كيف حاصرت اليمن الشرعية الدولية المتواطئة الظالمة؟
النظام السعودي كان رافضاً للوحدة اليمنية ومعارضاً لها، وهو لذلك كان وراء حروب متنوعة ومتعددة شنت على اليمن في عقدها بعد الوحدة 1990م وقد باتت معه مصر كتابع.
الذي يعنينا من ذلك وربطاً به حدوث مواجهات وتوترات حدودية ربما جعلت المواجهة المباشرة كحرب بالنسبة لليمن أفضل من استنزافنا من قبل هذا النظام بكل الحروب الأخرى غير المباشرة.
بالوقوف الطويل والعميق أمام هذا الخيار وجدنا أن الثمن باهظ ويتمثل في تدمير البنية التحتية لليمن، وهذا ما جعل أفضليتنا تحمل وامتصاص كل تلك الحروب وتبعاتها ومنها تفعيل الإرهاب، وما بالضرورة ذكره في هذا السياق هو دور المرحوم الإرياني في مواجهة هذه الحروب كرأس حربة للوطن وفي أروقة التأثير الدولية.
ذلك يؤكد معرفتنا أن النظام السعودي سيدمر البنية التحتية لليمن وذلك ما أكده في تفعيل عدوان 2015م وذلك يؤكد أن اليمن والشعب اليمني هو الهدف المستهدف بغض النظر عن أي عناوين وتخريجات للعدوان.
بسبب عداء هذا النظام فالحرب كانت أو باتت أفضل خيار لنا في العقد الأخير للقرن الماضي، ولكننا لم نكن على استعداد للثمن وهو البنية التحتية تحديداً.
إذاً، النظام السعودي مارس الخداع والغدر والمفاجأة في عدوانه 2015م وقام بالتدمير الكامل والشامل للبنية التحتية فإنه لم يبق معنا ما عليه يخاف أو نحرص.
إذا النظام السعودي نسق لهذا العدوان مع أميركا وبريطانيا وإذا هو بالمال اشترى الشرعية الدولية والمنظمات العالمية التابعة لها فنحن في شريعة مع الشرعية الدولية أمام شعوب العالم وكل أحرار العالم.
إذا العدوان لم يهزمنا وقد باتت معه بالمباشرة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل غير الجيوش المرتزقة وإرهابيين ومرتزقة العالم فهو لم يهزمنا لا بشراء الشرعية الدولية ولا بتواطؤها معه وسنظل نتعامل بإيجابية مع الشرعية الدولية الملاحقة وتعرية “وطاويطها” وتواطؤها أمام الرأي العام العالمي وأمام إصرار العالم وهم في تزايد مع مرور الوقت.
منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار السوفيت اعتادت القوة المهيمنة أمريكا أن تستفز أي طرف تريد استهدافه لدفعه للاصطدام بالشرعية الدولية ولرفضها ومن ثم تنظر بالشرعية الدولية لشرعنة عدوانها وهذا ما كان يريده النظام السعودي تحديداً بعد العدوان.
إسرائيل كانت شريكة في قتل الحجاج الإيرانيين الذين لا زال المختفون منهم بالمئات والهدف من ذلك ثم من الإقدام على إعدام النمر ثم قطع السعودية لعلاقاتها السياسية مع إيران دفع إيران إلى رد فعل عسكري ومباشر يستخدم سعودياً إسرائيلياً لنسف الاتفاق النووي الإيراني الدولي واستقرار إيران الواقعي والدقيق لذلك هو ما جعلها تتحمل عير المعتاد منها حمله أو تحمله.
وهكذا إيران ناضلت مع الشرعية الدولية التي هي ضدها لاثني عشر عاماً حتى وصلت لهذا الاتفاق النووي ثم تحملت هذه الاستفزازات السعودية التي وراءها إسرائيل بما لا يحتمل حتى لا تقع في فخ تستهدف منه أو من خلاله.
العدوان السعودي أعلن من واشنطن, ومع ذلك صمدنا ببسالة وواجهناه بكل شجاعة وثبات لعام يقترب من نهايته ولا معنى ولا قيمة بعد لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي “كيري” من الرياض عن دعم واشنطن لعدوان التحالف على اليمن.
ذلك لا يعني غير أن الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة “أوباما” لا تريد حل مسألة العدوان أو الحرب السعودية في عام الانتخابات الأمريكية 2016م وستتركها لتلقائية التفاعلات وترحلها للإدارة الأمريكية الجديدة التي ستتسلم الحكم في أمريكا بداية العام القادم 2017م.
فالتصريح في ظاهره وفي مضمونه هو دعم للنظام السعودي ولعدوانه على اليمن ، لكن النظام السعودي بات حقيقة يريد مخرجا بل إنه في قلق واضطراب من استمرار العدوان حتى العام القادم بانعكاسات ذلك عليه في واقعه وفي المنطقة وفي القياس بمعطيات ومحصلة العام الأول للعدوان وبما يعرفه هذا النظام وربما لا نعرف الكثير منه أو عنه .
هذا التقاطع بين ما تريده الإدارة الأمريكية وهو مرتبط بمشروعها العالمي وبما يريده النظام السعودي يعني أن التصريح هو لعبة مع أو على النظام السعودي، ومثل هذا الموقف بات النظام السعودي يريده أو في حاجة إليه حتى وهو لا يعي أو يفهم اللعبة.
نحن في اليمن نستطيع أن نواجه الألعاب الأمريكية أو الدولية بالحق واستحقاقات ألعاب مقابلة من خلال الواقع والوقائع, ولكن الشرعية الدولية مهما تواطأت أو سارت في ألعاب فهي بالنسبة لنا غير منصفة وغير عادلة وظالمة ولكنها ليست عدونا، وعدونا هو النظام السعودي الذي مارس العدوان في ظل هذا الخيار الواعي والواقعي, بالنسبة لليمن فإن المسافة بين جنيف 1 وجنيف 2 أو بين إعلان العدوان من واشنطن وتصريحات كيري من الرياض تكشف مدى نجاحنا من ناحية، وتكشف من ناحية أخرى ملامح أو حقائق ألعاب مختلف الأطراف في اصطفاف العدوان, وذلك يؤكد صواب التعامل بإيجابية مع الشرعية الدولية وتحت أي ظرف.