ن …والقلم.. بطاريات الغش !!!

عبد الرحمن بجاش
كأن ما نعاني لا يكفي!! , كأن دماءنا التي تسفك يوميا وفي كل اتجاه لا تكفي !!, كأن الجوع لا يكفي !! , كأن مساحة الجوع لا تكفي !! , كأن تدمير الحياة عموما لا يكفي !! , كأن غياب الكهرباء العامة لا يكفي !! , كأن شحة البترول أبو 2800 لا يكفي !! , كأن مساحة الفقر التي تتسع لا تكفي !!! , كأن انضمام عشرات أو مئات الناس يوميا إلى قائمة الكفاف لا يكفي !!كأن هذا البرد لا يكفي !! كأن فزع أطفالنا في هذه الليالي المظلمة من وميض الانفجارات لا يكفي !! , كأن وكأن لا يكفي , حتى يأتي من يستغل الحاجة إلى الكهرباء فيغش الناس !! . اليمني مسكين في كل الاتجاهات أيضا ما يغري أي كان باستغلاله حتى من اقرب الناس إليه !!! , يمر في أي شارع فيرى طابورا فينزل وينضم إليه ولا يدري لماذا ؟؟ ,يجدهم يتحدثون عن الكهرباء من الشمس فيرى جاره قد اعتلت أسقفه الألواح فيهب إلى اقرب دكان حتى لبيع البِرعي فيأخذ ما أمامه فقط لكي يقول في المقيل (( ركبنا طاقه ))والنساء في جلسة النساء كلا تتباهى بفارسها الهمام اللي جاب الكهرباء من ذيلها !! ولا تدري ان التاجر سحبه من سبلته !!! , والتاجر الذي لا ضمير له يستغل حالة العجل في شخصية المواطن فيبيعه الهواء !!! , بطاريات لا تكاد تفتخر بها عند أصحابك حتى تأتي لحظة سريعة تصمت صمت القبور لأنهن (( تعطلين )) !!! , مثل حالتي , ففي رمضان الماضي استقطعنا من لقمة الأولاد ما استقطعنا وانضممنا إلى نادي (( الطاقة البديلة )) وهي رحمة ارحم الراحمين , ليضاء البيت طوال الليل , وشيئا فشيئاً تراجعت حتى تلاشت , اتصلنا بصديقنا التاجر , وعلى الطريقة اليمنية في البلف فسًر الضمانة كما تفسر إسرائيل قرارات مجلس الأمن (( أراض أم الأراضي )), ومن العام 67 وهم يعجنون العرب العاربة !!! , المهم أقنعنا (( قد صلحتهن يا عم عبده وأنت استاذنا )) !! . فأعادهن وعادتا إلى الإضاءة المناسبة أيام لنبدأ العد التنازلي حتى وصلن إلى ساعة واحده تستمر الاضاءة برغم أن الشمس لا تغيب !!! . لا تدري إلا تفسيرا واحدا لإصرار التاجر اليمني على الغش ,فأنت تدفع له ما يطلب , وهو لا يعطيك ما هو حق لك مثل صاحب القات والجزًار , لأن الدولة عبر سنين سرقت التاجر والتاجر سرق المواطن , والمواطن يسرق بعضه !! , والتاجر الذي كان يعمل على أن يظل أمينا مع زبائنه أجبرته الدولة على نسيان الأمانة !! , ولان القانون لم يعرف هذه البلاد فقد تحولنا إلى (( حارة كل من ايدو الو )) , شكوت لصاحبي الذي نظرت إليه على انه اشطر مني في اقتنائه للبطاريات (( الأصلي )) فنظر إلي نظره ذات معنى قائلا (( حتى أنت )) , قلت : كيف ؟ – حتى أنا خدعت والبطاريات انتهت !! , لمن نشكو ما يحصل من غش عيانا جهارا نهارا في هذه الظروف !!! .الأمر لله من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا