لنكن مع الوطن….!!
عصام حسين المطري
ما يتعرض له الوطن اليمني الغالي الواحد الموحد من عدوان وحرب إبادة شاملة يستدعي تضافر مختلف الجهود التي تصب في خانة الحفاظ على ما تبقى والدفاع عن هذا الوطن الاشم الذي صمد أمام العدوان الظالم والحصائر الجائر أكثر من عشرة أشهر لاقى خلالها الضيم والتعسف والجور, فلنرفض مختلف الانتماءات السياسية التي تدفع باتجاه مباركة جرائم آل سعود وننتمي فقط لهذا الوطن الحر الرافع الرأس والرابط الجأش ونكون يداً واحدة مع الوطن ومباركة جهود أبنائه في الذود والدفاع عن حياض هذا الوطن المعطاء من افراد اللجان الشعبية وقوات الجيش الصامد من أبطال الحرس الجمهوري حماهم الله عز وجل جميعاً لما يبذلونه من تقديم أرواحهم رخيصة ليبقى الوطن شامخ.
إن القلب ليقطر ألماً وحزنا على أولئك الأطفال الذين فارقوا الحياة بعمر الزهور على يد العدوان السعوأمريكي الذي كثف من طلعاته وغاراته الجوية هذه الأيام ليخنق البراءة ويعاظم من أحزان الآباء والأمهات الذين يصعب عليهم هذا المشهد المأساوي وهم يفارقون أعز ما يملكون في هذه الحياة الفانية, فليتجدد رفضنا القاطع لتلك الممارسات والجرائم الوحشية البربرية التي تداهم حياة الكثير من أبناء امتنا اليمنية الواحدة الموحدة, فحينما تدلهم الخطوب ويتنامى الخطر علينا أن نهرع إلى تدثير أنفسنا بلحاف الوطن الزاخر بالأمن والأمان والعزة والاستقرار.
ولله در الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حينما قال: “اللهم اني أعوذ بك من جلد الفاجر, وعجز الثقة ” فالفجار من آل سعود والأمريكان لديهم طموح وهم في جلد شديد من أجل تنفيذ كافة أهدافهم في اليمن وفي المنطقة بشكل عام بينما الثقة من أبناء اليمن الواحد الموحد وأبناء الأمة العربية والإسلامية في كسل وتراخ وتواكل وفتور وتخاذل, فالمقصود ليس اليمن فحسب وانما المقصود هو المنطقة العربية والأمة الإسلامية وتشكيل شرق أوسط جديد يؤمن الوجود اليهودي والصهيوني من مدخل الاعتداء على اليمن وتركيعها, فبها بدأوا كون الأمة اليمنية الواحدة الموحدة ورجالات اليمن الميامين أهل غلبة وحمية ونصرة لن يهون عليهم أن يعتدوا على أي قطر عربي واسلامي دون أن يكون لهم موقف مشرف من العدوان الضاري فنحن أهل شرف ونحظى بمكانة سامقة بين الأمم والشعوب فصحيح أننا لا نملك الفلل الفخمة والسيارات الفارهة كآل سعود والأمريكان ولكننا نمتلك المكانة والمهابة والشرف ولله رد الشاعر حين أنشد قائلاً:
وقد يدرك الشرف الفتى ورداءُهُ
خلق وجيب قميصه مرقوع
فيا رجالات اليمن المغاوير في ميادين وجبهات القتال وفي الأحياء والمنازل السكنية اثبتوا فالنصر حليفنا وهو منا قاب قوسين أو أدنى, فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العداء فلتكن هنالك تعبئة سياسية وثقافية شاملة تشكل لهذا الغرض لجان متعددة للتنفيذ يطلق عليها لجان التعبئة بحيث تعد اللجنة العليا للتعبئة مشروعاً عاماً من مرتكزات تلك التعبئية وأهدافها وبيان مداها ومراكزها كالمساجد والمدارس والتجمعات الأهلية في مربعات ومراكز الدوائر وعلى متن الحافلات والباصات ومن خلال الاعلام المتعدد والمتنوع المقروء والمسموع والمرئي على أن يكون للموظفين لقاء مع لجان التعبئية في المقار الحكومية كدواوين الوزارات ومقار المؤسسات والهيئات والمصالح يخصص من الساعة العاشرة والنصف إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً لالقاء المحاضرات وأوجه التعبئة والتثقيف واعلان ميثاق شرف لإنهاء الانقسامات والتشظي في الصف الوطني الواحد ورفع الاحتكاكات وخلق يمن جديد موحد حتى لو فرض ذلك بالقوة العسكرية كون زمن الانقسام والتشظى ولى واندثر والأمة اليوم تعلن عن توحدها وخروجها بمسيرات مليونية من أجل رأب الصدع وتوحيد الصف, ورفع الحصار الجائر وانهاء العدوان الماكر, فنحن أبناء جلدة واحدة, احتياجاتنا ومطالبنا واحدة كما ان أهدافنا واحدة موحدة هي الصمود أمام العدوان الغاشم والحصار الجائر والانتصار على قوى الفحش والمنكر, واستعادة كافة الأراضي في نجران وجيزان وعسير والركن اليماني انطلاقا من الإيمان العميق بعدالة قضيتنا, فالسعودية هي التي جنت على نفسها ونقول لها: جنت على نفسها براقش, والذبح بالدور ثور بعد ثور وأكلت يوم أكل الثور الأبيض.
فلنكن جميعاً مع الوطن نتفاعل تفاعلاً ايجابياً من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل, وازهاق روح الفحش والمنكر في الاستغراق بإنكار العدوان السعوأمريكي الغاشم ورفضه عن بكرة أبيه ثم مزاولة الاستبصار السياسي والاجتماعي ولن يتأتى ذلك إلا من خلال صدق النوايا والصدق مع الله ثم الصدق مع عدالة القضية وازالة البغضاء والشحناء والترفع عن الصغائر والدوس على الانتماءات السياسية التي فرقتنا طويلاً فنحن أبناء أمة واحدة شريفة صاحبة مجد عريق هتفت لنا أمجادنا والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
فهل آن الأوان للسعودية أن ترفع يدها عن اليمن واللعب بتقسيم أبنائه وشق وحدة الصف الوطني؟ وهل آن للأمم المتحدة أن تتعامل بمهنية وحيادية وتكفر عن ثمن سكوتها طوال تلك المدة عن خروقات العدوان وانتهاكه للسيادة اليمنية؟ اما أهل اليمن في الداخل من الواقفين ضد الوطن نقول لهم: كفاكم تعنتا وخزياً وسجلوا لكم مواقف شريفة قبل أن يسبق السيف العذل فنحن في مسيس الحاجة إلى الوحدة الوطنية وتوحيد التوجهات والرؤى الوطنية فهذا وطنكم يعتدى عليه وعلى أطفاله وشيوخه ونسائه ورجاله, فلنكن مع الوطن ونترك المزايدات والانتماءات الهابطة والمصالح الضيقة ,فالوطن وطن الجميع, الوطن وطن الزيدي والشافعي والسني فكونوا عقلاء وانضموا إلى حلف الثوار وساندوا اللجان الشعبية وقوات الحرس الجمهوري.. وإلى لقاء يجمعنا بكم والله المستعان على ما يصفون.