الوطن ليس سلعة!!
يحيى محمد العلفي
كلنا نتغنى بحب الوطن ونعزف لحن الوطنية, بل ويزايد الكثير منا بأنه وطني ومشغوف بهذا الوطن أكثر من غيره أو وطني فوق العادة وحتى نخاع العظم, وفي حقيقة الأمر فإن كل أبناء الوطن وطنيون, وكل يغني بوطنيته على هواه وبحسب إدراكه ومعرفته لمعنى هذه الوطنية.. ولأن الوطن ليس سلعة ولا بضاعة تعرض في الأسواق العامة فإن القيمة الشرائية للأوطان لا تقدر بثمن وإنما ثمن الوطن وقيمته أرواحنا ودماؤنا ونفتدي هذا الوطن الغالي بكل ما نملك من غال ونفيس.
لذلك فإن العدوان على أرضنا وبلادنا من قبل ثلة البغي والرجس والطغيان يعتبر انتهاكاً صارخاً للحب الذي يكنه الإنسان لوطنه ولمسقط رأسه وهو أيضا عمل إجرامي يُدخل فاعليه ضمن قائمة الإرهاب التي يصنفها العالم اليوم بالقاعدة وداعش وأخواتهما لأن من يعتدي على وطن غيره وينتهك حرمة بلاد وأرض ذات سيادة واستقلال يعد إرهابيا وخائنا لله وللأرض والإنسان في أرجاء المعمورة وهو كذلك عدو للبشرية جمعاء, ولا شك أن هؤلاء المعتدين من آل سعود وحلفائهم وعملائهم على شعب يمن الإيمان والحكمة قد خانتهم الذاكرة ونسوا أو تناسوا المقولة المأُثورة بأن حب الوطن من الإيمان وأن الدفاع عنه والاستماتة في سبيله والذود عن ترابه وكرامته وسيادته واستقلاله من أعظم الأعمال وأقدس الواجبات المحببة إلى الله والتي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وكل الاديان السماوية, بل ورفع الله المدافعين عن أوطانهم درجات رفيعة في قائمة الشهداء والصديقين الموعودين بالجنة ونعيمها الأبدي الخالد.. وفي هذا الصدد فإن صمود اليمانيين ووقوفهم بحزم وصلابة في مواجهة أعنف وأعتى عدوان عرفته البشرية على وجه الأرض منذ فجر التاريخ حيث أثبت أبناء سبأ وحمير أنهم عند مستوى التحدي وأنهم قادرون على دحر الغزاة ودحر المعتدين, وما الضربات الموجعة التي يتلقاها المعتدون في جبهات القتال وفي عقر دارهم منذ بداية العدوان وعلى مدى قرابة عشرة أشهر سوى الرد والردع المناسب الذي لا بد لآل سعود ومرتزقتهم وعملائهم في الداخل والخارج أن يكتووا بنيران أبطال اليمن الميامين وأن يذوقوا مرارة العلقم وسموم الكاتيوشا عقاباً وتعزيراً لما اقترفوه من جرم لا يغتفر ولا ينساه لهم التاريخ فيما ستظل اللعنات تطاردهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. لأن مثل هذا العدوان اللا مبرر والغاشم على شعب وبلد آمن ومسالم يعد من أقبح وأقذر الأفعال التي يرتكبها الشواذ من البشر وآل سعود مع سلمانهم وغلمانهم هم من هذا الصنف من العرابيد الخارجين على النواميس الإنسانية الذين لا يعرفون للحق قدره ولا للقيم والأخلاق معانيها السامية فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.
وعلى كل حال ها هو الشعب اليمني بكل مقومات حياته وشرائحه وبطلائعه الثورية يقف صامدا صنديداً في وجه الغزاة الطامعين وفي مواجهة عدوانهم البربري المتهبش الغاشم.. يتحدى ويقاوم ويدافع عن أرضه ووطنه غير آبه لما يدبره الحاقدون ضده من مؤامرات ودسائس خبيثة بهدف تركيعه وإعادته إلى عهود التبعية والانصياع للاملاءات المفروضة والمرفوضة.
لكن هيهات لهم اليوم أن ينالوا ما يحلمون به ولعل تجربة العشرة الأشهر من الحرب والحصار كافية لأن يدرك آل سعود ومن في فلكهم بأن وطن الحكمة والإيمان ليس سلعة للبيع والشراء.