من رأس عيسى .. أمريكا تقتل الشعب اليمني
لم يعد يضرب النظام السعودي حسابا لأي عواقب أو مواقف لأي أطراف أو قوى سياسية أو حقوقية أو عسكرية .. حتى الله ، لم يعد يضرب له حسابا، فهو يعتقد انه بمأمن من دفع ثمن جرائمه اليومية باهظاً ، معتمدا على مساندة أمريكا له أولاً ، وعلى المال الذي يعبث به شمالا ويمينا ويشتري به صمت العالم .
ولن نعيد الحديث عن الهدف الأمريكي من وراء الدفع بهذا النظام الغبي للتورط أكثر في الجرائم والغرق في مستنقع اليمن ، فالواضح انه لا يعي ولا يريد أن يعي خطورة ما ينتظره من مصير مخزي .. لكن المهم الآن هو أن نقرأ بعمق سلوك متواليات الجرائم التي يرقى معظمها إلى جرائم حرب، لنعرف ونفهم عقلية هذا الكيان وصولا إلى فهم حقيقة العدوان ومن يقف وراءه ” أمريكا ” وأهدافه وإمعانه في القتل و الدمار بأيدي هذا الكيان الضار على الأمة .
حين زرنا اليوم مكان المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان الذي يمكن تسميته ” الأمريكي ” قبل أن يكون “السعودي”، في منشأة رأس عيسى النفطية ، توصلنا إلى حقيقة مفادها أن الهدف الأساسي من تلك الغارة الوحشية هو:
أولاً القتل بعقلية “داعش” لخدمة نفس المستفيد الأمريكي الصهيوني.
ثانيا تعطيل وإعاقة وصول وتوزيع المشتقات النفطية، بنفس عقلية داعش التي فجرت مصفاة عدن وتفجر أنابيب النفط في مارب .
ثالثا كانت منشأة رأس عيسى مصدر تمويل للدواعش اثناء بسط العيسي عليها بطريقة همجية وطوال فترة العدوان لم تتعرض لأذى، وحين تمكنت الدولة من بسط نفوذها عليها واستفادتها من عائداتها تم قصفها بتلك الوحشية التي استهدفت العمال وسائقي الشاحنات ..
مجزرة رأس عيسى واحدة من جرائم الحرب الكثيرة والمتنوعة التي ارتكبها طائرات العدوان، وآخرها مجزرة ضحيان، واغتيال القاضي يحيى ربيد مع عائلته أول أمس واغتيال عدد من مشائخ الجوف مع عوائلهم، بنفس عقلية داعش التي تغتال و تقتل جماعيا .
تلك الوحشية المتناغمة مع وحشية داعش وكل تلك الجرأة والإمعان في تكرار جرائم الحرب لا تفسير له سوى أن أمريكا هي من يقتل الشعب اليمني ويدمر مقدراته، فالنظام السعودي الموتور يعتبر أمريكا ” إلها ” لا يخاف من استند إليه ، بل ويعتقد أن طاعته وتنفيذ توجيهاته عبادة.