المكفوف نوتة سلام .. !
عبدالخالق النقيب
يا لهذا الإسفاف والتجبر ..! في هذا البلد يتم الإجهاز على ذرات الإنسانية المتبقية ، بينما العالم القواد يتفرج ويصفق ..!!
لا أدري إن كان العالم قد فهم أن القنابل والمتفجرات قد مرت من هنا ، على دار للمكفوفين الصغار ، هذا المكان لا يصلح أن يكون خطراً ، أو أن يتم تسجيله هدفاً عسكرياً حتى وإن اختبأ فيه من تسبب في اندلاع حرب عالمية جديدة ، لا تدعوا العنجهية تتوحش وتعيد الحق الآدمي إلى جحور ما قبل التاريخ ، هذا ليس مجرد فعل خادش نال من الإنسانية ، إنه نجم معتم تسبب بانكسار صادم لوجودنا.
المكفوف لم يشاهد فيلماً رومانسياً في حياته وجاء الوقت ليفكر بذلك الذنب فيستغفر ربه ، المكفوفين يشبهون المساطر تماماً وهم يحاولون تلمس الطريق والمضي بسلام ، ليسوا سوى نوتة سلام ، ما الذي سنفكر به وهم يستنفرون خطاهم المتعثرة هرباً من بشر قادمون يوزعون لهم الموت بدلاً من علب الهدايا والآيسكريم ، هل كان يجب علينا أن نضع على كل باب كاميرات مراقبة ليشاهد مجتمع الألفية الثالثة مكفوفين صغار يتدافعون وقد أصابهم الذهول والهلع ، حتى اللحظة لم يدرك هؤلاء المكفوفون ما الذي حدث تحديداً ، غير أنهم نجوا من موت محقق تقصدهم ، كانوا يحفظون الطريق جيداً ، لكنهم وقتها نسيوا كل شيء، كيف ستتنصل المنظمات الحقوقية عن لحظة سوداوية كهذه ممتلئة بالقهر وتعج بصرخات المكفوفين تتعالى بتوقيت واحد (خذ بيدي ـ امسكني ـ خطني الطريق ـ أين الباب ..) ، (150) مكفوفاً كان يفكر في البحث عن دليل يرشده لطريق النجاة ، واكتشفوا أن كل من كان في المكان مكفوف أيضاً..التنديدات الهزيلة لن تشفي جروحنا أيها الغجر ..!!
a.alnageeb@yahoo.com