“ﺣﺮﺽ” ﺟﺮﺡ ﻳﻨﺰﻑ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺴﻌﺪ
ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺗﻀﻊ ﻗﺪﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ مدينة “ﺣﺮﺽ “ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﺪﺍ.
ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ.. ﻳﻨﺘﺎﺑﻚ ﺷﻌﻮﺭ ﻏﺮﻳﺐ ﻭﺟﺪﻳﺪ ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﺷﻴﺎء غريبة ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻚ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻭﻣﺨﻴﻒ.
ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭآﺛﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.. ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ملتصقة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺗﻼﺣﻘﻚ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺳﺮﺕ.. ﺗﺸﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ كريهة ﻭﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.. ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ ﻭﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺣﻮﻟﻚ.. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻋﻴﻨﺎﻙ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻚ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ..(ﺣﺮﺽ.. ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﻔﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻮﻟﻮﺩ)
ﻣﻨﺬ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ ﺍﻟﺨﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ الأسبوع ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﺮﺽ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻤﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﻓﻴﺴﻴﻞ ﺑﻲ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﻭﻳﻨﺸﻄﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﻔﻆ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ، ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ألحقه ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺑﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭﺗﻨﻜﻴﻞ ﻭﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎء ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ.
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻷﻧﻘﻞ ﻣﺄﺳﺎﺓ “ﺣﺮﺽ”ﻭﻟﻦ ﺃﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺷﺪﺗﻬﺎ.. ﺑﻌﺪﻣﺎ احتضنتا ﻓﻲ ﻋﺰ ﺭﺧﺎﺋﻬﺎ.
“ﺣﺮﺽ “ ﺗﺨﺠﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﻭﺻﻒ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﺌﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺍﻷﻟﻢ.
. “ﺣﺮﺽ” ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺜﻐﺮ ﺍﻟﺒﺎﺳﻢ، ﻭﻻ ﺫﻟﻚ ﺍلاﺳﻢ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﺮﻑ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﻐﺎﺷﻢ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ.
إﻧﻬﺎ ﺟﺮﺡ ﻳﻨﺰﻑ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ…ﻭﺻﻮﺕ ﻣﺒﺤﻮﺡ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ، ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻣﻊ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺣﺰﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻭﺃﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ “ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ألفاً” ﺃﺳﺮﻩ ﻧﺎﺯﺣﺔ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﺽ ﺇلى ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻋﺒﺲ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﻮﻳﺖ، ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍء ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ. ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻫﻤﺠﻲ ﺟﺒﺎﻥ تقوده ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻘﻮﻝ إﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ للإسلام ﻭﺍلإﺳﻼﻡ ﺑﺮﻱء ﻣﻨﻬﺎ.
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻋﻦ “ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺤﺮﺿﻲ” ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻄﺸﺎ ﻭﺧﻮﻓﺎ ﻭﺟﻮﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ الأيام ﺑﻌﻴﺪﺍ، ﻭﺳﻂ ﺿﺠﺔ الإنسانية ﺍﻟﻤﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﺢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭ..؟؟
ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻀﺖ ﻛﺎﻧﺖ “ﺣﺮﺽ” ﺗﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺎﻡ..أسواقها مفتوحة ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﻜﻞ ﺃﺑﻨﺎء ﺍﻟﻴﻤﻦ..ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ.
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻣﻊ ﻫﻤﺠﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ “ﺣﺮﺽ” ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ… ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺃﺿﺤﺖ “ﺣﻄﺎﻡ” ﻭﺃﺷﺒﺎﺡ ﻭﺩﻣﺎﺭ !
ﻳﺼﻒ ﺍلأستاذ ﻋﺒﺪﻩ ﻃﺎﺭﺵ ،ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﺽ “ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ “ ﻣﻈﻠﻮﻣﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﺋﻼ:
((ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ لآﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻔﺮﻭﻍ ﻣﻨﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺪﺏ ﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ “ﺣﺮﺽ” ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻄﺎﻡ ﻭﺃﻛﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺃﺷﺒﺎﺡ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻧﺒﺾ ﺑﻬﺎ
ﺻﺎﺭﺕ ﺃﻃﻼلاً ﻧﺒﻜﻴﻬﺎ..ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﺮﺽ !!)))
ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺮﺽ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻳﺸﻦ ﻏﺎﺭﺍﺗﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻫﻤﺠﻲ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻳﻮﺯﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺁﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ…
ﺳﺒﻊ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﺧﻼﻝ ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ،ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺩﻗﻴﻘﺘﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﻏﺎﺭﺓ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻼﺱ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﻣﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﺮﺽ ﺩﻣﺮﻭﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ..
“ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﺑﺎﺏ”
ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﺑﺎﺏ ،ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺮﺿﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﺚ ﺣﺮﺽ ﺇلى ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻇﻞ ﻳﺘﺴﺎﺋﻞ:
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻓﻲ ﺣﺮﺽ؟
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ؟
ﺃﻳﻦ الإنسان؟
ﺃﻳﻦ ﻧﺎﺩﻱ ﺭﺣﺒﺎﻥ؟
ﺃﻳﻦ ﺣﺎﺭﺓ “ﺍﻟﺠﻨﻲ” ﻭﺣﺎﺭﺓ “ﻛﺒﺮﻳﺖ” ﻭﻃﺎﺑﺰﺓ ﻭﺍﻟﻜﺪﻑ ﻭﻣﺠﻌﺮ ﻭﺻﻌﻔﺎﻥ؟
ﺃﻳﻦ ﻭﺍﺩﻱ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺏ ﻭﺍﻟﻐﺮﺯﺓ؟
ﺃﻳﻦ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻼقة ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﺍء؟
ﺃﻳﻦ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ والأقصى ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﻃﻴﺒﺔ؟
ﺃﻳﻦ ﻓﻨﺎﺩﻕ ﻣﻮﻓنبيك ﻭﺗﺎﺝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﻟﻴﺎﻟﻲ ﺩﺑﻲ ﻭﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻭﺍﻷﻣﺒﺮﻃﻮﺭ ﻭﻣﺮﺍﺩ ﻋﻠﻤﺪﺍﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﺰﻳﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ﻭﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺭﻳﺎﻑ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﺤﻼﺕ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔ ﻭﻓﺘﺤﺎﺕ ﺍﻟﺪكاﻛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﻘﻮﺍﺕ “ﺍﻟﻜﺄﺱ” ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎنت ﺗﺼﻞ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺿﻴﺎﻓﻜﻮﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺠﻞ أول ﻣﺠﺰﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺮﺽ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﻄﻌﻢ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ المياه ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء والاتصالات؟
ﺃﻳﻦ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وإدارة ﺍﻷﻣﻦ؟
ﺃﻳﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺣﺮﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ؟
ﺃﻳﻦ ﻭﺃﻳﻦ ﻭﺃﻳﻦ….
ﻛﻞ ﺷﻲء ﺗﺪﻣﺮ ﻓﻲ ﺣﺮﺽ..الإنسان ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ وﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ..ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ.
ﻫﺬﺍ ﺟﺰء ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻣﻦ إبادة ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﺦ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻤﻼيين ﺍﻟﺮﻳﺎﻻﺕ.
.”ﺣﺮﺽ” ﻣﻈﻠﻮﻣﻴﺘﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ، ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﺭ ﻭﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎء ﻭﺗﺸﺮﻳﺪ ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ،ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍلإﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ ﻃﻴﻠﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ.
ﺳﺠﻠﺖ “ﺣﺮﺽ” ﺃﻭﻝ ﻣﺠﺰﺭﺓ اﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮﺣﻬﺎ ﻣﺨﻴماً ﻟﻠﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺭﻕ ﻭﺧﻠﻔﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﻬﻴﺪ ﻭﺟﺮﻳﺢ ،ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ استهدفت ﻣﻮﺍﻃنين ﻋﺰﻝ ﺑﻘﻨﺎﺑﻞ ﻋﻨﻘﻮﺩﻳﺔ ﻭﺻﻮﺭﺍﻳﺦ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ “ﺍﻟﻘﻔﻞ” ﺷﺮﻕ ﺣﺮﺽ..