في طهران

عبدالمجيد التركي

ها أنا في طهران.. أبحث عن إيمان مالكي وعن ميترا شادفر.. أبحث عن المكان الذي رُجمت فيه ثريا في ذلك الفيلم الإيراني الشهير الذي لم يسمع به أحد.. أبحث عن سعدي الشيرازي وعن علي شريعتي، وأنا أعلم أنني لن أجدهم.. كل هؤلاء الذين أبحث عنهم كانوا يتنكّرون بجلابيب واسعة..
في إيران تبدو اللغة حاجزاً كبيراً، فقد كنتُ أتخاطبُ مع الباعة بلغة الإشارة كما لو أنني من ذوي الاحتياجات الخاصة.. حتى الفيس بوك كان مستحيلاً، رغم تنصيب برنامج فتح المواقع المحجوبة.
الفيس بوك ليس عالماً افتراضياً كما يُقال، إنه وطن.. أشعر بالغربة لأن الفيس بوك محجوب على هذا الشعب الذي لا أدري كيف يستطيع ممارسة حياته بدون فيس بوك!!
طهران مليئة بالدراجات النارية، لكنها دراجات آمنة.. إن كنت يمنياً فكن مطمئناً إلى هذه الدراجات، لأنها لا تقتل أحداً.. وإن كنتَ يمنياً فتشعر بالغربة في إيران، لأن الكهرباء لا تنقطع.
كنت أتمنى أن أجد من يحدثني العربية لأسأله عن حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي، هما ليسا إخوة كالأخوين رحباني، ولكني أحببتُ أن أحدِّث عنهما أي عابر، وأنا على ثقة أن لا أحد سيعرفهما، حتى لو قمت بعرض صورهما كالمطوبين أمنياً.
أخبرت أحد أصدقائي “المثقفين” إنني مسافرٌ إلى طهران، فوضع يديه على رأسه كما تفعل الثواكل، وكأنني ذاهب للإتجار بالأعضاء البشرية.. لأنه يرى إيران من نافذة المذهب الذي لم تتسع له زجاج نظارته.
ليتنا نتعامل مع كلِّ شيء بإنسانية، ونصافح الآخر دون أن نسأله عن مذهبه أو طائفته..
لا يعنيني من إيران غير الحضارة الفارسية والشعب الإنسان، وما عدا ذلك فلن يكون سوى تفاصيل لن ينتبه لها أحد.

ـmagid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا