لحظة يا زمن..اختيارات

لا منزل .. لا مفتاح.. قال الأول للثاني :
تعلمت من الأيام حكمة , هي أن لا أسلم مفتاح بيتي لأحد .
قال الثاني :
أما أنا فقد تعلمت من الأيام حكمة أخرى هي أن لا يكون لي منزلا ولا مفتاحاً .
هكذا دائما , بيني وبين البر بحر مراكب ورياح , ملفعاً بالأرجوان والخرز الملون , أجلس على أخشاب مركبي العالية أطوف البحار , ثم أضيع في الهواء كأفكار بلا مأوى .
ومثلما تلفظ البيضة الكلسية طائر الرخ إلى الفضاء , يلفظني البحر إلى البر, والبر إلى البحر .
وكشعب هائم , أسلمت من قديم الزمان , مفاتيح بيتي للريح وقلت لعابر السبيل ..تعال خذ ..هذه لك ثم أطلقت هذه الأغنية في الهواء :
ما أسعدنا ..لا منزل ولا مفتاح للطيور أجنحة , ولنا أفكار للغجري قدماه وناره وحماره ..لنا أخشاب تنتظر على الشاطئ , مراكب وصواري وأشرعة كثيرة ,وبعد عشرة آلاف عام من التطواف بلاغاية ..سنعود حتما على متن مراكبنا إلى سوا حلنا الحبيبة لننتظر في العنابر ..مراكب أخرى تعيدنا إلى البحار .
“محمد علي شمس الدين ”
معركة
بعد عشر سنوات من النسيان / لم يتغير شيء / أنت صرت زوجة في قفص / وأنا صرت كهلا بلا جدوى /لا زلت كعادتي أشرب الشاي /وأكتب قصائد عن الحب /وعن رغبتي في أن يتغير طلاء الحجرة /لقد دسست أزهاراً كثيرة بين الكتب / أعرف أنها لن تنمو /لكنها على الأقل ستطرد اليأس من قصائدي .
“عبدالرحيم الخصار ”
سأرقص على الحبال
ربما قمت بشيء آخر فيما بعد, بعد أن أنتهي من كوني شاعراً أن عاجلا أو آجلا ,ستنفد الكلمات مني .
لعلك تدرك هذا والجميع بداخلهم هذا القدر على وجه التحديد من الكلمات , وعندئذ “أين تراني سأكون ؟
أحسب أنني سأرغب في أن أكون بعد ذلك من رجال مكافحة الحرائق وأن أصبح عقب ذلك طبيباً فلا فرق وآخر ما سأكونه هو لاعب السير على الحبال العالية وعند ما يوغل بي العمر في مسيرته وأكون قد تعلمت كيف أسير كالآخرين عندئذ سأرقص على الحبال ,وسيحس الناس بالذهول حتى الأطفال الصغار هذا هو ما أحب أن أفعل , أن أرقص على الحبال حتى أموت .
“بول أو ستر – ثلاثية نيويورك “

قد يعجبك ايضا