الثورة نت /
قال الكاتب والباحث الفلسطيني محمد فارس جرادات إن التوغل السعودي في الشأن اليمني المباشر يشكل خطرا داهما على الكيان السعودي بما يمثله اليمن من تاريخ عريق و”جغرافيا قاسية وملاصقة”، مؤكدا أن “الاستعصاء اليمني قادر مع الوقت أن يبتلع الاندفاع السعودي”.
وأوضح الكاتب في مقال له في صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم إن المخاطر التي وضع النظام السعودي نفسه فيها عبر سياسته الموجهة دوليا بهدف تجسيد الفوضى الأميركية الخلاقة في الشرق الأوسط الجديد ستخنقه آجلا إن لم يكن عاجلا.
وأوضح أن كل المراجعات السابقة للمواقف السياسية السعودية أكدت أن النظام الحاكم كان ينفذ مشاريع أميركية ففي أفغانستان الثمانينيات دعم الإرهاب ضد روسيا وتبين بوضوح طبيعة المشروع الأميركي في ذلك ، وفيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي تظهر بوضوح طبيعة الموقف السعودي تجاهه والتزام النظام الحاكم الحرفي بالأجندة الأميركية خاصة ما اتصل بالموقف ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
وتابع الكاتب ” إن سياسة النظام السعودي شكلت دائما موطئ قدم صريح للتغول الأميركي في قضايا العالم الإسلامي كافة كما كانت سياسته الاقتصادية مثار انتقاد كثير من الدول الناهضة في وجه السياسات الاقتصادية الغربية بحيث ظل يربط مساراته الاقتصادية وخاصة النفطية منها بالتوجهات الأميركية في مقارعة واحتواء النهوض الآسيوي الاقتصادي بما جعل هذا النظام مجرد أداة طيعة في يد السيد الأميركي رغم الخسائر الباهظة التي كانت ترتد على اقتصاده وهو ما ظهر في الموازنة الأخيرة حيث بلغ مجموع العجز فيها نحو 87 مليار دولار.
وأكد جرادات أن التوغل في الشأن اليمني المباشر يشكل خطرا داهما على الكيان السعودي، فاليمن تاريخ عريق وجغرافيا قاسية ملاصقة للجغرافيا السعودية ، وبذلك لا مفر من تبعات حرب هذا النظام المجنونة على اليمن منذ أشهر طويلة في مواجهة استعصاء يمني طبيعي وغير مفاجئ وهو استعصاء قادر مع الوقت أن يبتلع الاندفاع السعودي.
سبأ