دردشة
لحظة يازمن
يتذكر الآن، بعد أن لف الزمن لفته، يستعيد من ” ديسك الذاكرة” عبارة: ” أن سلمى كانت شابة والحلم كان شاب أيضاً” لا يدري ولا يعرف بالطبع، ما المحفز لذلك الذي حفز الذاكرة لأن تستعيد تلك الجملة لم يتعب ذهنه كثيراً حول المحفزه، وألتجأ إلى أقرب تفسير، وربطه مباشرة بألاعيب الذاكرة وتكوينها الفوضوي، الذي أكسبها طبيعة مخاتلة تلعب ” غمياني” المهم أين ومتى سمع او قرأ تلك الجملة؟ وكيف لبعض المواقف أن تختزنها الذاكرة الملعونة .. والبعض الآخر.. لا تعمل لها شأن أو حساب وإن كانت مهمة اندمج في حوار صامت مع الملعونة قرينته الشيطانية.. هي من جانبها لديها القبول لتقليب الوقائع والمواقف.. وإن كانت غير مكتملة وبالتحديد الزمني والمكاني وهي كما قلنا شبيهة بصاحبها وإن كانت أكثر إيجابية في بعض الأحوال.. لأن طاقتها على استعادة الأشياء مرتبطة تمام الارتباط بمد قدرته على التركيز الذهني العميق وكانت دوماً ولاتزال في حوارهما المتقطع تقول له: مشكلتك ونقطة ضعفك تشتتك الذهني ولم تتعلم ولن تتعلم تعليم النفس التركيز المهم.. بعد أن فشل معها في العثور على الحافز وحاولا جاهدين إلى وضع العبارة في سياقها الزماني والمكاني ومن ثم استخلاص العبرة وذهنه يأفل في عصر الكمبيوتر.. وصل إلى أن الذاكرة حميمية جداً.. وإن كانت تأفل هي الأخرى بأجوائها وروائحها الإنسانية في عصر التسليع والوجبات السريعة أخيراً بعد البحث والتنقيب ، والجعث لم يصلا هو وذاكرته إلى أصل المحفز وتاريخ تلك العبارة : سلمى كانت شابة وكان الحلم شاب أيضاً بعد الجعثثة تركا الحلم في وادي الأحلام شاباً لا يشيب.. وسلمى تتجدد.. ولا معنى ولا يحزنون مع شخص مراوغ وذاكرة مراوغة يدردشان مجرد دردشة ولغو…