مشروع توثيق المتاحف ..ضرورة ملحة تفرضها الظروف الاستثنائية للبلد

*رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني لـ(الثورة ):

* البدء بتوثيق ما تبقى من قطع أثرية في متحف ذمار المدمر من العدوان

الثورة/ عبدالباسط النوعة

أطلقت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع صندوق التراث مشروعاً لتوثيق مرحلي لكافة المتاحف بعموم محافظات الجمهورية وهذا المشروع الرائد إذا ما كتب له النجاح يعد إنجازاً حفاظياً هاماً يؤكده الأخ مهند السياني رئيس هيئة الآثار والمتاحف ويعتبره من أبجديات العمل المتحفي وضرورة ملحة تحتمها العملية الآثارية التي يعد التوثيق أبرز متطلباتها .
وقال لـ( الثورة) إن التوثيق ستتضمن مرحلته الأولى متحف ذمار الإقليمي ومتحف المكلا وإن التوثيق بدأ بالفعل لما تبقى من قطع أثرية كانت موجودة في متحف ذمار الإقليمي المدمر من قبل العدوان .

وأشار إلى أن هذا المشروع بدأ كفكرة منذ أشهر عديدة خاصة في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها اليمن من عدوان وحصار ومواجهات مسلحة في عدد من المناطق, ومن هنا تبرز أهمية توثيق محتويات المتاحف فالحاجة أصبحت ملحة أكثر من ذي قبل فهناك متاحف وصلت إليها الأضرار وأخرى واقعة تحت الخطر ولعل متحف ذمار الإقليمي الذي تعرض للدمار الكامل مع محتوياته من القطع الأثرية جراء قصف من طائرات العدوان يمثل أكبر الأمثلة والدوافع لإطلاق هذا المشروع الذي ينبغي أن يستمر دون توقف ليشمل كافة المتاحف كما أن متاحف أخرى تحت الخطر في عدن وتعز والمكلا وغيرها من المحافظات .
وأضاف : كانت الهيئة منذ ذلك الحين تبحث عن تمويل لهذا المشروع الهام خاطبنا وزارة المالية إلا أنهم ردوا بالاعتذار, حصلنا على مبلغ متواضع للتوثيق من منظمة اليونسكو إلا انه لا يكفي وطرحت الفكرة على قيادة وزارة الثقافة وصندوق التراث والتنمية الثقافية وبدورهم رحبوا بالفكرة وتم توقيع الاتفاقية أواخر نوفمبر الماضي حيث تعهد الصندوق بتوفير متطلبات مشروع التوثيق من أجهزة وكاميرات وكمبيوترات وغيرها .
المرحلة الأولى
وعن سبب اختيار متحفي ذمار والمكلا للمرحلة الأولى أوضح السياني أن جميع المتاحف اليمنية معرضة للخطر ولأن التوثيق كان قد بدأ في متحف ذمار بعد تعرضه للقصف وكانوا بحاجة إلى الدعم لإكمال عملية التوثيق, فللأسف الشديد لم يكن هذا المتحف موثقا ما بداخله من قطع أثرية قبل القصف ومن هنا جاءت أهمية توثيق ما تبقى من قطع نجت من القصف ، أيضا نشعر بقلق بالغ على متحف المكلا نتيجة الوضع الاستثنائي الذي تمر به هذه المدينة ، بالإضافة إلى أن الهيئة تسعى إلى تنويع جغرافية الأماكن والمتاحف التي سيعمل بها هذا المشروع لكي تعم الفائدة كافة المتاحف في مختلف المحافظات .
انتظار الدعم
وحول الأسباب التي أدت إلى تأخر تدشين المشروع في المكلا والآلية التي سيعمل بها المشروع في هذه المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة ، أجاب السياني قائلا : سيدشن العمل في متحف المكلا قريبا ولكن يصعب التحديد كون المبلغ الخاص بالمكلا و الذي ننتظره من الخارج (اليونسكو) لم يصل بعد بالرغم من أن المبلغ زهيد إلا انه لابد وان يخضع لكافة الإجراءات في التحويل إلى اليمن وحال وصول المال سيتم فورا البدء بالتنفيذ بالمكلا ، حتى أن الصندوق لم يوفر بعد الأجهزة الخاصة بالمشروع مع أن قيادة الوزارة ممثلة بالأخت هدى أبلان نائب الوزير وقيادة الصندوق ممثلا بالمدير التنفيذي الأخ معاذ الشهابي متحمسون للمشروع ومتفاعلون معه وتم بالفعل التوجيه من نائب الوزير بسرعة شراء تلك الأجهزة الخاصة بالتوثيق والصندوق بصدد الشراء خلال الأيام القليلة الماضية ، أما بالنسبة للآلية التي سيتم العمل بها في متحف المكلا هي نفس الآلية التي تم العمل بها في متحف ذمار بأن يتولى المختصون والعاملون في فرع الهيئة بالمكلا مسؤولية التوثيق وبفريق من المكتب على أن يتبعوا المواصفات والمعايير الدولية الخاصة بالتوثيق الاثاري وبالاستمارات الخاصة التي سيتم تزويدهم بها وهي استمارات قامت الهيئة بإعدادها بالاشتراك مع مكتب اليونسكو .
المشروع بحاجة إلى استمرارية
ولفت إلى أن صعوبات كثيرة يواجهها هذا المشروع الهام أهمها عدم توفر المناخ الأمني الملائم في عدد من المناطق اليمنية للبدء في التوثيق ، أيضا لابد من وجود الدعم المادي لاستمرار مثل هذه المشاريع الهامة خاصة في هذه الظروف التي تمر بها البلد ، وبالتالي من المستحسن أن يتم تنفيذ مشروع التوثيق حتى النهاية وأن لا يتم تعليقه وتوقيفه قبل أن ينتهي ، ولو توفرت الإمكانات المادية لعملنا على تدشينه بشكل متزامن في كافة المتاحف ولكن للأسف شحة الإمكانات المادية جعل الهيئة تعمل على تنفيذه بصورة مرحلية.

قد يعجبك ايضا