قناة روسيا اليوم والعين الناقصة
حسن الوريث
مما لاشك فيه أن المواقف الروسية الرسمية والشعبية تجاه العدوان على اليمن تنعش الآمال لدينا كيمنيين في أن العالم مازال بخير بالمقابل فمن يتابع ما تبثه قناة روسيا اليوم يصاب بالدهشة مما يشاهده من تقارير مغلوطة ومضللة تعتمد على معلومات غير حقيقية يتم استقاؤها من أشخاص أو وسائل إعلام بعيدون عن المهنية والأخلاق ويعتمدون التزييف والتضليل أساساً لعملهم.
والمثير للدهشة أن قناة روسيا اليوم التي يفترض أن تكون قناة محايدة على الأقل تتعمد نشر الأخبار والتقارير عن اليمن إنطلاقاً من قناعات هؤلاء الأشخاص وتلك الوسائل وليس من الحقيقة والواقع وبعيداً عن ما يريده أولئك الذين يمدونها بالمعلومات لكنها وقعت في الفخ الذي نتمنى أن تتنبه له ويتنبه له مسؤولوها الذين ربما لا يعرفون ما يدور في اليمن ولا يتابعون حتى تقارير سفارتهم في صنعاء التي في اعتقادي أنها تقارير فيها شيئاً من الإنصاف والرصد الحقيقي لما تشهده اليمن على اعتبار انها تقارير فيها من الدقة الكثير والكثير لأن القيادة الروسية تبني عليها مواقفها تجاه الأزمة اليمنية.
اعتقد أن على مسؤولي قناة روسيا اليوم مراجعة حساباتهم في تناولهم للأزمة اليمنية وما تتعرض له اليمن من عدوان وحرب حتى تكون قريبة من المواطن اليمني لأنها بما تبثه وتنشره تبتعد كثيراً عن الشعب اليمني الذي كان يأمل أن تكون هذه القناة منصفة وتعتمد المهنية وتلتزم بالأخلاقيات في عملها على اعتبار أن المواطن اليمني يعول على روسيا ومواقفها لرفع الظلم عنه وقناة روسيا تعتبر إحد الأصوات التي يجب أن تسمع صوت الشعب اليمني المظلوم إلى العالم أو على الأقل تلتزم الحياد في عملها ولا تكون مخالفة لمواقف الدولة الروسية التي تختلف تماماً عن مواقف القناة التي يجب عليها أن تعتمد على مراسلين في اليمن يتمتعون بالمصداقية والمهنية كما يفترض عليها أن لا تقبل من يعدون التقارير حول اليمن اعتماداً على قناعاتهم الشخصية بعيداً عن الواقع وتسمية الأمور بمسمياتها وليس كما تقوم القناة الآن باستعارة المسميات للأمور من قنوات ووسائل إعلام العدوان بحيث أن من يتابع القناة يظن أنه يشاهد قناة الجزيرة أو الحدث أو أبو ظبي وليس قناة روسيا اليوم التي اصبحت صغيرة جداً بتبعيتها الغريبة لتلك الوسائل وإنجرارها وراء رغبات بعض المراسلين والموظفين لديها .
بالتأكيد أن مسؤولي قناة روسيا اليوم إذا كانوا لا يعرفون ما يقوم به أولئك الأشخاص من تزييف وتضليل للحقائق فهذه مصيبة وكارثة على قناة مثل هذه أن يغرر عليها بعض الأشخاص ويجعلونها تسير في فلك رغباتهم وقناعاتهم أما إن كانوا يعرفون ذلك التضليل الذي يقودهم إليه أولئك الناس فالمصيبة والكارثة أكبر على اعتبار أن قناة مثل روسيا اليوم لا تنقل الأحداث بمهنية ولا تنظر إليها من المنظور الحقيقي ومن منطلق رسالتها التي يفترض أن تكون رسالة الإعلام الهادف وبهذا تكون قناة روسيا اليوم تنظر إلى الأحداث بعين ناقصة وهذا, لا ينبغي لقناة كبيرة مثلها.