داعش يجند أطفال الشوارع في تونس

تونس/وكالات
أظهرت تحقيقات الأجهزة الأمنية التونسية مع متطرفين أن خلايا تنظيم داعش قامت بتجنيد عددا من أطفال الشوارع تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 عاما واستخدامهم في مراقبة تحركات وحدات الجيش وقوات الأمن التي تلاحقها وتأمين الدعم اللوجستي لها في مرتفعات الجبال.
ونجحت خلايا داعش مثل “جند الخلافة” وكتيبة عقبة بن نافع” في “اقتناص” أكثر من 30 طفلا من أطفال شوارع الأحياء الشعبية المتاخمة للمدن الكبرى، وأيضا من الجهات الداخلية يقبع 11 منهم في السجون.
وأدلى متطرفون ومتطرفات باعترافات خلال تحقيقات الأجهزة الأمنية معهم بعد تفكيها لما يناهز 50 خلية خلال العام 2015م بأن عمليات استقطابهم باتت تركز على مزيد تجنيد الأطفال بهدف تنفيذ عمليات انتحارية قبل غسل أدمغتهم وشحنهم بثقافة صناعة الموت.
ونقلت تقارير صحفية وإعلامية عن مصادر أمنية أن إحدى المتطرفات اعترفت بأنها خططت لتجنيد طفلين بهدف القيام بعملية انتحارية بناء على طلب من قيادي جهادي غير أن المخطط تم إفشاله من الأجهزة الأمنية.
وذكرت المصادر الأمنية أن المتطرفين يستخدمون أساليب الترغيب والترهيب في تجنيدهم للأطفال وأنهم يطلبون منهم مراقبة أعوان الأمن في المدن الكبرى بما فيها تونس العاصمة مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 5 دنانير (أقل من 3 دولارات) لكل طفل.
وكشفت المصادر أن عمليات اقتناص أطفال الشوارع من قبل متطرفي داعش شهدت نسقا تصاعديا من العام 2013م وتم تجنيد أكثر من 30 طفلا من بينهم 7 فتيات خلال العام 2015م بعد أن تم تضييق الخناق عليهم والتجائهم إلى مرتفعات الجبال وخاصة جبال الشعانبي معقلهم التقليدي.
وتقر السلطات بأنه لا يوجد تنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة المرأة والطفولة حول أطفال الشوارع الذين جندهم المتطرفون.
ويدعو أخصائيون نفسيون واجتماعيون وزارة المرأة والطفولة والجمعيات الحقوقية إلى “تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الكارثة التي تستهدف الأطفال.
وخلال العام 2015 سافر أكثر من 12 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة إلى سوريا والعراق وليبيا ليلتحقوا بمتطرفي تنظيم داعش.
ومنذ انتفاضة يناير 2011م استفحلت في تونس ظاهرة أطفال الشوارع بشكل مفزع حيث يقد الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون أنها ارتفعت من حوالي ألف طفل قبل الانتفاضة إلى حوالي 8 آلاف طفل في العام 2015م ينتشر أغلبهم في الأحياء الشعبية بالمدن الكبرى.
ويمثل الانقطاع المبكر عن الدراسة أحد أهم أسباب انتشار ظاهرة أطفال الشوارع إذ ينقطع سنويا أكثر من 100 ألف تلميذ في بلد كثيرا ما راهن على التعليم لتحديث المجتمع.
وينحدر غالبية الأطفال المنقطعين عن الدراسة من العائلات الفقيرة التي تقطن في الأحياء الشعبية والجهات الداخلية المحرومة حيث تصل نسبة الفقر إلى أكثر من 50 %.
ويضطر أطفال الشوارع ليس إلى امتهان مهن هامشية فقط مثل بيع السجائر ومسح الأحذية ومسح السيارات بل إلى التسول ونبش القمامة فيما تتلقف الكثير منهم مزالق الظاهرة الإرهابية والجريمة والإدمان على المخدرات.

قد يعجبك ايضا