التعليم العالي ..النجاح والتحديات
ركزت غارات التحالف العدواني على استهداف المؤسسات التعليمية في بلادنا، فعملت على قصف المدارس والجامعات والمعاهد الفنية والتقنية وكليات المجتمع، وحتى دور المكفوفين ومدارس الأيتام لم تسلم من قصف غاراتهم اللعينة، وهم بذلك يهدفون إلى تعطيل الحياة الدراسية وشل حركة المؤسسات التعليمية كاملة، لتغدو الحياة جامدة ومعطلة، لاسيما في المحافظات والمدن التي تقع خارج سيطرة الاحتلال، وفي المقابل حاول الغزاة والمستعمرون أن يفتحوا المدارس والجامعات في المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم ، ودعمها ببعض المظاهر الترفيهية التي تعكس إيجابية المحتل، لكن القاعدة والمنظمات الإرهابية كانت أسبق منهم في فرض قوانينها كما رأينا ذلك في جامعة عدن. ومثلما استطاع اليمنيون في حياتهم العامة أن يتجاوزوا محنة العدوان إلى حد كبير، فقد استطاعت المؤسسات التعليمية من مدارس ومعاهد وكليات أن تواصل سير عملها متجاوزة العراقيل والصعوبات التي حاول العدوان ومرتزقته افتعالها، فأنجزت وزارة التربية والتعليم امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية بنجاح ملحوظ يعكس حجم الجهود المشكورة التي بذلتها قيادة الوزارة ، واستقبلت الجامعات طلابها بشكل طبيعي، وعلى إيقاعات أصوات القصف وغارات المعتدين تسير الحصص والمحاضرات الدراسية، ولا ينسى الطلاب وهم يمارسون أنشطتهم الفنية والرياضية أن يربطوا هذه الأنشطة باللوحات الفنية والوقفات الاحتجاجية المعبرة عن وحشية العدوان وصمود الوطن . في مرحلة استثنائية استطاعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تطبيق المعايير الموضوعية العلمية على الجامعات الأهلية الخاصة وإلغاء الكليات والأقسام التي لا تتوفر فيها هذه المعايير، ولا بد من الإشادة باللجنة التي أنجزت هذا النجاح الاستثنائي وعلى رأسها الدكتور عبدالله الشامي والدكتور الروضي ..وآخرون، لا سيما إذا ما علمنا أن هذا الملف طرح أكثر من مرة، ولكنه كان عرضة للإجهاض والتمرير لصالح الجامعات الخاصة والكسب المالي الذي تحققه على حساب القيمة المعرفية والتأهيل العلمي للطالب. أعرف أن مشاكل وزارة التعليم العالي كثيرة ومتعددة، وهي بحاجة إلى ثورة تصحيحية للقضاء على تراكمات سنوات كثيرة من الاختلالات، ولكن ثمة أمور وقضايا تحتاج إلى معالجات…