65 مستشفى ومستوصفاً بحجة تعرضت للقصف

المستشفى الجمهوري بحجة.. وقاحة العدوان وملحمة الصمود
تدخل منظمة “أطباء بلاحدود” ساهم في بقاء المستشفى يعمل مؤقتا

شحة الدعم المالي يهدد المستشفى بالإغلاق

العناية المركزة بحاجة لـ 15 سريراً.. والحروق والكسور تحتل الصدارة
أسر بأكملها من ضحايا قصف العدوان تصل المستشفى بشكل مستمر

دون كلل أو ملل يؤدي المستشفى الجمهوري واجبه الإنساني والوطني ليل نهار، وبإمكانيات شحيحة ومخصص مالي ضئيل محتجز بوزارة المالية، وكادر محلي بعد أن غادر الكادر الأجنبي.
“جمهوري حجة” يستقبل يوميا العشرات من الحالات الأكثر والمتوسطة خطرا، كونه المشفى الوحيد بالمحافظة الذي ما يزال يقدم الخدمة العلاجية لضحايا القصف الجوي والمدفعي والبحري على المناطق الحدودية وكذا المحافظات المجاورة بعد أن استهدف العدوان “65” مشفى ووحدة ومستوصفاً طبياً بالمحافظة.
صعوبات ومعوقات عديدة تواجها الهيئة في تقديم الخدمة العلاجية والقيام بمهامها والتي حذر القائمون عليها من تدهور سيصل إلى توقف الخدمات فيها في حال عدم معالجة المعوقات من قبل الجهات المختصة.. القصة الكاملة للمعاناة بين السطور:
تحقيق/ وائل شرحة

واقع الحال يقول ليس هناك منشأة صحية في اليمن تعمل وتقدم الخدمة على أكمل وجه اليوم في ظل التصعيد المستمر للعدوان والذي طال كل شيء.. فالمنظومة الصحية بعموم المحافظات هشة أصلا وكانت تسعى الدولة إلى رفع وتحسين مستواها لكن العدوان الغاشم لم يترك حتى تلك المنظومة الضعيفة تقدم الخدمة العلاجية لضحايا صواريخه وأسلحته وسارع باستهدافها.
ذلك الاستهداف وضع على عاتق هيئة جمهوري حجة مسئولية كبيرة من حيث تقديم الخدمات الطبية لضحايا القصف الجوي وكذا المدفعي والبحري على المناطق والمديريات المحاذية للحدود الجنوبية السعودية..وخاصة وأنها من المحافظات التي نالت قسطا كبيرا من صلف العدوان.
تبدأ صعوبات الهيئة من حيث بدأنا جولتنا الميدانية، بقسم الطوارئ وهو القسم الأهم في المشفى حيث يقوم باستقبال المرضى والجرحى ويقدم لهم الإسعافات حتى تستقر حالتهم، ومن ثم تتم إحالتهم إلى القسم المختص.
المناوب في قسم الطوارئ الطبيب عادل جحاف، يحدد معاناتهم في القسم ” صغر حجم المكان المخصص للقسم، انخفاض في عدد الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية”.
ويشدد جحاف على ضرورة توفير الاحتياجات اللازمة لاستمرار تقديم الخدمة العلاجية.
مؤكدا أن مستوى تقديم الخدمة للمريض يصل حاليا إلى 70%.. داعيا رجال المال والأعمال الى دعم المشفى في أسرع وقت.
ساعات العمل
رئيس قسم الطوارئ الدكتور علي السودي يتحدث عن الصعوبات التي يعاني القسم منها بالقول ” نعاني من عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، وصغر حجم القسم، ونقص في الكادر الطبي والتمريضي”.
وتابع بامتعاض بالغ :الضغط المتزايد على قسم الطوارئ فرض على العاملين فيه من أطباء وممرضين رفع سقف ساعات الدوام إلى 12 ساعة يوميا بعد أن كانت 8 ساعات في ظل إمكانيات شحيحة.
ويشكو الدكتور السودي من غياب بعض الأدوية.
ويؤكد بأن تدخل منظمة “أطباء بلا حدود” في الوقت المناسب مكننا من تحاشي الإغلاق النهائي .. لافتاً إلى أن المنظمة ساهمت في تحسين الخدمات الطبية بقسم الطوارئ وبالهيئة بشكل عام كما أن المنظمة تغطي احتياجات قسم الطوارئ من الأدوية والمستلزمات الطبية لا سيما لجرحى وضحايا القصف.
العناية المركزة
قسم العناية المركزية وهو المكان الذي يستقبل الحالات الحرجة وتجده أكثر الأقسام معاناة.. إذ لا تتجاوز الأسرَّة فيه السبعة أسرَّة ثلاثة تمت إضافتها بعد تدخل منظمة “بلا حدود” بالتنسيق مع وزارة الصحة.
رغم ذلك ما يزال المركز يعاني من صعوبات عديدة أبرزها بحسب رئيس قسم العناية الدكتور بشر العزيز “قلة الأسرَّة المركزية، والأجهزة الطبية الحديثة وضيق مساحة أرضية الغرف المركزية”.
ويستقبل المركز من أربع إلى خمس حالات يوميا.. ما يضطر الأطباء إلى إخراج الحالات المرضية الأقل ضررا إلى قسم الرقود وإدخال الحالات الأكثر ضررا.
تقديم الخدمة الطبية بشكل جيد في هذا المركز يحتاج إلى ما يقارب خمسة عشر سرير عناية مركزية، وفقا للدكتور العزيز، الذي أكد أن عدد الحالات الواردة إلى المركز يرتفع من يوم إلى آخر بسبب استمرار القصف من قبل العدوان.
قسم جراحة النساء، وهو قسم يتكون من عشرين سرير ويستقبل الحالات الجراحية النسائية سواء كانت من ضحايا القصف والغارات أو الناتجة عن أمراض طبيعية.
النساء والأطفال
وهنا تشرح رئيسة قسم النساء الدكتورة “منى الجبعي” معاناة القسم بالقول :” يستقبل القسم 12 حالة يومياً بمعدل 120- 130 حالة شهرياً. وفي ظل هذا العدد نجد صعوبات نظراً لعدم كفاية الأسرة.
وتحدد الدكتورة الجبعي معاناة القسم بشكل أدق في “نقص الأدوية والمستلزمات العلاجية لإجراء العمليات الجراحية خاصة في ظل العدوان”.. وتؤكد بأن القسم يستقبل بعض الأوقات أسر بأكملها مع أطفالهم مصابين بجروح خطيرة نتيجة القصف.
التغذية بالهيئة، ركن أساسي للشفاء، لأن صرفها يتم حسب الحالات المرضية وطبيعة علاجها..
وفي السياق يصف حال التغذية مدير إدارة الجودة عبدالله صالح زربة بالجيدة .. منوها بأن مطبخ الهيئة يعد أكثر من 100 وجبة يوميا للمرضى ومرافقيهم والأطباء والفنيين والإداريين والعاملين.
وعن الحالات التي يستقبلها المستشفى يؤكد مستشار رئيس الهيئة للرقابة علي عجلان أن أكثر الحالات الواردة إلى الهيئة إصابات “حروق خطيرة من الدرجة الأولى والثانية، وكسور وشظايا”.. لافتا إلى أن الحالات الواردة تتطلب من الهيئة أجراء عمليات عدة، بعضها ليس لدى المشفى جراحين متخصصين فيها ويتطلب إجراؤها السفر خارج الوطن..
دعم ملح
متطلبات الهيئة الملحة تحدث عنها مدير العلاقات العامة بالهيئة يحي داهم الذي قال أنها تتطلب “دعماً عاجلاً من قبل وزارة المالية والمتمثل في إطلاق موازنة الهيئة نظرا للعمل الإنساني الذي تقدمة في الظروف الراهنة”.
وقال :الموازنة والمخصص للهيئة أقل بكثير مقارنة بالهيئات إلى الأخرى بعموم الجمهورية مشيدا بدور قيادة الهيئة التي تعمل جاهدة على عدم إغلاق المشفى نتيجة الظروف الراهنة.
نهاية المطاف
ما تقدمة الهيئة في ظل الظروف الصعبة يتطلب تحركا جادا وحقيقيا من قبل المنظمات الدولية ووزارة المالية والبنك المركزي والجهات ذات الاختصاص.. كونها الهيئة والمشفى الوحيد الذي ما يزال يقدم الخدمة للمرضى وضحايا القصف..في محافظة تطالها بشكل يومي آلة حرب العدوان.

قد يعجبك ايضا