المغادرة من صنعاء وإليها
إبراهيم طلحة
كل اليمنيين تقريبًا ومن كل محافظات اليمن يسكنون في صنعاء أو يقدمون إلى صنعاء أو يعيشون لفترةٍ معينة في صنعاء أو على الأقلّ يعاملون في صنعاء أو يبحثون عن لقمة العيش وعن فرص العمل فيها..
لا يوجد شخص يمني إلا وتعني له صنعاء شيئًا ما.. “صنعا اليمن ثانية”..
اتصل لي خالي أول الأزمة من البلاد وقال لي: ما تعمل في صنعاء؟! الناس هربوا منها وأنت جالس فيها؟! ثم وجدته بعد أيام قليلة من كلامه فقلت له: وأنت ما تعمل في صنعاء؟! تقول لي: روّح البلاد واترك صنعاء وأنت تفقدها وتعود لها؟! فقال لي: أكييييد.. هذي صنعاء.. ما أقدر على فرقتها.. صنعاء حبيبتي وحبيبة الكل!!
هاجر الناس منها وغادروها أول الحرب وما قدروا على تحمُّل فرقتها ولو لأيام.. سرعان ما عادوا إليها.. إنها المغادرة منها إليها.
في صنعاء، الناس للناس، والكل سواسية، على مستوى التعايش، باستثناء المسؤولين السرق طبعًا.. بخلاف غيرها من المحافظات،، وهذا كلام أردده دائمًا بحُكم أنني عشتُ في بعض المحافظات الرئيسية الأُخرى كعدن وتعز على سبيل المثال.. لا توجد مدينة يمنية تفتح ذراعيها للجميع كصنعاء.. لا صدر رحيب كصدر صنعاء.. صنعاء ليست من العنصرية ولا من المناطقية في شيء.. صنعاء مدينة الجمال وعاصمة الروح.. مدينة كل اليمنيين وعاصمة كل اليمنيين..
“ما مثل صنعا اليمن.. كلا ولا أهلها.. صنعا حوَت كلّ فنّ”.