ن……والقلم…الطموح ؟؟ كيف !!!
عبدالرحمن بجاش
● باغتني صاحبي الدكتور نبيل ضاحكا : ما هي طموحاتك المستقبلية ؟؟ , ارتبكت للوهلة الأولى , لملمت شتاتي سريعا , ابتسمت لأنني رأيت الجواب المناسب في إجابة الممثل المصري المعروف رحمه الله أن كان قد غادر دنيانا محمد عوض , فقد طُلِبَ إلى غرفة اختبار النظر في الجيش , طلب الطبيب منه أن يغمض عينه اليسرى , وأشار إلى الفتحات التي بها يتم اختبار حالة النظر : دي تحت وإلا فوق , ومحمد عوض يبحلق كأنه يرى عفريت , هي مين يافندم , بلهجة عسكريه آمره : دي يا بجم , الفتحة في الدائرة تحت وإلا فوق , طيب دي , – هوة في دوائر يا فندم ؟ – يا ابني في الدوائر اللي ع الحيط !! , يرد عوض ما جعلني اضحك حتى وقعت على قفاي : هوة في جدار يا بيه ؟؟ هو فين , والباقي عليكم ….., نفس السؤال وجه إلى صديق آخر فكان الجواب ابتسامه عريضة حملت ألف معنى ومعنى ………….., هل أنا أو نحن بالمجموع نمثل في هذه اللحظة حال محمد عوض الذي لم ير دوائر , ولا جدار من أصله ؟؟ ا وان ثمة بقية من أمل تجعلنا متشبثين بسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا اقترب منه بعد هو ؟؟؟!!! . سؤال كبير أو اسئلة كبيره في هذا المنحنى التي تدخله سيارتنا مسرعة فتنقلب على عقبيها , أو ندخله على أرجلنا لا ندري إلى أين !!! , نريد من يقول لنا إلى أين نحن ذاهبون فلا نجد سوى الفراغ صوتا , وبديلا عن جدار محمد عوض الذي لا تدري في حالتنا هل هو جدار من اسمنت أم جدار من لِبن , أو جدار من خشب !!! ,صارت حالتنا تبحث عن جواب يبين على أي جدار نتكئ !!! . قلت ذات مرة لرجل حكيم غادر دنيانا مأسوفا عليه وكان الحال به بقية من أمل وكنا بين الرجاء واليقين نردد لعل وعسى , ونردد أن اليمن حاله غير العالم العربي , وكنا واثقين إننا لن ننحدر إلى ما نحن عليه , كنا نراهن على حاله يمنية منفردة للأسف حال دونها سيل جرف كل ما بُني , فلم يبق الآن سوى الحُصاص !!! , وحتى الحُصاص نكتشف انه بدأ يهرب من تحت أرجلنا !! قلت : الناس تعاني من حالة عدم يقين !! قال : يا بجاش اليقين يشتي تعب , تركته وخرجت ففي إجابته وضح كل شيء , من نسال الآن ؟ محمد عوض مثلا !!! . تتداخل الأسئلة في الذهن بشكل عجيب , فيتحول الأمر بمجمله إلى جدار لا تدري من أي مادة بني , ولا تدري أين المبتدأ والمنتهى , كون كل شيء يسير على الطريق فلا يجدها فجأة , فهي تنحدر باتجاه الهاوية السحيقة الذي يصبح مع انحدارها السؤال عن أي طموح يشبه سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء , جف الزرع والضرع والسماء شحت بغيثها , صارت الشفاه تبحث عن نقطة ماء تروي بها ظماءها , يشتد الهجير وتقسو الأنفس معها , بسبب شح الروح التي تخرج ولا تعود , يكون السؤال فقط : هل نحن محمد عوض ؟ أم الجدار !! , أم الطبيب الذي يسأل ؟؟؟ , لله الأمر من قبل ومن بعد .