هذه الحكمة الموروثة لأبناء الشعب اليمني التي جعلت الرسول الكريم يصفهم بالحكمة والإيمان والفقه “.
وأردف قائلا ” إن المستقبل الحقيقي لليمن هو الذي يبنيه أبنائه وأن يتركنا المتدخلين في شؤوننا ندير حواراتنا مع كل الفرقاء السياسيين في الداخل ويمكننا أن نجلس مع الجميع وعلى طاولة تضم الجميع لأننا نؤمن أن الجمهورية اليمنية ملك الجميع من أبنائها وليست ملك شخص محدد وهذا الشعب قادر على الخروج من أزمته لو تُرك العملاء يتحدثوا معنا بوطنية وتُرك الوطنيون يتحركون بحرية دون وصاية أو ذل يريدونه لنا كما أرادوا لنا ذلك بالمبادرة الخليجية التي أرادت ان تكرس الوصاية والهيمنة على اليمن “.
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى تعدد صور العدوان على اليمن من القصف الجوي والتدمير إلى دعم الجماعات الإرهابية وصولا إلى استقطاب المرتزقة والجيوش الخاصة (كبلاك ووتر) (والجنجويد) ووحدة إدارتها من الإدارة الأمريكية التي تستهدف الحياة وتدمرها كما يحصل في الجنوب، وكما ضبط اليوم في الحديدة بيت مليء بالمفخخات موجه إلى أبناء تهامة ويشيعون القتل بالهوية في الجنوب في محاولة لفرض هذا المشروع الإرهابي بالطائرات والقنابل العنقودية والمفخخات ودعم الجماعات المتطرفة التي اختلطت دمائها جميعا في باب المندب وغيره من المناطق وهي الدماء التي تريد لهذا الشعب الإبادة وتدمير قيم السلم الاجتماعي والعيش المشترك الذي يجسد أبناء تهامة أبهى صوره وأن يتشظى المجتمع والجغرافيا ونصبح دويلات، يستطيعون بذلك السيطرة علينا وعلى وطننا وهو ما أفشله أبناء الشعب برفضهم مشاريع التفكيك والتفخيخ ومشاريع الغزو والاستعمار.
وأوضح أن الشعب اليمني يقف جنبا إلى جنب إلى جوار إخوانه في المؤسسة العسكرية بكل شجاعة ويتسابقون في الدفاع عن الوطن والاستقلال، ولا يمكن أن ينطلي على أي حر جرم العدوان ومشروعه القاتل ووعي الناس بالفرق بين مشروع الخير ومشروع الشر الذي يدمر ويقتل من الجو والأرض ولذلك يزيد الصمود والثبات ويتعمق حب الوطن.
وقال ” لا يمكن أن تأتي ممالك الأسر الحاكمة والعصابات الاجرامية لتعلمنا مبادئ الدولة العادلة والمدنية وهي مدانة بانتهاك حقوق الانسان بل إن السعودية والإمارات ودول الخليج على رأس القائمة في ترتيب الدول المنتهكة لحقوق الانسان” .
وأَضاف ” إن أمريكا تتزعم هذا العدوان على اليمن وهي لا تؤمن بالحقوق والحريات العالمية ، وما نشر مؤخرا من إضافات عن انتهاكات أبو غريب وغيره من السجون في العراق يمثل صورة حية لمشروع هذه الدولة في العالم وصفرية ثقافتها في جانب حقوق الإنسان وسيناريو الاحتلال الذي تنتهجه دوما “.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن حقوق الانسان التي نتعلمها من الاسلام ومن أبناء زبيد والحديدة وروحهم المؤمنة والحواضر العلمية في صنعاء وغيرها هي الحقوق التي يبنى عليها وليس غيرها .
وأشاد بموقف أبناء محافظة الحديدة ووعيهم وثقافتهم وصمودهم في وجه العدوان وتحولهم الى صمام امان في وجه العدوان .
ووجه رئيس اللجنة الثورية العليا خلال الاجتماع بتشكيل لجنة من قبل السلطة المحلية، تضم شخصيات من أبناء المحافظة من المشهود لهم بالتجرد والنزاهة لحل مشكلات ومظالم أراضي الحديدة التي تعرضت لانتهاكات خلال الفترة الماضية، وكلف الجهات المختصة بتدارس إشكالية الكهرباء بالمحافظة الناتجة عن الحصار واستهداف البنية التحتية للكهرباء.
فيما ألقى القائم بأعمال محافظ الحديدة علي بن علي القوزي كلمة عبر فيها عن شكر أبناء المحافظة وقيادتها للجنة الثورية العليا على اهتمامها بالمحافظة .. مؤكدا أن أبناء الحديدة ووجهائها لا يمكن أن يكونوا إلا في صف الوطن ضد العدوان الذي يدمر البنية التحتية ويحاول تفتيت المجتمع وزيادة صعوبة الحياة على أبناء اليمن وأبناء محافظة الحديدة.
واستعرض ما لحق بأبناء المحافظة من أضرار نتيجة العدوان وعلى رأسها استهداف الكهرباء.
وقدمت خلال الاجتماع عدد من المداخلات من أبناء المحافظة عبرت عن رفضهم للعدوان ومرتزقته واستعدادهم الدفاع عن الوطن .
وألقى الشاعر أسد علي باشا قصيدة عبرت عن شجاعة أبناء اليمن ورفضهم للعدوان والعمالة وصمودهم ورؤيتهم للمستقبل، نالت إعجاب الحاضرين.
حضر الاجتماع القائم بأعمال أمين عام المجلس المحلي للمحافظة ووكلاء المحافظة وقائد المنطقة العسكرية الخامسة.
سبأ