السياحة في اليمن مستقبلها زاهر إذا استقرت الأوضاع
حاولنا جاهدين التخفيف من حدة الحظر المفروض على اليمن ولكن الجهد الدبلوماسي كان ضعيفاً.
سياح من أوروبا كانوا يأتون إلى اليمن مُتحدِّين الحظر الذي فرضته بلدانهم
نظمنا العديد من الفعاليات والمناشط لفضح جرائم العدوان بحق اليمن وتراثه وسياحته.
الاستمرار في الفعاليات السياحية مهم
أكد المستشار السياحي لسفارتي بلادنا في بريطانيا وألمانيا عبدالوهاب صدقة أن سياحاً أوروبيين كانوا يأتون إلى اليمن متحدين الحظر الذي تفرضه حكوماتهم منذ سنوات من السفر إلى اليمن, إلا أن هؤلاء السياح انقطعت زياراتهم لليمن منذ بداية العدوان السعودي في مارس من العام الماضي.
وأوضح لـ(الثورة) أن سقطرى كانت أبرز الوجهات السياحية التي كان يقصدها أولئك السياح الأوروبيين خاصة من ألمانيا وبريطانيا, ولكن العدوان الذي فرض حصاراً خانقاً على اليمن ككل وجعلها مسرحاً لقصف طائراته شكل عائقاً أمام أولئك السياح ومنعهم من زيارة اليمن التي كانوا يتحدون حكوماتهم ولا يلتزمون بقراراتها في الحظر حتى وإن كانوا يحرمون من التأمين.
الثورة/ عبدالباسط النوعة
وقال: كانت جهودنا في سفرتي بريطانيا وألمانيا تنصبُّ حول تكثيف ومواصلة الأنشطة السياحية والثقافية حتى يظل اسم اليمن باقياً وراسخاً في أذهان المهتمين والمعنيين بالشأن السياحي في هذين البلدين, بالإضافة إلى محاولة التخفيف من حدة المحاذير التي أطلقتها الحكومات الغربية باعتبار تلك البلدان من أهم الدول المصدرة للسياحة في العالم، حيث تأتي ألمانيا في المقدمة، تليها فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا والأخيرة مهمة لليمن في ما يختص بسياحة الغطس والمغامرات, وبالتالي الاستمرار في الأنشطة والفعاليات السياحية والمشاركة في المعارض الدولية للسياحة في تلك البلدان أمر مهم وبالغ التأثير، فالتوقف معناه أن تمحى اليمن من برامج الوكالات السياحية العالمية التي من العادة تقوم بإعداد برامجها السياحية لمدة خمس سنوات وعلمنا خلال السنوات الماضية على التواجد في المحافل السياحية والتواصل مع وكالات السياحة والسفر في ألمانيا وبريطانيا والالتقاء بهم وتنظيم فعاليات وأنشطة بالسفر ندعوهم إليها، والهدف أن تظل اليمن حاضرة في برامجهم حتى وإن لم يتم التفويج لها، ولعل آخر تلك الفعاليات التي قمنا بتنظيمها كانت أواخر نوفمبر من العام 2014م حيث تمت إقامة أمسية سياحية وثقافية حضرها أكثر من (200) شخصية مهتمة بالشأن السياحي والثقافي في بريطانيا من ضمنهم وكلاء سياحة وسفر, وعملنا خلال الأمسية على توزيع العديد من الوسائل والمطبوعات الترويجية للسياحة اليمنية، وهنا ينبغي أن نشير إلى أننا أصبحنا نواجه صعوبات بالغة في نقل هذه المطبوعات والوسائل من اليمن إلى ألمانيا وبريطانيا.
حيث أن الشحن من اليمن ممنوع بعد حادثة الطرود المشبوهة التي اكتشفت في مطار دبي وقيل إنها قادمة من اليمن، ومع هذه الحادثة وقعت قبل سنوات عدة إلا أن المنع لا يزال قائماً للشحن من اليمن، وهو الأمر الذي جعلنا نضطر إلى الاستعانة ببعض المسافرين لنقل جانب من هذه المطبوعات بصفة شخصية, ولكن بعد العدوان أصبح مختلفاً، وبات الواجب علينا توضيح الصورة حول العدوان وجرائمه التي يمارسها بحق اليمن واليمنيين ونقلها للمواطنين والمنظمات الغربية سواء في ما يتعلق بقتل الأطفال والنساء أو تدمير البنى التحتية والمواقع والمعالم السياحية والتراثية كون المواطن في أوروبا بشكل عام مغيباً عن الحقيقة والمآسي التي تحدث في اليمن جراء العدوان.
مناشط ضد العدوان
وحول الفعاليات والجهود التي تم القيام بها لتوضيح جرائم العدوان بحق الشعب اليمني يقول صدقة: بعد انطلاق العدوان مباشرة تم التواصل مع بعض الناشطين اليمنيين والعرب والأجانب وعدد من المنظمات لإقامة تظاهرة تجوب شوارع وسط لندن وتتجه مباشرة إلى السفارة السعودية، وبالفعل تمت المظاهرة وأمام سفارة السعودية تم إلقاء العديد من الكلمات وترديد الهتافات والشعارات التي تدعو إلى وقف العدوان على الشعب اليمني, ومظاهرة أخرى تم تنظيمها مع الجاليتين العراقية والبحرينية, ومظاهرة ثالثة تم تنظيمها مع منظمة (أوقفوا الحرب) البريطانية وقد حضرها مئات البريطانيين وإلى جانبهم عدد كبير من اليمنيين والعرب، وكانت ردة الفعل في الأوساط الحقوقية إيجابية إلا أنها لم تُعط ثمارها لدى الجهات المسؤولة في بريطانيا نظرا لعدم تفاعل الحكومة البريطانية المؤيدة أساساً للعدوان, كما تنظيم معرض للصور خاص بجرائم العدوان في اليمن وتمت إقامته في مدينتي لندن وبرمنجهام, وتم أيضاً إقامة العديد من الندوات التي دعونا إليها بعض الصحفيين والمثقفين والحقوقيين الإنجليز, وبعد أشهر من العدوان تم التخاطب مع أعضاء من البرلمان البريطاني لمناقشة استخدام أسلحة بريطانية في العدوان على اليمن، وتم الالتقاء بعدد كبير من الكتاب والصحفيين العاملين في أشهر الصحف البريطانية لتوضيح الصورة لهم، وتم إقناع عدد منهم للقيام بزيارة اليمن والاطلاع على الواقع في ظل العدوان، وبعد جهود كبيرة حصل البعض منهم على تراخيص للسفر إلى اليمن وكتبوا تقارير واقعية عن حال اليمن والجرائم التي تقوم بها طائرات التحالف، وكان لهذه التقارير بالغ الأثر لدى المنظمات الدولية، وبالفعل ساهمت في تعرية العدوان السعودي وتحالفه الجبان, وهناك منظمات اتهمت العدوان بارتكاب جرائم حرب في اليمن, ولا يزال الإعلام الأوروبي نشطاً في شجب العدوان ومن يؤيده من حكومات غربية كبريطانيا وأمريكا، وأصبح مكشوفاً لدى مواطني تلك البلدان أن هاتين الدولتين تغذيان السعودية والإمارات بالأسلحة والمعدات والخبرات التي تفتك باليمنيين وتدمر بلدهم مقابل حفنة من المال المدنس.
بلد يعشقه الكثيرون
وأشار إلى أن اليمن سيتعافى من أزمته وسينتهي العدوان لا محالة، وعندها ستنشط السياحة إلى هذا البلد الذي يتوق لزيارته الكثير من سياح العالم, وهناك سياح سيحرصون على المجيء إلى اليمن من أجل الاطلاع على آثار الدمار الذي سببه العدوان, ووقتها ينبغي على الدولة أن تكثف جهودها الدبلوماسية من أجل إلغاء تلك المحاذير التي أطلقتها حكومات الدول المصدرة للسياحة، فهذه المحاذير لها سنوات إلا أن الجهات المعنية والدبلوماسية اليمنية لم تتعامل معها بالشكل المطلوب، وظلت هذه المحاذير على حالها، وها هو اليمن اليوم على مفترق طرق، وكلنا تفاؤل أن الغد سيكون أكثر إشراقاً بإذن الله، وحينها لا بد أن يتم التوجه لدعم القطاع السياحي.
وأضاف: لم تهتم الحكومات اليمنية المتعاقبة بدعم وتنمية قطاع السياحة ولم توله الاهتمام والعناية التي يستحقها، ولهذا ظلت السياحة اليمنية تعاني الكثير من الصعوبات والعقبات, مثلاً مصر لديها ما يقارب (1000) وكيل سياحي في بريطانيا ومثلهم داخل ألمانيا ومثلهم أيضاً داخل فرنسا، هؤلاء الوكلاء مهمتهم تجاوز أي مشاكل أو أحداث قد تتعرض لها مصر بحيث لا تؤثر على حركة القدوم السياحي إلى مصر, بينما نحن في اليمن لا زالت وزارة السياحة تبحث عن موازنة تكفيها لتغطية نفقاتها التشغيلية، فما بالنا بالجهود الترويجية والمشاريع السياحية التي ينبغي أن تقوم بها خدمة لهذا القطاع الحيوي الهام.