*الشيخ محمد أحمد الهبل، أحد مشايخ قبائل بني حشيش، لـ”الثورة”:
*الغزاة اعتمدوا على تغرير المواطنين بالكذب الزائف والأموال التي تأتي من رأس أفعى العدوان “السعودية وأمريكا وإسرائيل”
*الوطن يتعرض لعدوان همجي سافر استهدف قتل الإنسان اليمني وتدمير بنيته التحتية ومقدراته وإمكانياته
*المقاتلون من الجيش واللجان الشعبية لقنوا العدو السعودي ومرتزقته دروسا لن ينسوها في عدد من جبهات القتال.. وسيكون النصر حليفنا
لقاء/ محمد القيري
كان ولا يزال للقبيلة دورها الهام والجلي في الدفاع عن الوطن من الغزاة والتضحية في سبيل الدفاع عنه بالروح والمال.
ومن هذه القبائل قبيلة بني حشيش التي تقع شمال شرق العاصمة صنعاء، والتي كان لقبائلها الدور ولازال الدور البارز في التضحية والفداء عن هذا الوطن الغالي.
حول دور القبائل في مجابهة العدوان السعودي الغاشم ومرتزقته الذين قاموا بقتل البشر وتدمير البنية التحتية للشعب اليمني، التقينا بأحد مشايخ قبيلة بني حشيش وهو الشيخ محمد أحمد محمد الهبل.. فكانت الحصيلة التالية:
* هل لكم أن تحدثونا عن جبهات القتال التي شاركتم فيها للدفاع عن الأرض اليمنية من العدوان والغزو السعودي؟
– في البداية أشكر صحيفة الثورة الرسمية والقائمين عليها والذين يقومون بواجباتهم فيما يخدم وطننا وأمتنا الإسلامية وما يتعرض له وطننا وشعبنا اليمني من عدوان همجي سافر استهدف قتل الإنسان اليمني وتدمير بنيته التحتية ومقدراته وإمكانياته.. أما حول مشاركتنا في جبهات القتال، فلقد لبينا نداء الواجب الوطني في الدفاع عن وطننا حيث اشتركنا ولا زلنا في جبهات القتال الداخلية وفي الحدود، وقد كانت مشاركتنا في مواجهة الغزاة ومرتزقتهم في محافظة مأرب منطقة الأشراف في الفاو وقرب المصنع، وما زلنا كيمنيين مدافعين عن وطننا الذي زرع فينا الإيمان والحكمة، بموجب شهادة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومع جميع مشايخ وعقال وأفراد المجاميع ومشرفي قبيلة بني حشيش.. حيث كان لنا في البداية الالتقاء بمشايخ قبائل مأرب حول مواجهة العدوان وإبلاغهم الحجة فرحبوا بنا وبالدفاع عن وطننا، ومن ضمن هؤلاء الشيخ حسن شرمان والشيخ محمد عبدالعزيز الأمير وآخرين من أشرف الناس وأكرم الناس، وقاموا بالتنسيق معنا وتشكيل مجموعتين قتاليتين معنا، وبدأنا المواجهة مع المرتزقة في منطقة الأشراف فيما سمي بالفاو، وذلك قبل حوالي أربعة أشهر.
* هل كانت المواجهة قبل إطلاق صاروخ توشكا على الغزاة في صافر أم بعدها؟
– لقد كانت المواجهات قبل إطلاق صاروخ توشكا على الغزاة في صافر.. وقد كانت المواجهات عنيفة معهم حيث كان المرتزقة يغررون على المواطنين بأننا جئنا لاحتلال محافظة مأرب، حيث كان الغزاة قد غرروا وروجوا وضللوا على المواطنين عن طريق الكذب الزائف والأموال التي تأتي من قبل رأس الأفعى العدو الأساسي السعودية وأمريكا وإسرائيل ودول الخليج.
* هل كانت الأسلحة التي معكم قادرة على مواجهة أسلحتهم؟
– بقوة الله تعالى سلاحنا إيماننا بالدفاع عن الوطن وأسلحتنا كانت “كلاشنكوف” مع معدلات وبندقيات P-10 وهاونات عيار 160مم وآر بي جي.. فيما كان يمتلك المرتزقة المدرعات وجميع أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة التي قدمها لهم الأعداء وفي مقدمتهم العدو السعودي إضافة إلى التحليق والقصف المستمر ليلاً ونهاراً من قبل طائرات العدو.. ولكن بعون الله كان يتلقى الغزاة والمرتزقة دروسا لن ينسوها من قبل الرجال العظماء الذين يشهد لهم الله بالرجولة بقوله تعالى “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً” صدق الله العظيم.
لقد حاول المرتزقة والغزاة الهجوم علينا بعدة اقتحامات، بحسب بلاغات من قبل المندسين منهم بين مجامعينا بأن أعدادنا قليلة، فحاولوا الالتفاف علينا، ولكن الرجال صمدوا ولقنوهم دروسا لن ينسوها، وتم قتل العديد منهم، منهم شيخ المنطقة وأولاده مع شخص آخر من بيت العرادة وآخرون معهم من مناطق ومحافظات أخرى بلغ عددهم العشرات التي بقيت جثامينهم مكشوفة أمامنا لمدة ثلاثة أيام، وقد كان علينا الاستعداد من جديد بعد المعركة الماضية والتي اكتشفت مواقعنا للأعداء وعلى رأسهم معسكرات ومنازل المدعو مبخوت بن عبود، وبعون الله أنه في المواجهة الماضية لم يحصل في المجاميع التي كانت معي أية إصابة وما كان منا إلا التقدم نحوهم إلى خلف ما يسمى بالمصنع، حيث قامت مجاميع اللجان الشعبية من أنصار الله بقتل العديد والعديد من المرتزقة.. ولم يستطع المرتزقة إصابة أي شخص منا، وإنما بعد أن حضرت قناة المسيرة وقامت بتصوير وبث مواقع المواجهة استطاع العدو من خلالها تحديد مواقعنا، فقامت طيران العدو بضرب المواقع التابعة لنا، مما أدى إلى سقوط شهداء من مجاميعنا.
* لقد كانت مواقعكم متقدمة، كما ذكرتم في “الفاو” فما هو السبب في تراجع المجاهدين حتى ما يسمى بمعسكر كوفل؟
– السبب هو الغارات الشديدة على مواقعنا من قبل طيران العدو السعودي، وكذلك تساهل وتجاهل بعض المشرفين من المجاهدين حول البلاغات والتقارير عن سير الجبهات وعدم أخذ الحيطة والخطط الجديدة لمواجهة الغزاة والمرتزقة.. مما أدى إلى تراجع المجاهدين من أكثر المواقع المتقدمة إلى “كوفل” وتقدم قوات المرتزقة إلى قرب معسكر كوفل القريب من صرواح.
* لكن تراجع المجاهدين من المواقع المتقدمة لم يأت إلا بعد الضربة الموجعة للغزاة في صافر، فهل كان لديكم معلومات حول هذا الحشد من الغزاة؟
– اتضح لنا مع بعض المجاميع قدوم أكثر من 80 عربة ومدرعة مع قيادات غازية إماراتية وسعودية إلى “صافر” وقد كان لدينا معلومات حول استقدام هذه القوة وتقدمها نحو جبهات القتال مدعومة بالطيران الحربي.. وتمت المراقبة حول هذه القوة ورفع البلاغات إلى من يلزم من قياداتنا، وتم بحمد الله استهداف هذه القوة وضربهم بصاروخ “توشكا” والذي تم الإعلان عن عدد الضحايا من قبل الغزاة من الإماراتيين والسعوديين بالإضافة إلى تدمير معداتهم العسكرية من المدرعات وكذلك طائراتهم وأسلحتهم وتم الإعلان والاعتراف من قبل الغزاة بالضربة الموجعة لهم في قياداتهم البشرية وتدمير جميع العربات وما لديهم من أسلحة وذخائر.
وأتت هذه الضربة للغزاة بعون الله تعالى نصراً لنا وشدت عزائمنا ورفعت من معنويات المقاتلين في مواجهة الأعداء والغزاة والنيل منهم ومن قواهم البشرية والعسكرية وبأن بشائر النصر حليفة للمجاهدين، وحصلت بعدها ضربة أخرى للغزاة في موقع آخر غير صافر وهو موقع الغزاة في صحن الجن والتي تم استهدافهم كذلك بصاروخ قام بإتلاف 24 عربة ومدرعة إضافة إلى مصرع العشرات من الغزاة والمرتزقة.
* كنتم في المواقع المتقدمة وكانت مواجهتكم مع الأعداء في عدة جبهات من طريق صافر ومن اتجاه مركز المحافظة ومن عدة مقاتلين سعوديين وإماراتيين والمرتزقة من المحافظات.. فكيف كانت المواجهة معهم؟
– أريد هنا أن أنوه للقيادة أنه حصل تساهل من قبل المشرفين الميدانيين الأمر الذي تسبب في بعض المشاكل الميدانية، والذي نرجو من القيادة عدم التساهل في التقصير من قبل المشرفين، ويجب محاسبتهم بسبب التقصير في أداء واجباتهم لأن التساهل مع مشرف ما، يؤدي إلى سقوط شهداء من المجاهدين وإلى احتلال الغزاة والمغرر بهم على المواقع المتقدمة للمجاهدين.
وأؤكد لك أننا سنقوم بفضل الله سبحانه وتعالى وعونه بإزالة وإنهاء جميع المعتدين على شعبنا ووطننا اليمني.
* كم عدد الشهداء الذين استشهدوا من منطقتكم أو من قريتكم؟
– عدد الشهداء أكثر من عشرة شهداء ثلاثة من منطقة بريان وأربعة من منطقة الحصن، ونحن لا يهمنا ولا يحزننا من استشهد منا، فنحن مؤمنون بأننا مجاهدون في سبيل الله وسبيل الوطن الغالي، ولا زلنا في جبهات القتال ننتظر الشهادة أو النصر بعون الله على الغزاة والمعتدين.
* كيف هي معنويات أهالي الشهداء من منطقتكم؟
– معنويات أهالي الشهداء مرتفعة جدا وفرحين بأن أقاربهم نالوا الشهادة، وأنه عندما يتم دفن جثامين الشهداء فإنهم يفرحون ويطلقون الأعيرة النارية، ويتحول تشييع جثامين الشهداء عرساً، وكأن الشهيد يزف إلى عرس وليس إلى الدفن، وكما يقول الله تعالى “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم.
* كيف كان المرتزقة والعملاء في مواجهتكم في جبهات القتال؟
– كانوا كما قال الله تعالى “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”، “وإن يقالتوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون”، صدق الله العظيم، والله كانوا يفرون أمامنا ويتركون أسلحتهم وذخائرهم وكنا نرأف بهم، لم نستهدفهم عند فرارهم من المواقع، وعند المواجهة لم يواجهونا في المواقع، إلا لفترات زمنية بسيطة، وأنه لولا طيران العدو الذي كان يحلق ويقصفنا على مدار 24 ساعة لكنا قد دحرناهم إلى حيث قدموا، وكنا قد وصلنا إلى أعماق بلدانهم.
* ما هي المواقف الصعبة التي واجهتكم في جبهات القتال؟
– لم نشعر أننا في أي موقف صعب، وإنما كنا ولا زلنا نمتلك معنويات عالية جدا، فرحين بما نقوم به، إما النصر أو الشهادة، لأننا ندافع عن كرامتنا وعزتنا وعن وطننا وهذا هو وقت الرجولة الحقيقية وأن المجاهدين يتسابقون إلى نيل الشهادة، لأن في الشهادة العزة والكرامة للشخص ولأسرته وفخراً واعتزازاً له ولأقاربه وشفاعة له ولأسرته عند الله سبحانه وتعالى.
كنا في أوقات الفراغ كمقاتلين نتلقى المحاضرات، ونقرأ القرآن الكريم، وننهمك في عبادة الله سبحانه وتعالى، ونكثر الصلاة بمعنويات مرتفعة، لأننا نعتبر أنفسنا مرتبطين مع الله في جهادنا عن أرضنا وطننا، وأننا مع الله ليس لغرض السلطة أو كسب غنائم أو جاه أو غيره من منافع الدنيا، وإنما نحن كما يقول لنا التوجيه الرباني “جاهدوا بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم مؤمنين” صدق الله العظيم.. مما جعلنا نبذل أنفسنا وأموالنا وأولادنا في سبيل الله تعالى.
* ما هي كلمتكم للقبائل والمواطنين بشكل عام لمواجهة العدوان؟
– أقول لأشرف الناس وأكرم الناس وأشجع الناس من أبناء شعبنا اليمني أن عليهم الانضمام صفاً واحداً تطبيقاً وتنفيذاً لقول الله سبحانه وتعالى “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” وقوله تعالى “ولا تنازعوا فتفشلوا” صدق الله العظيم.
* ما هي رسالتكم للغزاة والمغرر بهم؟
– لدينا مثل يمني منتشر في كل أرجاء اليمن “من رضي في ابن عمه أدى نفسه هبة”، وكون هؤلاء وفي مقدمتهم هادي ومن معه، كونهم قد عابوا في شعبنا عيباً أسود في ليل أسود فإنه لا صلح لعايب.
كما أنصح وأوجه ندائي وكلمتي هذه لجميع أبناء شعبنا اليمني عدم التنازع فيما بينهم وعلينا التفاوض كإخوة يمنيين تغلب مصلحة وطننا وشعبنا على مصالحنا الشخصية، وعلينا التفاوض مع اخواننا ممن يملكون الإيمان والحكمة والاحتكام إلى القرآن الكريم، كما قال تعالى لموسى وأخيه عليهما السلام “اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى” صدق الله العظيم.. كما أنصح قيادتنا بالتواصل مع المشايخ والمناقز الأصلية في محافظة مأرب والمحافظات الأخرى ومشاورتهم في الأمور وأن الوطن ملك الجميع.